يدرس كبار قادة وزارة الدفاع الأمريكية مجموعة من الخيارات لدعم الحملة العسكرية ضد تنظيم « الدولة الإسلامية « بما في ذلك دمج بعض القوات الأمريكية مع القوات العراقية. ووفقا لعدد من مسؤولي البنتاغون فإن توجه قادة العسكر لدراسة الخيارات في الأسابيع القليلة الماضية يأتى كجزء من حملة متصاعدة داخل إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما لاستهداف الجماعة المتطرفة بقوة أكبر . وسيعني قرار دمج القوات الأمريكية مع قوات الأمن العراقية القدرة على القيام بمزيد من الغارات وهي خطوة من شأنها جلب القوات الأمريكية الى الخط الأمامي للمعركة ، وحتى بدون القيام بدور قتالي مباشر فإن هذا الخيار سيعني وجود قوات برية أمريكية على أرض المعركة وهو شيء تعهد اوباما مرارا بعدم القيام به في الحملة العسكرية ضد تنظيم « الدولة الإسلامية «. كما اكد البيت الأبيض ان القوات الأمريكية لن يكون لها دور قتالي او أنها لن تشارك في قتال بري واسع النطاق . ويتمحور الخيار الثاني الذي يدرسه قادة وزارة الدفاع الأمريكية بتضمين القوات الأمريكية مع القوات العراقية فقط من ساحة المعركة على مستوى لواء او كتيبة، علما أن التواصل الأمريكي العسكري مع العراقيين يأتي على مستوى الشعبة مما يعني تمركز الامريكان في المقرات القيادية . واعترف مسؤولون في البنتاغون ان بعض الخيارات التي تتم دراستها الان تنطوي على مخاطر عالية للقوات الأمريكية في العراق وتتطلب جلب المزيد من الأفراد . ووجد وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد فرصة لمناقشة هذه الخيارات، أمس الثلاثاء، أثناء شهادة أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ ، ولكن اهتمام أعضاء الكونغرس كان منصبا حول طريقة المضي قدما في سوريا بعد تعليق البيت الأبيض لبرنامج تدريب وتجهيز قوات المعارضة السورية المعتدلة . وقد انتج البرنامج الفاشل 80 متدربا فقط بعد ستة أشهر مقارنة مع هدف يتجاوز تدريب 5 آلاف بحلول نهاية العام الجاري كما اعترف بعض المتمردين بأنهم سلموا معدات قدمتها لهم الولاياتالمتحدة الى جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة ، وتعقد الوضع في سوريا كما هو معروف ، أيضا ، بعد ان اطلقت روسيا حملة قصف جوي في البلاد لدعم الرئيس السوري بشار الأسد . وثمة خيار آخر قيد الدراسة وفقا لما قاله أكثر من مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية وهو إرسال المزيد من الذخيرة والأسلحة الى ائتلاف جماعات متمردة تقاتل تنظيم الدولة ونظام الأسد في الوقت نفسه حيث اسقط الجيش الأمريكي مؤخرا 50 طنا من الذخيرة الى التحالف العربي السوري الذي يضم حوالى 10 جماعات متمردة . وتشمل الخيارات الأخرى في المخطط العسكري الأمريكي الجديد للقضاء على تنظيم « الدولة الإسلامية « التركيز على استهداف انتاجية التنظيم وبيع النفط في السوق السوداء ، وقد ضربت قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة مصافي النفط التي تسيطر عليها الجماعة ولكن وزارة الدفاع تبحث حاليا في استخدام انواع مختلفة من الأسلحة لاستهداف المرافق النفطية . وكشف كارتر بنفسه عن بعض تفاصيل الخطة العسكرية الجديدة حيث قال إنه يتوقع من القوات الأمريكية إجراء المزيد من الغارات الجوية في الحرب ضد تنظيم « الدولة الإسلامية « في حين قال المتحدث باسم البنتاغون ، كابتن البحرية ، جيف ديفيس إن هناك دائما دراسة ونظرة لبذل المزيد من الجهد في الأمور التي تعمل بشكل جيد والقيام بجهود اقل بما لا يعمل بشكل جيد، مشيرا الى ان الشيء الوحيد الذي يستطيع الكشف عنه في هذه المرحلة حول الخيارات الجديدة المطروحة هو بالتاكيد تقديم المزيد من المشورة والمساعدات مع الشركاء، كما اكد ديفيس انه من الواضح ان هناك رغبة للقيام بكل يلزم لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية . ومن المرجح ان تواجه المخططات العسكرية التي تسربت على شكل « خيارات مطروحة للنقاش» ردود فعل عنيفة من الليبراليين في « الكابتول هيل « ، ومن الأمثلة على ذلك ، ما قاله النائب جيم ماكغفرن الذي عارض حرب العراق في عام 2002 ان دمج القوات الأمريكية مع القوات أمر يبعث على القلق الشديد، مضيفا ان الولاياتالمتحدة اكدت مرارا بانه لن يكون لها دور قتالي في الحرب ضد تنظيم « الدولة الإسلامية « ولكن الأمور تشير الى عكس ذلك . المصدر: القدس العربي 28/10/2015م