وأخيراً.. بدأ الحوار الوطني لتوحيد كلمة أهل السودان وللخروج بالسودان من المأزق التأريخي الذي أدخلته فيه بعض الاحزاب السودانية التقليدية وبعض الحركات المسلحة المرتبطة بالدوائر الخارجية التي تسعى لتقسيم السودان. ولكن.. وبالرغم من أن الحكومة وعلى لسان كبار قادتها أعلنت بكل صراحة انها لن تسمح باختطاف الحوار الى خارج السودان لأن القضية سودانية مائة في المائة ونريد ان تحل داخل السودان.. لكن فوجئنا بأن الحكومة تتنازل قليلاً عن موقفها السابق.. بأنها موافقة على اجراء مباحثات مع الحركات المسلحة في اديس ابابا، وفي تقديري هذه الموافقة محاولة خجولة لاختطاف الحوار. بالطبع ان مجلس السلم والامن الافريقي وراء هذه المحاولة للاختطاف ونخشى ان تتنازل الحكومة للمحاولة الكاملة للاختطاف في مراحل قادمة من الحوار. لجنة 7+7 تؤدي دورها بشكل متميز وهنا لابد من الاشادة بمولانا كمال عمر – الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي – لتصريحاته وتقاريره الايجابية جداً والتي تبشر بهذا الموقف المتقدم من المؤتمر الشعبي بمستقبل مشرف للحوار.. وهو رجل ذرب اللسان وصاحب منطق قوي ومقنع.. اكتب هذا واخشى ان يواصل مجلس السلم والامن الافريقي ومن خلفه القوى المعادية للسودان اختطاف كامل للحوار، خاصة ونحن نتابع التحركات الامريكية الخبيثة تجاه السودان ومحاولاتها البائسة للوصل الى البند السابع والذي يسمح بالتدخل العسكري في السودان.. لقد وصل الامريكان ومن معهم اخيراً الى هذا المقترح بعد جهود فاشلة استمرت لأكثر من 20 عاماً. كثير من المراقبين يرون أنه من الضروري تغيير في قادة الحوار كما يتمنى اولئك المراقبون لضم الكثير من الوزراء الجدد خلال الاشهر الثلاثة المقبلة.. وسيجدون العجب العجاب من بعض القدرات وفشل في اداء المهام، بينما سيجدون نجاحاً في بعض المسؤولين منهم. ولابد من الاشادة بسعادة الفريق اول ركن بكري حسن صالح النائب الاول لرئيس الجمهورية والاستاذ حسبو نائب الرئيس ومولانا عوض الحسن النور وزير العدل والاستاذ ابراهيم محمود حامد.. نائب الرئيس لشؤون الحزب وبدر الدين محمود وزير المالشية وقبلهم سيادة المشير عمر حسن احمد البشير رئيس الجمهورية والذين لا تخلو أي نشرة للاخبار من نشاط لهم وهؤلاء يحتلون معظم نشرات الاخبار يومياً وهذا يؤكد قدراتهم في الحركة والفعل ومثل هؤلاء هم الذين نريدهم. حكم السودان يحتاج الى حكمة وصبر..ومقدرات عالية وحالياً غير متوافرة الا في القليلين.. وكما تم اعفاء عدد من وزراء المؤتمر الوطني كنا نتوقع اعفاء عدد من وزراء الاحزاب المشاركة في الحكومة لأن بعضهم ادمن الوظيفة الادارية ويجب استبداله، وبعضهم صاحب عقل متقد وخيال رائع.. وأيه رأيك يا محمد يوسف الدقير صاحب الأفق الواسع..؟ نقلاً عن صحيفة الرأي العام 16/9/2015م