آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    مطار دنقلا.. مناشدة عاجلة إلى رئيس مجلس السيادة    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    تنويه هام من السفارة السودانية في القاهرة اليوم للمقيمين بمصر    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    شاهد بالصورة والفيديو.. في مقطع مؤثر.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبكي بحرقة وتذرف الدموع حزناً على وفاة صديقها جوان الخطيب    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي اللجنة العليا للإستنفار والمقاومة الشعبية بولاية الخرطوم    شاهد بالصورة والفيديو.. في أول ظهور لها.. مطربة سودانية صاعدة تغني في أحد "الكافيهات" بالقاهرة وتصرخ أثناء وصلتها الغنائية (وب علي) وساخرون: (أربطوا الحزام قونة جديدة فاكة العرش)    قطر تستضيف بطولة كأس العرب للدورات الثلاثة القادمة    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني في أوروبا يهدي فتاة حسناء فائقة الجمال "وردة" كتب عليها عبارات غزل رومانسية والحسناء تتجاوب معه بلقطة "سيلفي" وساخرون: (الجنقو مسامير الأرض)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    سعر الدولار في السودان اليوم الأربعاء 14 مايو 2024 .. السوق الموازي    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيسي يستحلف المصريين بدم الشهداء للنزول لصناديق الاقتراع... ووصلات «ردح» فضائي ضد المصريين
نشر في سودان سفاري يوم 26 - 10 - 2015

على الرغم من استمرار سيطرة الانتخابات والإعادة يومي الثلاثاء والأربعاء على مئتين واثنين وعشرين مقعدا في الأربع عشرة محافظة التي أجريت فيها انتخابات المرحلة الأولى، على اهتمامات الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد، إلا أن اهتمام الغالبية بدأ يتجه نحو أزمة الجنيه وانخفاضه أمام الدولار، لتأثيرها المباشر على الأسعار. وما يقال عن انخفاض شديد في احتياطي الدولار في البنك المركزي.
وكذلك نبأ إلقاء القبض على رجل الأعمال الإخواني وعضو مكتب الإرشاد حسن مالك وآخرين، بتهمة التسبب في أزمة الدولار لتخريب الاقتصاد، وضبط كميات من العملات معهم، والأنباء متضاربة ولا يمكن معرفة الحقيقة إلا بعد إعلان قرار اتهام النيابة العامة له، وعما إذا كانت ستفرج عنه أم ستحيله للمحاكمة.
ومن الموضوعات التي اجتذبت الاهتمام، العاصفة الترابية التي هبت فجأة وأغلقت عددا من الموانئ، وانخفاض كبير في درجات الحرارة، واغتيال مرشح حزب النور في شمال سيناء مصطفى عبد الرحمن، أثناء توجهه لأداء صلاة العصر في العريش، ومقتل ضابط شرطة ومجند وإصابة آخرين في انفجار عبوة ناسفة في مدرعتهم في العريش، وقرار رئيس الوزراء بتجميد العمل بقرار وزير التربية والتعليم، إضافة عشر درجات للمجموع في الثانوية العامة عن الانضباط في الحضور للمدارس والسلوك بعد مظاهرات لطلاب الثانوية.
ومن الأخبار الأخرى في الصحف المصرية، استعداد الرئيس لبدء جولة يوم الثلاثاء، تشمل الهند والإمارات والبحرين، واجتماعه مع وزير الصحة بعد بدء إنتاج السوفالدي في مصر بجودة عالية، وكذلك اجتماعه مع رئيس هيئة الإمداد والتموين في الجيش ورئيس جهاز مشروعات الخدمة الوطنية ورؤساء الشركات المتخصصة في الجيش، لبحث ما وصلت إليه أعمال تطوير بحيرة البردويل، بعد أن شارفت على الانتهاء، ليرتفع بعدها إنتاجها من ثلاثة آلاف ومئتي طن من الأسماك إلى ثمانية آلاف وخمسمئة طن سنويا. وكذلك مناقشة سير العمل في إنشاء المزارع السمكية والجمبري، بحيث يتم الاكتفاء الذاتي من الأسماك، لطرحها بأسعار معقولة وتصدير الباقي، وهو ما يريد السيسي تحقيقه بسرعة، لأن نتيجته ستكون ملموسة من ناحية توافر الأسماك وخفض أسعار اللحوم والدواجن، كما ناقش معهم إنشاء مجمع الأسمدة الفوسفاتية والسماد للإنتاج المحلي والتصدير، وهو ما يكشف عن مخطط يتم تنفيذه لزيادة وجود الدولة في جميع مجالات الإنتاج بنسبة مؤثرة. وإلى بعض مما عندنا..
