قبل هذا قلنا إن الله ابتلي دارفور بكثير من الرزايا ووضع في طريقها الكثير من العقبات والتحديات نتضرع إليه كل يوم أني رفعها ويزيحها عنها إنه هو السميع العليم . من بين تلك الرزايا والبلايا هم أولئك القادة الذين يتصدون ويفرضون أنفسهم كممثلين للقضية الدارفورية، أولئك الذين يتاجرون بملف دارفور ويتبضعون به في سوق الأجندات الخارجية ويتزيدون به كلما حرضتهم أنفسهم بذلك، يدخلون به القصر الجمهوري في مناصب سيادية كبري يتركون نازحي الإقليم خلف ظهورهم في المعسكرات يتقلبون في رياش الوظيفة ويحصدون امتيازاتها ويعدون عائدها المادي ثم يحرضهم مزاجهم مرة أخري علي الخروج وتبني قضايا الناس رافعين شعار النضال هذه المرة. بعد هزائم وانقسامات متتالية ضربت جسم حركة مناوي وبعد أن تمدد أفق الحيرة أمام ناظري الجل وتصخم الفراغ والتخبط وأخذ علي الرجل كل جنبات عقله خرج علينا ملوحاً بالمناداة بحق تقرير المصير لدارفور. هذا الفاشل قصير النظر كأنه لا يري بأم عينيه ما يحدث الآن في جنوب السودان بعد أن انبرت لقيادته ثلة من النخب البلهاء الطموحة التي لا تحركها إلا شهوة الجلوس علي مقاعد الحكم لم تنظر وهي تقرر في أغني بلدان أفريقيا أبعد من أرنبة أنفها فانزلقت وزلقت كل الجنوب في مستنقع آسن تعام حتي الجرباوات أن يلتقطن رائحته. كم لمني أركو مناوي في دارفور حتي ينام علي قفاه ويطالب بتقرير مصيرنا؟ يأتي رقم كم ضمن مثقفيها وعلمائها وحكمائها ونظارها وعمدها حتي يصعد مثل فأر طريد ويطالب بتقرير المصير؟ وهل كل من فشل في مشروعه السياسي والعسكري يسن سكينه وبقطع جزءاً من البلد طرقه وجزاروه؟ وهل كل مني نهزم في طريق ما يعود يثقل وأعباء الهزيمة ليعمم ويعلق هزيمته الشخصية هذه في عنق البلد كلها؟ لمثل الذي تفوه به مني اركو مناوي ظللنا نحذر من مغبة العمل العسكري ومن مغبة النفخ فيها والمشي وراءها لأن انتصارها إن تم سيتم بكلفة باهظة وأن هزيمتها ستكون بمثل هذه الشروخ والمخازي التي بدأ هذا اليائس التفوه بها. نقلا عن صحيفة الصيحة 12/8/2015م