نهار اليوم (الأربعاء) يمهر سلفاكير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان توقيعه النهائي على مسودة سلام مع رياك مشار زعيم المعارضة الجنوبيةبجوبا بحضور بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية نيابة عن الرئيس عمر البشير وهايلي ديسالين رئيس الوزراء الإثيوبي وأهورو كينياتا الرئيس الكيني ويوري موسفيني الرئيس اليوغندي، إضافة إلى السفراء الأجانب المعتمدين لدى جوبا. التوقيع يجيء بعد أسبوع من فشل اجتماع إيقاد وإيقاد (+) بحضور ممثلي دول الترويكا والاتحادين الأوروبي والأفريقي وممثل دولة الصين وحضور دونالد بوث المبعوث الأمريكي لدولتي السودان وجنوب السودان الذي كان من المقرر أن يتم خلاله توقيع اتفاق نهائي بحسب التوقيت الذي حدده باراك أوباما رئيس الولاياتالمتحدهالأمريكية، حيث فشل الاجتماع بعد رفض سلفاكير التوقيع النهائي مع رياك مشار واكتفى بتوقيع اتفاق بالأحرف الأولى بعد ضغوط مورست عليه وطلب مهلة (15) يوما حتى يعود إلى جوبا لمشاورة مجموعته، وقبل أن تكتمل مهلته تعرض سلفاكير لضغوط مكثفة بحسب مصادر تحدثت ل(اليوم التالي) من قبل الولاياتالمتحدة للتوقيع النهائي على اتفاق السلام. ويبدو أن كل أطراف حكومة الجنوب غير راضية بهذا الأمر وأنها لم تكن تريد من سلفا أن يوقع على الاتفاق، ووضح ذلك من خلال حديث الصحيفة مع مايكل مكواي وزير إعلام الجنوب وعضو وفد حكومة الجنوب المفاوض حيث أكد لنا أنه ليس لديه أي علم بأنه سيتم التوقيع على الاتفاق في جوبا اليوم وأنه سمع هذا الحديث من الصحف ووسائل الإعلام الخارجية وأكد أنه غير معني بهذا الأمر. ولم نكتف بالحديث مع وزير الإعلام بل اتصلنا بمايكل موين الناطق الرسمي باسم وزارة خارجية الجنوب وأكد أن رؤساء الدول الأربع سيصلون بالفعل إلى جوبا لكنه لا يتوقع أن يكون هناك توقيع على اتفاق بالرغم من أنه كان قد خرج من القصر الرئاسي قبيل أن نتحدث معه، حيث التأم اجتماع ضم كل قيادات حكومة الجنوب بما فيها البرلمان وقال المتحدث باسم رئيس جنوب السودان، أتيني ويك أتيني، إن سلفا كير سيوقع اليوم (الأربعاء) على وثيقة اتفاق السلام في حضور قمة بجوبا ليوم واحد تضم رؤساء كينيا وأوغندا والسودان ورئيس الوزراء الإثيوبي. لكنه أوضح أن حكومته لا تزال غير راضية عن الاتفاق الذي أعدته "الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا" (إيقاد). وكشف الناطق باسم الرئاسه أن البنود الأساسية موضع الخلاف تشمل تفاصيل حول مقترحات تقاسم السلطة بين الحكومة والمتمردين يمكن أن تؤدي إلى عودة مشار نائباً للرئيس وأوضح أن الحكومة غير راضية عن الدعوات لنزع السلاح في العاصمة جوبا وتسليم سلطات أكبر للمتمردين في ولاية أعالي النيل الغنية بالنفط وتكليف لجنة مراقبة وتقييم بتولي مراقبة تطبيق اتفاق السلام. ومن خلال تضارب تصريحات المسؤولين في جنوب السودان بجانب تصريح الناطق الرسمي باسم الرئاسة يتضح أن هناك سيناريو ربما يحدث وهو أن لا يلتزم الطرفان بتنفيذ اتفاق السلام في الجنوب خاصة الطرف الحكومي الذي رفض التوقيع في التوقيت المحدد له مرورا بالخلافات التي تبدو واضحة في حكومة الجنوب حول الاتفاق، إضافة إلى التحفظات حول بعض نقاط الاتفاق والتي ذكرها الناطق باسم الرئاسة، وهذا سيكون التحدي الحقيقي للطرفين.. وفي حالة توقيع الأطراف أيضا تكون الخرطوم قد خسرت أحد أهم أجندة المبعوث الأمريكي في زيارته للسودان والتي تتضمن بحث الأوضاع في جنوب السودان والدور الذي يلعبه السودان في إنقاذ دولة الجنوب من الفشل وذلك في حالة صمود الاتفاق، لأن أمريكا ستكون حينها قد نجحت ربما في إعادة الاستقرار هناك عبر الضغوط التي مارستها مع الأطراف دون حاجة للسودان. نقلاً عن صحيفة اليوم التالي 26/8/2015م