«الأهرام»: المشاركة في الانتخابات واجبة
ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على المرحلة الأولى من الانتخابات، وما نشر عن قلة الإقبال وفوز أربعة فقط من المرشحين في الدوائر الفردية في الأربع عشرة محافظة التي أجريت فيها من بين مئتين وعشرين مقعدا، بينما تم حسم القائمتين في الصعيد والإسكندرية وغرب الدلتا لصالح قائمة «في حب مصر» وعددهم ستون وستجري الإعادة يومي الثلاثاء والأربعاء عليها، وبعدها المرحلة الثانية في الثلاث عشرة محافظة، وقالت «الأهرام» يوم السبت في تعليقها على قلة عدد الناخبين: «الذين آثروا أن يكونوا في مقاعد المتفرجين واختاروا عدم الإقبال على التصويت في الانتخابات البرلمانية، خاصة من الشباب، مازالت أمامهم الفرصة لإعادة النظر في موقفهم ومراجعة أنفسهم قبل فوات الأوان، والمشاركة بإيجابية في إنجاز الاستحقاق الثالث والأخير من خريطة المستقبل، التي توافق عليها جميع المصريين عقب ثورة 30 يونيو/حزيران، وتحقيق أهدافها وأهداف ثورة 25 يناير/كانون الثاني، والمساهمة في بناء وطن نتوق إليه ونحلم به، وطن لجميع أبنائه يصون حقوقهم ويحفظ كرامتهم ويحقق لهم العيش الكريم والحرية الإنسانية والعدالة الاجتماعية....».
حضور الناخبين اقتراع غير مباشر
على النظام السياسي الحالي
لكن في العدد نفسه كان موعد المقال الأسبوعي للسفير السابق في وزارة الخارجية، والقيادي في التيار الشعبي معصوم مرزوق «ناصري»، الذي وجه فيه انتقادا حادا للرئيس السيسي بسبب توجيهه كلمة للشعب طالبه بالنزول للمشاركة في الانتخابات باعتبارها خطوة لم يكن لها مبرر وقال: «لكي نمد حبل الصراحة إلى امتداده دعونا نتساءل: هل كان من المناسب أن يخرج أحد مقدمي البرامج في اليوم السابق على الانتخابات، كي ينصح الرئيس بضرورة أن يخرج ببيان يحث فيه الناس على الإدلاء بأصواتهم؟ هل يمكن أن يكون هناك كمين أكثر إحكاماً قد تم إعداده للسيد الرئيس؟ فمن المعروف أن أغلب القراءات العاقلة لما هو متوقع من نسب الحضور تشير إلى أنها سوف تكون متدنية، لأسباب سبق لنا استعراضها مرات عديدة خلال الأشهر الماضية، وبالتالي فإن من نصح الرئيس بتوجيه بيان في اللحظات الأخيرة يكون إما سيئ النية يريد إحراج الرئيس، وإما أنه حسن النية، ولكنه لا يمانع في توريط الرئيس في موقف نتيجته معروفة. هنا كان ينبغي للرئيس أن يغيب ولكنه لأسباب لا نعرفها يبدو أنه استجاب لتلك النصيحة الخاطئة، وخرج يحث الناس بالتوجه إلى صناديق الانتخابات ويكاد يستحلفهم النزول، بما في ذلك من خلال استدعاء دماء الشهداء، وكأنه يحاول أن يستعيد دعوته الشهيرة للتفويض، رغم اختلاف الظروف والتباس الموقف. هكذا أصبح حضور الناخبين أو غيابهم بمثابة اقتراع غير مباشر على النظام السياسي الحالي، أو ما يمكن أن يعتبر استفتاء مبكرا. هذا النوع الخائب من الإعلام أدى إلى نفور الناس، بل واستفزازهم، فعندما يقول أحدهم مهدداً إذا لم تنزلوا سوف يكون البرلمان المقبل هو برلمان كندهار، وينذرهم بأنه ليس لهم أن يشتكوا بعد ذلك أو يطالبوا بأي شيء، بل ويخوفهم بأن عدم نزولهم يهدد بقاء الرئيس نفسه في موقعه، أي إسفاف واستخفاف وسخف هذا؟».
