توجه وفد رئاسي ضم نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن ووزير الدولة بالخارجية كمال إسماعيل والفريق أول يحيي محمد خير وزير الدولة بوزارة الدفاع الذي تلقي خبر تعيينه نائباً لرئيس أركان القوات المسلحة وهو في خارج البلاد، نهاية الأسبوع إلي لواندا عاصمة أنغولا للمشاركة في قمة رؤساء دول منطقة البحيرات العظمي. سبقت القمة اجتماعات وزراء الخارجية وقبلها وزراء الدفاع ورؤساء أركان الجيوش في منقطة البحيرات، وتبني الوزراء الأفارقة قرارات تتماهي مع موقف قمة الاتحاد الأفريقي الأخيرة في أديس أبابا المساندة للسودان في رفض العقوبات الأمريكية المفروضة عليه منذ 1997، كما اعتمدت دول المنظمة تصنيف الحركات المتمردة في السودان علي أنها حركات سالبة تمارس العنف والإرهاب ويتوجب مناهضتها. وصل نائب الرئيس حسبو إلي لواندا ولكنه فوجئ بأن قمة رؤساء دول منطقة البحيرات ألغيت، أو أرجئت فالنتيجة واحدة، هي أنه لا قمة وبالتالي لم يشارك في المناسبة السياسية التي عبرت طائرته الرئاسية أدغال القارة السمراء لبلوغها. ما حدث للرجل الثالث في الدولة ينبغي أن لا يمر مرور الكرام، فهي "مرمطة" لسمعة السودان وصورته، وإحراج لمسؤول دستوري كبير، مشاركاته الخارجية باسم الدولة والترتيب لها يجري بالتنسيق بين وزارة الخارجية والقصر الرئاسي وليس مثل سفر أي شخص عادي. صحيح السودان ليست له سفارة في العاصمة الأنغولية لواندا ولكن الصحيح كذلك أن السفارة السودانية في الكونغو هي التي تقوم بتمثيل غير مقيم لمتابعة شؤون السودان ومصالحة، فهل تفاجأن مؤسسة الرئاسة حتي وصل وفده إلي عاصمة الدولة المضيفة. لا اعتقد أن الوفود الرئاسية من الدول الأخرى التي كان مقرراً مشاركتها في قمة دول منطقة البحيرات، وصلت لواندا ووجدت أنه لا قمة وإنما اجتماع علي المستوي الوزاري كما حدث لوفد السودان الذي خذلته الترتيبات الإدارية وغابت عنه الحكمة الدبلوماسية. ماذا تفعل وزارة الخارجية التي تضم عشرات الدبلوماسيين، إذا كانت لا تعلم أن قمة يشارك فيها الرجل الثالث بالدولة غير قائمة، ثم تهدد وقته وموارد البلاد الشحيحة وتعرض بسمعة السودان وتضرب بها عرض الحائط وتدخل الحكومة في حرج بالغ. ما جري للوفد الرئاسي في لواندا لا يمكن أن يحدث في دولة تحترم نفسها وبها مؤسسات تؤدي مهامها وواجباتها بصورة فاعلة، ولكنه في الجانب الآخر يعكس صورة مصغرة للتدهور الذي أصاب أوجه الحياة العامة وما بلغته بعض مؤسسات الدولة من ترهل وشيخوخة وعجز. نأمل في أن يجري كبير الدبلوماسية السودانية تحقيقاً في الأمر ومحاسبة المسؤولين عن التلاعب باسم السودان. نقلا عن صحيفة الصيحة 15/2/2016م