غادر رئيس الحركة الشعبية جون قرنق الفانية فجأة وقبرت معه أسرار كثيرة عن الحركة جعلت الأخيرة حتى الآن فاقدة للبوصلة في بعض المسائل، ومن الملفات التي طويت معه ملف رجل ثري يدعي ديفيد بسيوني يدور همس الآن عن قوة نفوذه وسريان كلمته على القيادات المتنفذة في الحركة وتحديداً التيار الذي يطلق عليه ((أولاد قرنق)) بجانب الجيش الشعبي لجهة علاقته الوطيدة بقرنق حتى انه يقال أن الأخير كان يدخره لمنصب رفيع جداً في حكومة الجنوب !! خاصة وأن العلاقة القوية بين الرجلين جلعلت د. جون يجعله في مقام مسؤول العلاقات الخارجية للحركة في الظل سيما وأن قرنق عهد فيه انفراده بإدارة شؤون الحركة دون الرجوع لأي كائن من قياداتها وهذا ما أدي لخروج أمثال لام أكول ورياك مشار وآخرين عن صفوفها كما أن تقارير صحفية نشرت قالت أن أمريكا كانت تعتزم نقل ملف مشروع السودان الجديد الذي تبناه قرنق الى ديفيد!! ولعل هذا أمر مدهش ويقطب الحاجين ويرمي وبسرعة بسؤال بدهي من يكون ديفيد هذا حتى يلقي كل ذلك الصيت؟؟ يستمد ديفيد قوته من كونه أبن لأب يهودي عاش في السودان .. وفي مادة بعنوان (((سودانيون من أصول يهودية)) نشرت في الزميلة ((الرأي العام)) قال مؤسس جامعة الأحفاد بابكر بدري في مذكراته: ((هناك د. بسيوني الذي كان من أشهر الأطباء وكان مديراً لمستشفي الخرطوم، اذكر عيادته التي كانت في شارع مستشفي امدرمان قريباً من نادي الخريجين، وبسيوني هذا هو والد د. ديفيد بسيوني .. الذي كان قيادياً في الحركة الشعبية وقريباً من الراحل جون قرنق – بحسب ما ورد في المادة. تزوج من فتاة من قبيلة المورو من مناطق مندري بالاستوائية أنجب منها ديفيد وشقيقته بتول ودرس ديفيد بمدرسة لوي الأولية ولوكا الثانية ورومبيك الثانوية وتخرج بعدها في كلية البيطرة جامعة الخرطوم في العام 1962 ثم حصل على درجة الدكتوراه وتقلد منصب أول مدير عام لوزارة الزراعة في أول حكومة بالجنوب عقب اتفاقية أديس أبابا 1972م ثم عين وزيراً بذات الوزارة في 1980 وعندما قسم الرئيس الراحل نمير الجنوب لثلاثة أقاليم احتج الرجل وتقدم باستقالته وغادر لأمريكا وهناك بدأ الاهتمام به وحظي برعاية كبيرة كونه من أصل يهودي وعاني في جنوب السودان لذا نجده وصل الى مركز مرموق بالأمم المتحدة وبني شبكة واسعة من العلاقات مع اليهود في الدول الكبرى وتخرج أبناؤه الأربعة ((ولدين وبنتين)) في الجامعات الأمريكية، ولعل هذا ينم عن مدي اهتمام إسرائيل بالسودان.. ويقول الخبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية د. عماد جاد لمصادر عربية أن السودان من الناحية التاريخية كان من بين الدول المرشحة لتوطين اليهود قبل فلسطين،فقد كتب الخبير بشؤون الفلاشا اليهودي واربورت عام 1900 اقتراحا الى اللورد كرومر في القاهرة بذلك، كما قدم يهودي آخر الاقتراح نفسه عام 1907م الى رئيس المنطقة الإقليمية اليهودية، كما كان الجنوب محط اهتمام اليهود حيث الأرضية المهيأة لتحقيق أطماعهم بالسيطرة على منابع النيل والوفاء بوعد إسرائيل الكبرى (( من النيل الى الفرات))، وقد أدركت الحركة ذلك ويقال أنه بواسطة ديفيد الذي يعد أحد أبرز منسقي علاقات الحركة مع إسرائيل والبيت الأبيض – هكذا يقال – أحدثت تقارباً وتعاوناً كبيرين مع إسرائيل التي دربت حوالي ((20)) ألف مقاتل على حدود أوغندا الشمالية، بحسب ما تناقلته مواقع الكترونية رسمية أشارت إلى أن هناك بعض الوثائق تكشف أن قرنق تلقي دورات عسكرية فيها، إضافة إلى دورة عسكرية خاصة في كلية الأمن القومي الإسرائيلي، وقرنق نفسه في بداية عام 2002 قال في أسمرا أثناء زيارته لها ولقائه مع مسؤول عسكري إسرائيلي كبير: ((أنتم ظهر الجماعات والأقليات المقهورة، ولولاكم لما نفض الجنوبيون في السودان عن كاهلهم غبار الخضوع والخنوع والذل والعبودية، ونحن نتطلع الى استمرار هذا الدور، حتى بعد أن يتمكن الجنوبيون من تشكيل كيان سياسي وقومي خاص بهم متسلح ومنفصل عن سيطرة الشمال)) ويتسق ذلك مع إشارة مهمة للخبير القانوني بروفيسور بركات ألحواتي لمقولة أحد عناصر الموساد ((لا بد من سياسة فتح العين على السودان)) في حديثه في ندوة نظمت بالخرطوم أواخر أبريل 2008م بعنوان ((الدور اليهودي في دارفور)) تحدث فيها السفير صلاح محمد احمد عن عائلات يهودية كانت في السودان وتطرق لذكر عائلة ديفيد بسيوني، وفي ختام الندوة قال ألحواتي ان وجود علاقة لليهود بالسودان بمثابة بلاغ الى الناس لكن البلاغ الآن هو اتجاه قيادات متنفذة في الحركة لترشيح ديفيد لوزارة الخارجية في الحكومة المقبلة!! حالياً مسؤول بعثة اليونسيف بالصومال مقيم بنيروبي. نقلاً عن صحيفة الانتباهة 24/5/210م