الفقراء وحدهم يدفعون الثمن
وكما أثار الإعلام غضب معصوم فإنه استفز أيضا زميلنا في الجمهورية «قومية» مدبولي عتمان فقال يوم السبت أيضا: «تسابق عدد من مذيعي الفضائيات وضيوفهم مساء الأحد الماضي في تقديم وصلة سباب إلى المصريين، لعدم إقبالهم على الصناديق، ووصفوهم بالتخاذل وعدم الوعي وعدم الفهم، وأنهم لا يعرفون مصلحتهم، الغريب أن المصريين كانوا في نظر المذيعين أنفسهم منذ 16 شهراً فقط، أعظم شعب في العالم ومن أكثر الشعوب وعياً وفهماً، عندما خرج لانتخاب الرئيس السيسي! واستمر هؤلاء المذيعون وضيوفهم في تقديم وصلات «الردح» الفضائي بعبارات فارغة، من دون أن يحاولوا بذل أدنى جهد للبحث عن الأسباب الموضوعية لعزوف الشعب، خاصة الشباب، عن المشاركة في الاستحقاق الثالث لخريطة الطريق. لم يلفت نظرهم الصرخات اليومية للمواطنين الذين يحترقون بنيران أسعار السلع الغذائية والخضروات، لم يحركهم أنين المرضى الفقراء الذين تخلت الحكومة عن علاجهم وتركتهم فريسة لتجار العلاج في المستشفيات الخاصة، فلا تسبوا الشعب. ولو كان لدى هؤلاء الإعلاميين عقول تفكر لاعترفوا بذكاء المصريين البسطاء وفهموا أن موقفهم بمثابة رسالة غضب صامتة لعدم الوفاء بوعود كثيرة في تحسين معيشتهم والحفاظ على كرامتهم فالفقراء وحدهم يدفعون الثمن».
«توتة توتة خلصت الحدوتة»
وإذا كان معصوم ومدبولي هاجما الإعلاميين فإن زميلنا في «أخبار اليوم» (قومية) محمد عمر سخر من سذاجة الشعب وسهولة الضحك عليه فقال في اليوم نفسه: «بمناسبة نتائج الانتخابات تقول النكتة «أنش عبا عامل فيها «مفتح» وأبو المفهومية ومشهور عنه أنه يا ما «ضرب الهوا دوكو»، أتنصب عليه في «ساعة رواقه» من مجموعة من رجال الأعمال وعلى قفاه «المنور» قدروا يحققوا «بالأونطة» أرباحا بالملايين وبالملايين دي «مش بغيرها» اشتروا نوابا ومرشحين وناخبين، حتى يكون البرلمان تحت أيديهم وكأن الشعب «أبو الذكاوة» دفع من جيبه وعرقه وشقاه لرجال أعمال علشان يركبوه ويمشوه على مزاجهم، فقرروا أن يعودوا إلى الحكم مرة أخرى، وأن يتزوجوا السلطة هذه المرة عيني عينك مش بورقة عرفي زي ما كانوا متجوزينها أيام مبارك، وطبعا لم يجدوا سبيلا أمامهم لتحقيق ذلك إلا البرلمان، فنطوا عليه في انتخابات نزيهة بعد أن اشتروا بالقرشين أو بالملايين بتوع الشعب أو المنصوب فيهم على الشعب، كل ما يلزم نواب ومرشحين وناخبين، وتوتة توتة خلصت الحدوتة وسلامات يا مفتحين وبالانتخابات متباعين».
