أفادات عديدة ومهمة حملها حوار المدير العام لجهاز الامن والمخابرات الوطني الفريق اول محمد عطا المولى والذي نشر بصحيفة السوداني عبر خمس حلقات والذي كشف خلاله المدير العام رفض السودان لمقترح التوسط لأن جنوب السودان غير محايد، وزاد "موقف حكومة جنوب السودان حينما جلسنا إليهم، يتمثل بطرد حركات دارفور الموجودة في أراضيهم إلى داخل السودان، لكن بالنسبة للحركة الشعبية رأوا أن يتوسطوا".وتابع "هذا يعني أن بإمكانهم التضحية بحركات دارفور لكنهم لا يريدون التضحية بالحركة الشعبية قطاع شمال، وهناك رغبة من حكومة الجنوب لمساعدة قطاع الشمال وتقديم الدعم له". وحول حركات دارفور قال عطا إن الخرطوم أبلغت جوبا إنه حال طرد حركات دارفور إلى داخل السودان ستتم مقاتلتها وتعود إلى الجنوب مجدداً، و"سيكون الأمر مجرد لعب".وأضاف "اقترحنا عليهم الالتزام بالاتفاقية وتجريد الحركات من السلاح والعربات، وكان ردهم ليس باستطاعتهم فعل ذلك، ونحن أكدنا لهم أن بمقدورهم ذلك لأن قوات الحركات ضعيفة".وأفاد أنهم أوضحوا لحكومة الجنوب انه من الأفضل أن تجرد جوبا الحركات من السلاح حال أرادت فتح صفحة جديدة، خاصة أن الظروف التي يمكن أن يعيد فيها زعيم حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم قواته من جديد بعد معركة "قوز دنقو" غير متاحة الآن.وقال مدير جهاز الأمن "على العموم، وعلى أحسن تقدير سيطرد من الجنوب أو سيجرد من السلاح.. ليس لديه خيارات عديدة.. يمكن أن يذهب لأفريقيا الوسطى وبذلك ستكون القوات بعدت عن مسرح نشاطها، لأنها أدغال منسية، ولن يستطيع أن يحتفظ بجنوده لفترة طويلة".ورأى أن وجود قوات حركة جبريل في جنوب السودان يمكنها من دخول السودان والهروب مرة أخرى، وقال "إن جاء بصفة محارب سيواجه صعوبة لأن دارفور اختلفت عن السابق وهو أضعف كثيراً مما كان عليه في قوز دنقو، وإن جاء هارباً ليذهب شمالاً إلى ليبيا، فهذا صعب، لأن لدينا قوات خفيفة الحركة وسريعة يمكن أن تطارده وتتعقبه".وأكد محمد عطا أن لديه خيار آخر يتمثل في أن يصطحب معه قيادات الحركة الأساسية ويتجه إلى ليبيا بطائرة أو أية وسيلة نقل ويفكر هناك في ليبيا بأن يبني حركته من جديد و"هو أمر غير مستحيل لكنه صعب".وقطع بأن كل المساندين للتمرد في السودان من منظمات وجهات غربية ومجتمع دولي والذين كانوا يعتقدون أن حركات دارفور قادرة على الضغط على الحكومة، وقفوا جميعهم مع الحركة الشعبية، ولم يدعموا حق رئاسة قيادات دارفور. وتسأل: "ألا يقيّم جبريل هذا الموقف؟ يجب عليه أن لا يكون متأخراً في تقييمه دائماً.."، وأكد أن أفضل طريق لجبريل الحوار والسلام والاتفاق مع الحكومة، لأن كل الخيارات والبدائل الأخرى "مأساوية".وأشار إلى أن جبريل لن يتمكن من بناء حركته عسكرياً، ويعاني من مشاكل في الجبهة الداخلية لأنه متهم بالقبلية، كما أن الداعمين له، لم يعودوا يؤيدونه كالسابق، "كل ما في الأمر أنهم ضدنا فقط، لذا يهيأ إليه أنهم يقفون معه.. حقيقة إن كانوا يدعمونه لنصروه في موقف الرئاسة". وحول رؤيته لقطاع الشمال قال عطا : هم يواجهون مشكلات، لكنهم أفضل حالاً من حركات دارفور، مثلاً من الناحية العسكرية في جبال النوبة لدى الحركة الشعبية شمال وجود ومناطق ما زالوا يحتفظون بها، كما أنهم قريبون من أهلهم وأطفالهم، أيضاً خط الإمداد ما زال موجوداً ويتمثل في جنوب السودان، وكما قلت سابقا: الجنوب سيضحي بحركات دارفور لكنه لن يضحي قريباً بالحركة الشعبية شمال، ربما الآن ينظرون إلى سلفاكير الذي وعدهم باستمرار الدعم لكن يعتمد الأمر بعد ذلك على المتغيرات التي قد تحدث، وما هو موقف رياك مشار أو غيره وإلى أي مدى يمكن أن يقبلوا بهذا الوضع. يمكن القول إن وضعهم أفضل، ومناصرة المجتمع الدولي لهم أقوى من حركات دارفور بدليل أنهم حينما كانوا موجودين في باريس ذهبت الجهات الداعمة إلى حركات دارفور لتطلب منهم التنازل عن الرئاسة، ولم يذهبوا للحركة الشعبية كي تطبق الاتفاق وتمنح حق الرئاسة للحركات المسلحة، وبهذه الاعتبارات موقفهم أفضل، لكن على العموم جنوب السودان بدأت فيه حرب، والحرب حتى إن توقفت لن يكون جنوب قبل الحرب هو جنوب بعد الحرب، الأمر الذي سيقلل أمامهم الفرص. وقال عطا أن القوات المسلحة مبنية لتؤدي مهاماً كبيرة، وهذا شيء معلوم، تركيبة القوات المسلحة مبينة لتأدية المهام الكبيرة، والتمرد في دارفور استخدم أسلوب المجموعات الصغيرة المزعجة المنتشرة على مساحة كبيرة، ومثل هذه العمليات تصنف أنها عمليات أمن داخلي والأجسام الصغيرة كقوات الأمن يمكن أن تؤدي دورها بفاعلية كبيرة لكن إن تم إعطاء هذا الجسم مهمة كبيرة ستفشل فيها.. لهذا السبب جاء التفكير بتكوين قوات الدعم السريع، قوات بنظام معركة مختلفة لتؤدي مهاماً مُختلفة، قوات تتميز بخفة الحركة والسرعة والاقتحام، وهذه القوة إن احتاجت إلى إسناد أو قيادة فالمسؤول هو الجيش، ولا يمكن أن تعمل بمفردها.