دانت بعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا، أمس الأحد، إقدام قوات الحكومة الليبية التي تتخذ من مدينة البيضاء مقرا لها على شن حملة عسكرية على مدينة بنغازي، متهمة القوات الليبية التي يقودها الفريق أول ركن خليفة حفتر بالسعي إلى تقويض الحوار السياسي الهادف إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية. ودانت البعثة بشدة «التصعيد العسكري في بنغازي حيث يهدف توقيت الضربات الجوية بشكل واضح إلى تقويض الجهود المستمرة لإنهاء الصراع (...) وعرقلتها في الوقت الذي وصلت فيه المفاوضات (التي تجري في مدينة الصخيرات المغربية) إلى مرحلة نهائية وحرجة». وكانت بعثة الأممالمتحدة تأمل أن يؤدي الحوار إلى توقيع اتفاق سلام يوم أمس الاحد، والبدء بتطبيقه خلال شهر، اي بحلول 20 تشرين الأول/اكتوبر، وهو اتفاق يقوم على تشكيل حكومة وحدة وطنية تقود مرحلة انتقالية تمتد عامين. ودعت البعثة إلى «الوقف الفوري للاقتتال في بنغازي وفي جميع أنحاء ليبيا»، كما طالبت الأطراف المتحاربة بالكف «عن أي تصعيد او هجوم مضاد وممارسة أكبر قدر من ضبط النفس لإعطاء الحوار الجاري في الصخيرات (المغرب) فرصة لأن يختتم بنجاح خلال الساعات القادمة». بدورها، دانت دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وتركيا والمغرب في بيان «تجدد القتال والغارات الجوية ضد السكان المدنيين في بنغازي». وكان الفريق أول ركن خليفة بلقاسم حفتر، قائد القوات الموالية للحكومة المعترف بها والتي تعمل من مدينة البيضاء في شرق ليبيا، أعلن السبت انطلاق عملية عسكرية جديدة في بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس) أطلق عليها اسم «الحتف». بدوره يطالب فريق المفاوضين التابع للمؤتمر الوطني (البرلمان الليبي الذي يتخذ من طرابلس مقرا له) بمنح الحكومة المقترحة صلاحيات تعيين الوظائف السيادية، بهدف تغيير قائد القوات خليفة حفتر. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية القريبة من هذه الحكومة أن حفتر «اعطى تعليماته للطيارين (...) وقادة المحور الغربي بقصف أهم وآخر معاقل» الجماعات التي تقاتل قواته في بنغازي، وبينها جماعة «أنصار الشريعة» القريبة من تنظيم القاعدة، وتنظيم الدولة الإسلامية، ومجموعات موالية للسلطات غير المعترف بها في طرابلس. وأوضحت وكالة «وال» أن عملية «الحتف» تأتي «تمهيدا لتقدم القوات البرية في الجيش الليبي بعد إعطائها الأوامر بالتقدم لحسم المعركة البرية في المدينة» التي تشهد معارك متواصلة بين قوات الحكومة والجماعات المناهضة لها منذ نحو عام ونصف عام. المصدر: القدس العربي 21/9/2015م