ياسر برهامي: نحاجج السيسي عند الله يوم القيامة
وإلى أبرز ردود أفعال حزب النور على نتيجة الجولة الأولى من المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب، التي لقي فيها هزيمة مؤلمة وآثارها على أعضاء الحزب وأعضاء جمعية الدعوة السلفية التي خرج منها. فكتب ياسر برهامي نائب رئيس الجمعية مقالا في جريدة «الفتح» لسان حال الجمعية والحزب التي تصدر كل يوم جمعة وجهه للأعضاء وكان عنوانه «لا تيأسوا من روح الله» قال فيه: «ليخرج الشامتون ليقولوا (هذا حجمهم الحقيقي، ومن أطفأ النور، وشهادة وفاة لحزب النور) ونحو ذلك من العبارات التي نحتسبها عند الله والموقف يوم القيامة، إضافة إلى شامتي الاتجاهات المسماة بالإسلامية ذات الانحراف العقدي والمنهجي، فكل هذا في محاولة أكيدة لدفع الشباب المتدين والسلفي خصوصًا إلى اليأس. الاتجاهات العلمانية التي تريد صبغ المجتمع بالصبغة الغربية وتُوالي الغرب، دون مصلحة دينها ووطنها، وهي تخالف الدستور الذي نص على أن «دين الدولة الرسمي هو الإسلام»، ولكن يريدونها إلى حين حبرًا على ورق إلى أن يأتي وقت إزالة هذا الحبر مِن على الورق ويصرحون بذلك بلا مواربة، كل هذا مع سكوت تام من رأس الدولة الذي نُحَمِّله المسؤولية بلا شك ونستعير الكلمة التي يقولها لنا ولغيرنا: (نحاججك عند الله يوم القيامة)؛ لأنك تعلم أننا لسنا «داعش» ولا إرهابيين، وأننا نحب وطننا ونحرص على مصلحته ونرفض الصدام والعنف والتكفير. وقد ظُلمنا ظلمًا بَيِّنًا في عهدك ومن أجهزة دولتك ولم تنصفنا وأرسلنا استغاثات عدة، ولم نجد أذنًا صاغية وهذا والله ليس في مصلحة البلاد» أتيأسوا مِن روح الله إنه لا ييأس مِن روح الله إلا القوم الكافرون، الانتخابات البرلمانية وهذه الجولة منها ليست نهاية الأمر، ولا هي الوسيلة الوحيدة. اختلطوا بالناس وادعوهم إلى الله وأوصلوا لهم صوت الحق وأذكركم بفتوى الشيخ أحمد شاكر وفتوى العثيمين فراجعوهما. تحملوا الأذى في سبيل الله واحرصوا على وحدة بلدكم ومصلحته وحافظوا على كل سبب يؤدي إلى عصمة دماء الناس وأعراضهم وأموالهم إياكم أن تغيروا مِن منهجكم الذي التزمتم به».
مصطفى دياب: «حزب النور» لم يخسر
وفي حقيقة الأمر أنا لا أعرف ما الذي كان يريده الشيخ ياسر من الرئيس؟ هل التدخل لدى المعارضين للنور لوقف هجماتهم وحملاتهم ضده، علما بأنه، أي السيسي نفسه، كان يتعرض لهجمات عديدة تتهمه وتتهم الدولة بمحاباة السلفيين وحزب النور، وتذكير برهامي للرئيس بعبارة نحاججك عند الله يوم القيامة، لأن السيسي قالها لشيخ الأزهر. أما فتوى العثيمين التي طالب بالرجوع إليها ولم يوردها في مقاله، فقد أوردها زميله مصطفى دياب في مقال بعنوان «لم نخسر» في موقع «أنا السلفي» وهي قول العثيمية: «البرلمان وسيلة للإصلاح وليس غاية حتى لو وصل إليه عدد قليل من أهل الحق فإنهم سينفعون بإذن الله ولكن عليهم أن يصدقوا الله». ثم أخذ دياب يرفع من الروح المعنوية لأعضاء الحزب والجمعية ودعوتهم للثبات بقوله: إن موسى عليه السلام قد اجتمع عليه السحرة (72 وليس 25 حزبًا) فما خار أمامهم بل واجههم أما ترضون أن ترجع قريش بالعير والبعير وترجعون أنتم برسول الله صلى الله عليه وسلم، أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وترجعون أنتم بمنهج واضح، إنني أنا أخوك فلا تبتئس أخي الباكي؛ دعني أُكفكف دموع عينيك دموع الإيجابية والشعور بالمسؤولية، دعني أربط على كَتِفك كتف البطل الفارس الذي واجه الدولة العميقة بعددها وعتادها وإعلامها ورجالها وأموالها وفسادها، ولذا إذا رأيت القوم قد فرحوا بالانتصار عليك؛ فاعلم أنك منافس قوي ولكنك شريفٌ نحن لم نخسر «إنما الأعمال بالنيات»؛ فمَن خرج مِن بيته لله فقد وقع أجره على الله. لو نظرنا لعدد الأصوات التي جمعها 25 حزبًا مجتمعين وما حصده حزب النور وحده؛ لأدركت أننا لم نخسر. وإذا نظرت إلى الفقر بين الناس وشدة حاجتهم واستغلال أباطرة المال السياسي لضعف هؤلاء وحاجتهم وأنك لم تفعل ذلك أدركت أنك لم تخسر».
