استطاعت القوات المسلحة أن تكسر شوكة متمردي "حركة تحرير السودان" بقيادة عبد الواحد محمد نور في مناطق جبل مرة بولاية وسط دارفور، خلال معارك طاحنة في يناير الماضي، واعترف نور لاحقاً بالهزائم التي تلقتها قواته وتقهقرها. بالطبع يتضرر من المدنيين من الحرب حيث إنهم أحياناً يقعون بين نيران الأطراف المتقاتلة أو يستخدمون دروعاً من قبل أحد الأطراف كما حدث من حركة عبد الواحد، الأمر الذي وضع قري تحت النيران فاضطر سكانها من النزوح إلي مناطق آمنة. ظللت بعثة الأممالمتحدة في السودان والبعثة المشتركة الأممية الأفريقية المشتركة في دارفور "يوناميد" تصدران تقارير عن أعداد النازحين من جبل مرة، وتفاصيل مكان نزوحهم حتي بلغوا عشرات الآلاف. مفوض العون الإنساني أحمد محمد آدم، قال لصحيفة "الرأي العام" الأسبوع الماضي أن عدد النازحين من جبل مرة لا يتجاوز 32 ألف شخص، وشكك في تقارير الأممالمتحدة وقال إن وكالات المنظمة الدولية تتهم الحكومة بعدم السماح لها بوصول مواقع المتأثرين فكيف استطاعت تقدير أعدادهم. مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (وأتشا) كشف أمس الأول (الأحد) أن أعداد الفارين من المعارك في منطقة جبل مرة قفزت إلي 90 ألف نازح وفقاً لإحصاءات حتي 21 فبراير الماضي. وطبقاً لمنظمات الإغاثة يشمل هذا العدد نحو 87،500 شخص من النازحين الجدد في ولاية شمال دارفور، وصلوا إلي كبكابية وطويلة، و2،750 نازح في ولاية وسط دارفور. وزارة الخارجية أكدت أمس (الاثنين) عدم صحة الأرقام المتداولة في وسائل الإعلام الغربية بشأن عدد النازحين من مناطق في جبل مرة ورأت أنها تستند علي معلومات سماعية، وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية السفير علي الصادق في تصريحات، إن عدد الذين نزحوا بلغ حوالي (73) ألف نازح عاد معظمهم إلي ديارهم وقراهم بعد توقف العمليات العسكرية في المنظمة. بعيداً عن تضارب الأرقام بشأن عدد النازحين، فالمؤكد أن آلاف المدنيين تأثروا بتلك المعارك العسكرية سواء عادوا إلي قراهم بعدما نزحوا منها أو لا يزالون في المناطق التي حددها البعثة الأممية في ولايتي شمال دارفور ووسطها وهم في حاجة ملحة للغذاء والدواء والمأوي . السودان عضو بالأممالمتحدة وله حق أًصيل في دعم وكالات المنظمة الدولية، وينبغي أني سمح بوصول الدعم الإنساني للمتأثرين في جبل مرة، وما هو أهم استنهاض المنظمات الوطنية التي لا نسمع له حساً إلا عندما توجه دعمها السخي في العون الإنساني إلي الصومال وغزة واليمن والروهينقا في بورما. أيهم أولي بالإغاثة يا منظماتنا الوطنية الغائبة.. نازحو جبل مرة أم لاجئو بورما؟. نقلا عن صحيفة الصيحة 1/3/2016م