تنطلق غدا الاثنين اعمال البرلمان المنتخب وسط توقعات بمجابهته تعقيدات كبيرة ومتراكمة ومن بينها سن تشريعات تمهد للانتقال السلس أو الخشن لسودان ما بعد استفتاء أهل الجنوب حول خياري الوحدة أو الانفصال الذي يبدأ في فاتحة العام المقبل وامكانية ايجاد وزنات اقتصادية مرنة في ظل تكافوء احتمالي الوحدة او الانفصال للجنوب بجانب القضايا الامنية المعقدة في دارفور وقضية مياه النيل مثلث حلايب وغيرها من القضايا الكبيرة. هناك جملة من القضايا الاقتصادية التي قد تكون محور جدل واثارة في هذه الدورة واهمها الغلاء المعيشي والعطالة وقضية سوق المواسير وقضية شركة الخطوط الجوية السودانية (سودانير) والمتمثلة في عدم أهلية شريكها الاستراتجي (شركة عارف الكوتيتية) الذي يحوز علي حوالي (70%) من أسهم الشركة حسب الجدل الدائر وسط المختصين والمعنيين والمسئولين الحكوميين انفسهم بجانب مشاريع القوانين الاقتصادية التي تنتظر الاجازة أو علي الاقل أن يضغط البرلمان السابق من أجل أن تجد طريقها اليه ومن بينها قانون الشركات قانون التنمية الصناعية قانون المشتريات الحكومية الذي أرجعه البرلمان السابق وغيرها من القضايا الاقتصادية. وهناك امر اخر ربما وجد اهتماما متزايدا بعد أن بات البترول قاب قوسين أو ادني يذهب الي الجنوب ألا وهو قطاع الزراعة والثروة الحيوانية الذي بدأت الحكومة تولية الاهتمام نتوقع التحقق الي أين ذهبت أموال النهضة الزراعية والبدء في برنامج للنهوض بالثروة الحيوانية. ان غالبية أعضاء البرلمان أو المجلس الوطني المنتخب من حزب المؤتمر الوطني حيث تفوق نسبتهم ال(80%) وهذا الموقف يؤهله ان يمرر القوانين والقرارات الاقتصادية التي تتوافق مع برامجه باريحية كاملة الا انه في ذات الوقت يمكن ان يحمله التاريخ مسئولية اي قانون أو قرار فكك وحدة البلاد أو أوضاع ثرواتها وثروات الأجيال القادمة وأنه هو المسئول عن أي تبعات تلحق بهذا البلد. ومن خلال تتبعي لاسماء الفائزين لهذا البرلمان لاحظت عدداً مقدرا من الأعضاء ذوي الاهتمامات الاقتصادية بينهم حاذقين وعارفين ببواطن الشأن الاقتصادي من الألف الي الياء في حكومة الانقاذ الأمر الذي يجعلنا نتوقع منه دراسة القضايا الاقتصادية بشئ من الموضوعية والمسئولية مع تباين الحقائق كاملة دون افراط أو تفريط وأهل مكة أدري بشعابها. كما توقع أن تطرق هذه الدورة قضايا اقتصادية حقيقية عايشها أعضاء البرلمان بانفسهم خلال جولاتهم وسط المواطنين ومناطقهم ابان الحملات الانتخابية بجانب مطالب الناخبين المباشرة الأمر الذي يعقد اجراءات اجازة القرارات والقوانين حيث بتمسك كل بتمرير وجهات نظرة او مطالبة باعتبار أنها واقعية وعاجلة وملحة بناء علي مشاهده بأم عينه. وقد تكثر الاستجوابات والمسائل العاجلة والاسئلة وطلبات التوضيح في هذه الدورة بصورة غير معهودة بسبب الحماس العالي الذي جاء به أعضاء البرلمان المنتخب علي أنهم جاءوا يعبرون عن القاعدة التي اختارتهم أو هكذا اتوقع لهذه الدورة والجواب يكفيك عنوانه وعنوان هذه الدورة جلسة الغد الاجرائية. نقلا عن صحيفة السوداني السودانية 23/5/2010م