اللي غرقوا يوم يناير .. رجعوا راكبين ألف موجه
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم تاني؟ إنها مشكلة كل أحزاب وقوى التيار الديني كل منهم يعتقد أنه ممثل الإسلام وحامله للقوم الكافرين وهل كانت المرحلة الأولى للانتخابات بين أنصار سيدنا موسي عليه السلام وأنصار فرعون وسحرته، أو بين أنصار سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وكفرة قريش والعياذ بالله. كما نشرت جريدة «الفتح» قصيدة عنوانها رجعوا تاني للشاعر علاء عرفة من أبياتها:
رجعوا تاني
«الحوش» دول رجعوا تاني
اللي غرقوا يوم يناير .. رجعوا راكبين ألف موجه
اللي جمعوا رأس مالهم .. يوم ما كان الناس في حوجه
واللي لما مصر جاعت .. كانوا هايصين لوز ونوجه
واللي هربوا ملياراتهم .. لجل ما بلدنا تعاني
كذبوا عالخلق وقالولهم .. إنهم جم باختيارك
لو صحيح أنطق جاوبني .. الفلول جم باختيارك
أيوا لاه وألف لأهال .. ضلال داه مش مسارك
رجعوا طب وهاتعمل إيه .. راح تسلم واللا إيه
مش حاسيب بلدي لفاسد.. والفساد هاقلع عينيه
مش حاخرب مش حادمر.. بس حقي حاموت عليه
الشارع المصري أصبح أكثر وعيا بمن يستغله
ونغادر «الفتح» إلى «البوابة» يوم السبت التي نشرت حديثا مع وزير الخارجية الأسبق محمد العرابي، الناجح على قائمة «في حب مصر» أجرته معه الجميلة زميلتنا عفاف حمدي قال فيه عن النور ونتيجته: «لم أكن أتوقع بالمرة أن يخسروا بهذا الشكل، ولكن يبدو أن هناك مشكلة في الحزب بين القواعد والقيادات، انعكست على مدى إقبال المؤيدين لهم. الشارع أصبح أكثر وعيا بمن يستغل الشعارات الدينية، ومن يقول الحقيقة والأصلح له، كما قام بلفظ فصيل الإخوان فليس من الصعوبة رفضه للسفليين. لسنا مسؤولين عن خسارة حزب النور، فالخطأ كان من ناحيته عندما قام بتركيز دعايته في مطروح والبحيرة وترك الإسكندرية، معتمدا على شعبية واهية له هناك، ونحن أدركنا ذلك وتلك هي السياسة».
ناجح إبراهيم: المدرسة السلفية
لم تعرف دهاليز السياسة بعد
أما صديقنا الكاتب وعضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية ناجح إبراهيم فقد أعطى في «الشروق» في يوم السبت نفسه أسبابا أخرى للنكسة التي أصيب بها الحزب ومنها: «تعرض حزب النور مع شيوخ الدعوة السلفية السكندرية لحملة ضارية من تحالف دعم الشرعية بقيادة الإخوان، من كل القنوات والمنافذ الإعلامية الإخوانية، فضلا عن مواقع التواصل الاجتماعي، التي يدشنها أتباع التحالف بكل توجهاتهم وهذه الحملات كانت تسمي حزب النور ب«حزب الزور» وتصفه بالخيانة والعمالة، وتشتم قادته صباح مساء، وفي بعض الأحيان كانت تشتم هؤلاء أكثر من شتمها للحكومة والنظام المصري. حالة الانقسام خطيرة في المعسكر السلفي الذي كان موحدا بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني، فهناك قسم كبير من الدعوة السلفية، خاصة في القاهرة انضم إلى تحالف دعم الشرعية والإخوان مثل، مجموعة د. محمد عبد المقصود ونشأت محمد أحمد، ومعظم المجموعات السلفية في القاهرة، باستثناء مجموعات قليلة منها، مجموعة العالم الأزهري أستاذ أصول الفقه د. أسامة عبد العظيم، وهناك مجموعات كثيرة انضمت لحازمون، ومنها لمجموعات التحالف، أو المجموعات المسلحة، ومنها مدارس اعتزلت العمل السياسي والانتخابات تماما مثل، مدرسة الشيخ الحويني والشيخ محمد حسان، فضلا عن بروز السلفية المدخلية التي تعادى معظم التيارات الإسلامية الأخرى وتدين بالولاء المطلق لكل الحكومات مهما كان توجهها، فضلا عن التمزق الذي أصاب المدرسة السلفية السكندرية، بانضمام د. سعيد عبد العظيم وتلاميذه إلى تحالف دعم الشرعية، واعتزال د. محمد إسماعيل للدعوة والسياسة معا، واعتزل آخرين مثله، فضلا عن عزوف بعض أعضاء الدعوة السلفية السكندرية وأعضاء سابقين من حزب النور عن السياسة والانتخابات، وهؤلاء لم يذهبوا للتصويت، وبعضهم ينقم على حزب النور بعض مواقفه السياسية. حزب النور والدعوة السلفية السكندرية والسلفيين عامة أضعف بكثير من الإخوان في القدرة على الحشد وتجييش الأتباع والأنصار، واستخدام تكتيكات الانتخابات فمن أهم مواهب الإخواني أنه كائن سياسي وانتخابي نشيط جدا، وينتمي لتنظيم محكم. أما السلفية فهي ليست تنظيما ولن تكون، ولكنها مدرسة علمية فقهية تركز في الأساس على العلم والعبادة، وهي حديثة العهد بالسياسة التي لم تعرف دهاليزها بعد، ولم تستطع بعد تربية أبنائها على الشأن السياسي. المرأة الاخوانية تختلف تماما عن المرأة السلفية».
