معدومة هي المقارنة بين محمد مختار الخطيب وبين سلفيه عبد الخالق محجوب ومحمد ابراهيم نقد في سكرتارية الحزب الشيوعي السوداني خاصة فيما يتعلق بالمقدرات التنظيمية والسياسية والفكرية ، فعبد الخالق ونقد تشهد لهما الساحة السياسية والفكرية التنظيمية للشيوعي والسودان بصفة عامة بكثير كسب وعظيم عطاء،وإن اختلفنا حول منتوجه إلا أن الحق يقال بأن خطيب الشيوعي لم تشهده الساحات يوما قائداً لركب سياسي أو رافدا لسوق الفكرالسياسي بالبلاد، بفكرة تجبر لجميع على التجاوب معها، وما يقوم بها الخطيب اليوم ضمن منظومة مايسمى بقوى الإجماع لهو عبث وتمثيل بالحزب الشيوعي وكسبه وليس تمثيل له، فالرجل قد جعل من فاروق ابوعيسى سكرتيراً عاما للحزب الشيوعي من حيث يدري، فأضحى خطيب الشيوعي منقاداً وليس قائداً، الأمر الذي جعل هيبة منصب السكرتير الحزب الشيوعي على المحك، وقد جاء الاعلان عن خليفة نقد في اعقاب وفاة الأخير منذ نحو اربعة أعوام مفاجئاً وعلى غير المتوقع ، ففي الوقت الذي ذهبت فيه كل الترشيحات وحصرها في رفيق نقد طيلة العقود الاربعة السابقة وهو سليمان حامد وممثل الجيل المعاصر الشفيع خضر جاء الاعلان عن محمد مختار الخطيب بعد اختيار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي له ليكون سكرتيراً سياسياً للحزب بديلاً للراحل محمد إبراهيم نقد لحين انعقاد المؤتمر العام، وجاء الاختيار بعد منافسة انتخابية شهدتها دار الحزب بالخرطوم . سبق اختيار الخطيب صراعاً حامياً في كابينة الحزب الشيوعي على خلفية خلافة نقد. وكان التكتم الشديد على هذا الصراع سيدا للموقف بسبب أنه ليس كالصراعات السابقة التي شهدتها أروقة الحزب في الماضي، فالصراع الدائر الآن هو فكري عقدي من جانب ومن الجانب الآخر يصفه مراقبون بأنه صراع أجيال، ولكل طرف أدواته التي يدير بها الصراع. إن أطراف الصراع ثلاثة هي طرف يمثل الجيل الصاعد المنفتح، وعلى رأسه د. الشفيع خضر تدعمه بعض الرموز المخضرمة من الرعيل الأول، خاصة النسوية وقطاع كبير من شباب الحزب،. بينما الطرف الثاني يمثل الجيل المؤسس أو مجموعة الحرس القديم وهي منقسمة على نفسها. وقبل اختيار الخطيب أشارت إرهاصات وسط عضوية الحزب إلى أن هناك عدة أسماء متداولة لخلافة السكرتير الراحل محمد إبراهيم نقد أبرزهم سليمان حامد ويوسف حسين وصديق يوسف والشفيع خضر وتاج السر بأبو، وماج الحزب في الفترة التي اعقبت رحيل سكرتيره العام بصراعات حادة بسبب هذا الموضوع الذي يتوقع المراقبون أن يحدث شرخاً كبيراً في جسد الحزب وهو في طريقه لمؤتمره العام السادس لإختيار خليفة نقد رسمياَ عبر أكبر جسم تنظيمي في الحزب وهو المؤتمر العام ، والذي يقول عنه دستور الحزب المجاز من قبل المؤتمر العام الخامس حيث تشير المادة (20/1) منه إلى أن (المؤتمر العام هو أعلى سلطة في الحزب وهو الذي يحدد سياسات الحزب وأهدافه العامة ويجيز ويعدل برنامجه ودستوره وينتخب لجنته المركزية). وتقول السيرة الذاتية لسكرتير الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب أنه من مواليد مدينة وادي حلفا بالولاية الشمالية العام 1942م وهو مهندس زراعي بالمعاش ، وهو متزوج - وأب لخمس أبناء وبنات، تخرج فى معهد شمبات الزراعي. ويعتبرمن قادة إضراب عموم نقابات الفنيين في السودان عام 1978م إبان النظام المايوي ، كما أنه من مؤسسي ورئيس تجمع نقابات العاملين بمؤسسة حلفا الجديدة الزراعية في عام 70 – 1971م وكان الخطيب رئيسا لتجمع نقابات العاملين بمؤسسة حلفا الجديدة الزراعية (إعادة تكوين) في الفترة من 80 – 1981م ، كما عمل سكرتيرا للمجمع التعاوني للعاملين بمؤسسة حلفا الجديدة الزراعية للدورتين 79 - 80 – 1981م، وهو عضو اللجنة التنفيذية للجنة الشعبية لأبناء حلفا للتكامل والتعمير (حلفا الجديدة)كما كان رئيسا للجنة إعادة الخدمات مدينة حلفا الجديدة 2006-2008م ، وهو عضو اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب الشيوعي .أخر نشاطات الخطيب السياسية هو نزوله مرشحاً بإسم الحزب الشيوعي في الدائرة 11 حلفا الجديدة الجغرافية القومية – المجلس الوطني في الإنتخابات السابقة .