أعلنوا الحرب على «النور» بكل الأسلحة
ومع كل هذا وجد النور من دافع عنه من خارجه، وهو زميلنا في «اليوم السابع» عبد الفتاح عبد المنعم الذي قال يوم السبت: «مع دخول الحملة الانتخابية وبدء عمليات التصويت بدأ حلفاء «النور» في 30 يونيو/حزيران إعلان الحرب بكل الأسلحة، من التجريح الشخصي إلى المطالبة بحل الحزب وتقديم دعاوى قضائية وبلاغات للنائب العام، بزعم أن حزب النور تم تأسيسه مخالفًا للدستور، باعتباره حزبًا دينيًا، وكأن مقدمي تلك البلاغات اكتشفوا فجأة أن حليفهم في مخطط الإطاحة بحكم الإخوان مخالف للدستور، ولم يشفع ل«النور» موقفه البطولي والرائع في 30 يونيو/حزيران ومعاداته لمحمد مرسي وجماعة الإخوان ،التي كانت قبل 30 يونيو أحد أهم الحلفاء سياسيًا وأيديولوجيًا وكان جزاء حزب النور هو الشتائم بكل أنواعها، والمفاجأة أن «النور» شعر قبل بداية ماراثون الانتخابات، بحملة منظمة من كل التيارات السياسية التي جلست معه، أثناء إعلان قرار الجيش الوقوف إلى جانب الشعب لعزل محمد مرسي، ولم يهرب مثل الدكتور محمد البرادعي، ولم ينقلب مثل حمدين صباحي، ولم يخُن مثل مراهقي يناير/كانون الثاني، الذين انقلبوا على جيش مصر وحاولوا تشويه صورته، ولكن حزب النور ظل حليفًا لشعب مصر وجيشها حتى الآن».
إبراهيم عيسى: الأوقاف تابعة لأوامر الأمن
ومن «حزب النور» وما يدور حوله إلى المعركة التي اندلعت فجأة بعد قرار وزارة الأوقاف غلق ضريح سيدنا الحسين الموجود داخل مسجده لمدة ثلاثة أيام لمنع الشيعة من الاحتفال داخل الضريح في ذكرى عاشوراء. وهو ما أثار غضب زميلنا ورئيس تحرير جريدة «المقال» إبراهيم عيسى وهو في الحقيقة ليس في حاجة لسبب إضافي لإظهار غضبه على الأوقاف والأزهر فصاح يوم السبت قائلا: «ليس لوزارة الأوقاف لا أمر ولا نهي في موضوع غلق ضريح سيدنا الحسين ومسجده أمام المحتفلين، فالمؤكد أنه قرار أجهزة الأمن، فلا أوقاف ولا يحزنون تملك من أمرها شيئا، وهم مجموعة من الموظفين التابعين لأوامر الأمن وتعليماته، لكن لماذا اتخذت أجهزة أمنية هذا القرار؟ إنه التفكير السلفي الذي يسيطر على كل الجهات، إنه عدم إيمان الموظفين واللواءات الذين يحكمون مصر بأنها دولة مدنية، إنهم مجموعات من المسؤولين الذين تربوا على فكر السلفيين، باعتباره الإسلام، وعلى كراهية الوهابية المهووسة للشيعة. حكومة شريف إسماعيل ودولته التي تخضع كل يوم ولحظة لابتزاز السلفيين فتهاجم الكتابات الحرة وتطارد أصحاب الرأي المختلف، وتمنع المجتهدين، أو كاتبا أو باحثا أو سياسيا يهاجم السلفية والوهابية ليرموه بتهم ازدراء الأديان، هذه هي أجهزة دويلتنا الشائهة التي تقول عن نفسها مدنية وتتصرف كأنها دولة دينية. لم يكن ولن يكون الحسين بن علي رمزا للشيعة، أبدا بل هو حفيد نبي المسلمين جميعا، ولن تكون قصته إلا عبرة للمسلمين جميعا ودرعا للمسلمين جميعا ومأساة على المسلمين جميعا، وذكرى حفيد النبي أمر يرضى عنه أهل السنة؟ بلا ستين خيبة على مؤسساتنا الرسمية التي تسلفت وتطرفت وفي أضعف الأحوال استسلمت للمتطرفين والسلفيين والوهابيين».
مصر بلد متسامح لا يعرف التعصب المقيت
والمشكلة نفسها ناقشها في اليوم ذاته زميلنا وصديقنا في «الأهرام» أسامة الغزالي حرب بقوله: «القرار الذي أعلنته وزارة الأوقاف المصرية بإغلاق ضريح الإمام الحسين في القاهرة في ذكرى عاشوراء من يوم الخميس الماضي إلى يوم السبت، قرار غير موفق على الإطلاق، بل هو نموذج للقرارات غير المدروسة التي تضرب سمعة ومكانة مصر كبلد متسامح لا يعرف التعصب المقيت الذي تعانى منه مجتمعات أخرى قريبة، فمصر ذات الأغلبية السنية الساحقة بين مسلميها لم تعرف أبدا أي مشاعر عدائية للشيعة، والأقلية الشيعية فيها أقلية معتدلة للغاية لا تعرف التطرف والشطط الذي تعرفه المجتمعات الشيعية الكبيرة، التي تنطوي على ممارسات حادة ومرفوضة لا تتفق مع طبيعة الشخصية المصرية. وزيارة ضريح الإمام الحسين وأضرحة آل البيت تتم في إطار شعبي سلمي نعرفه جميعا فما هي الحكاية؟».
وزير الأوقاف: غلق ضريح الحسين ليس عداء للمذهب الشيعي
وإزاء هذه الانتقادات صرح وزير الأوقاف الدكتور الشيخ محمد مختار جمعة قائلا نقلا عن «أخبار» أمس الأحد: «غلق ضريح مسجد الحسين لمدة ثلاثة أيام في ذكرى عاشوراء لا يعد عداء تجاه أي مذهب من المذاهب، وإنما كان قصدنا هو القضاء على أي مشكلات كانت ستحدث نتيجة الصدام بين الشيعة ومن يتصدون لهم، خاصة أبناء التيار السلفي، وغلق الباب أمام الطقوس التي يمارسها التيار الشيعي».
المشروعات الاقتصادية العملاقة ليست أسرارا حربية
وإلى المعارك والردود التي سيبدأها من يوم الخميس في «الشروق» زميلنا أشرف البربري بقوله في عموده «ضربة قلم»: «بينما رفض المجلس العسكري برئاسة المشير حسين طنطاوي الاقتراض أثناء وجوده في السلطة بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني حتى لا يحمِّل الأجيال القادمة ديونا كثيرة، نرى حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي مندفعة نحو الاقتراض الداخلي والخارجي بسرعة هائلة. المشروعات الاقتصادية العملاقة ليست أسرارا حربية تكشف عنها الحكومة بشكل مفاجئ، ويبدأ تنفيذها على الفور كما قلنا، ففي كل دول العالم مثل هذه المشروعات تكون محل نقاش كبير على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية، قبل اتخاذ قرار بشأنها. كما أن الحكومات في مثل هذه النقاشات تقدم دراسات الجدوى وتكشف عن المؤسسات العالمية التي أجرتها، حتى يكون الشعب على بينة. أما إنفاق عشرات المليارات من الجنيهات من أجل القول إن نظام الحكم يحقق إنجازات عملاقة بدون عائد يتناسب مع ظروف البلد الاقتصادية فهو خطيئة كبرى يجب عدم السماح باستمرارها».
الشعب يطالب بمواجهة حقيقية للفساد
وثاني المعارك كانت لزميلنا في «أخبار اليوم» صابر شوكت يوم السبت وقال وهو في دهشة من أمر ما يحدث: «الملايين في مصر يتساءلون في حيرة لماذا لا يرقى مسؤولو الحكومة وقيادات مهمة إلى طموحات وأحلام شعب مصر، في مواجهة حقيقية للفساد، والضرب بيد من حديد فعليا على كل من نهب خيرات مصر ومازال يلتهم أحلام وآمال الملايين من شبابنا، في طابور البطالة الذي يتزايد يوميا؟ لماذا ينجح الرئيس السيسي عالميا بهذه السرعة، بينما نحن في الداخل مازال التخبط هو عنوان الحالة؟ الجميع طالبوا الرئيس أن يكون المشروع القومي الثاني له بعد القناة هو إعلان الحرب بلا هوادة على الفساد والمفسدين في مصر، الذين نهبوا خيراتها على مدى 30 عاما، في عهد فساد مبارك وهم يلعقون أحذية النظام، ليستنزفوا ثرواته في مؤامرة فساد كبار رجال أعمال عهد مبارك، وهم أنفسهم الذين جلسوا في أحضان نظام الإخوان للحفاظ على مكاسب فسادهم طوال حقبة مبارك. واليوم للأسف أغلبهم يتصدرون المشهد السياسي والساحة السياسية، والأخطر إعلانهم قيادة العمل الوطني ليكونوا ظهيرا للسيسي في البرلمان المقبل. الملايين تتساءل لماذا لم يصدر الرئيس حتى الآن قانونا اسمه قطع رقبة الفساد والمفسدين في مصر، للانتصار للملايين التي تنتظر تحقيق أحلامها بالحرية والكرامة على أرض مصر بعودة خيراتها من المفسدين؟».
هيكل: جرائم ومصائب ولا يعرف أحد الحقيقة
وكان لافتا أن أستاذنا محمد حسنين هيكل في حواره الذي أجرته معه يوم الجمعة زميلتنا الإعلامية الجميلة لميس الحديدي ونشرته صحف السبت ثم عاد إليها، وهي قوله نصا نقلا عن تسجيل «الشروق» لنص الأسئلة والإجابات: «...نحن نعيش وسط ألغاز لا نعرف عنها جوابا، في هذه اللحظة هناك أشياء لا أريد الدخول فيها كثيرا، في هذه اللحظة هناك تحقيق مع أسرة محمد عبد الحليم أبو غزالة. صحيح هناك تصرفات ليست جيدة والنيابة تحقق في التصرفات، وهل يعقل أن نجد ورقة بملايين الجنيهات تسبب شجارا مستمرا بين ورثة؟ وهي أشياء مقلقة. هناك عدم إفصاح أو تستر أعتقد أن أي حدث في أي بلد لابد أن يصدر عنه تقرير يشرح فيه لمواطنيه، وهذه هي فكرة الكتاب الأبيض أو الكتاب الأزرق أو أي شيء، والدول التي تشرح فيه أشياء غير طبيعية حدثت. هناك مشاجرات بين ورثة المشير أبو غزالة وقضية في الولايات المتحدة ممكن احضر لك أوراقها حتى اللحظة، وهي خناقة بين ورثة، وهو أمر طبيعي، لكن يروعني أن الخلاف على تركة قوامها 100 مليون دولار كيف وازاي؟ ورثة المشير أبو غزالة يختلفون على تركة قوامها 100 مليون دولار كيف وأين؟ هناك ألغاز ونحن لا نتكلم، ولو تكلمنا يغضب البعض، حيث أن هناك خلطا بين العام والخاص وخلطا بين المشاعر والحقائق، ففي إنكلترا عندما أخفق بعضهم في عملية تعبئة إنكلترا وصدر كتاب في مجلس العموم سمي «الرجال المجرمون» حقق فيه وطار أناس كثر وطرد البعض من الحياة السياسية لكن هنا تحدث جرائم ومصائب ولا يعرف أحد الحقيقة».
قضية الأجنحة البيضاء
والمشير محمد عبد الحليم أبو غزالة كان وزيرا للدفاع أيام مبارك، ولم يفصح أستاذنا إن كانت هذه القضية خاصة بشركة الأجنحة البيضاء ونقل الأسلحة من أمريكا إلى مصر، وجاء فيها أسما مبارك وحسين سالم أم لا، أو قضية أخرى؟ إضافة إلى أنه لم يوضح من تكون الجهة التي تغضب عندما يثير مثل هذه الموضوعات، وهل هي جهات سيادية مالكة لهذه المشروعات، وإن وجود أسماء آخرين لمالكيها لأنها لا تريد أن تظهر في أن الأسماء المعلن عنها ليست المالك الحقيقي؟ الله أعلم إلى أن يتم الإعلان عن ذلك وإن كان رجل الأعمال حسين سالم قد أشار إلى قضية الأجنحة البيضاء منذ حوالي عدة أشهر في حديث له في «المصري اليوم» وأنها ليست مملوكة له أو لغيره.
المصدر: القدس العربي 26/10/2015م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.