أكد الخبير القانوني المعروف بروفيسور بركات موسى الحواتي أن مقولة أحد عناصر الموساد »لا بد من سياسة فتح العين على السودان« تؤكد أن إسرائيل مهتمة بالسودان. الحواتي ابتدر حديثه ذلك في إدارته أمس لندوة »الدور اليهودي في دارفور« التي نظمها مركزا دراسات المجتمع »مدا« والراصد للدراسات الإستراتيجية تحدث فيها بدءاً السفير المتقاعد صلاح محمد أحمد مقسماً التاريخ الإسرائيلي إلى أربع مراحل الأولى منذ عهد النبي إسماعيل ثم الحقبة اليهودية الثانية 795 قبل الميلاد وحتى 531 ميلادية تلتها فترة الضياع »531 - 0881« ثم الفترة الصهيونية المستمرة حتى الآن. بعدها قدّم صلاح شرحاً مطولاً لشخصيات يهودية ارتبطت بالسودان أبرزهم ديفيد روبن الذي ولد في آسيا الصغرى وجاء إلى السودان بعد مقابلته البابا وملك البرتغال عارضاً عليهم محاربة المسلمين في مملكة كوش »السودان« المذكورة في التوراة. قابل روبن عمارة دنقس وتحدث عن سوبا وأطلق عليها سبأ وقال المتحدث انه يعتقد أن سيدنا سليمان جاء إلى سبأ. وجورج جورس أبو فراج مؤرخ عربي يهودي جاء السودان متحدثاً عن المسيحية وهلبور أزاشيل الذي غادر الخرطوم إلى مصر ومنها لإيطاليا التي أصبح وزيراً في حكومتها. أما أهم العائلات التي ذكرها السفير وذات أصول يهودية كانت في السودان عائلة بنزيون كوستي الذي كان تاجراً بين الخرطوم والمسلمية واتهم بمساعدته لغردون وسجن وجاء الخليفة عبد الله وأخرجه وحوّل اسمه إلى عبد القادر البستين ولكنه ترك جنسيته السودانية بالرقم 19131 وعاد إلى اسمه القديم بعد أن هاجر إلى إسرائيل ويشير السفير إلى أن ابنه سليمان بسيوني كان طبيباً مشهوراً بمستشفي الخروج وتزوج من الدينكا. وداؤد مندلي جزائري الأصل جاء إلى مدينة الأبيض في 1883 وتزوج من مسلمة ابنة محمد أغا عنتبيلي وكان داؤد بحسب المتحدث مهتماً بالتراث وطبع راتب المهدي وطبقات ود ضيف الله وعمل معه الشاعر التجاني يوسف بشير. وعن الجالية اليهودية بالخرطوم قال السفير صلاح إنها أسست نادياً جوار سينما كلزيوم أسمته نادي مكابي.. من ثورة المكابيين المعروفة في إسرائيل وزار ذلك النادي رئيس المنظمة اليهودية ناحوم سكلوم في العام 1943. واعتبر المتحدث كل هذه صلات تؤكد وجود ارتباط بين اليهود والسودان. تلاه في الحديث الباحث في العمل الطوعي د. معتصم أبو القاسم الذي عمل بجانب اليهود في منطقة البلقان الذي أشار إلى أن تعداد اليهود في كل من الولاياتالمتحدة 5 ملايين و 176 ألف مواطن وفي إسرائيل 5 ملايين و300 ألف و600 ألف في فرنسا و400 ألف في الاتحاد الروسي و5 ملايين و200 ألف في المغرب. وحول الوجود اليهودي في دارفور قال معتصم إن إسرائيل تبرعت لأهل دارفور وللضحايا المدنيين بأكثر من (5) ملايين دولار عن طريق الجمعيات الإسرائيلية الناشطة في مجال حقوق الإنسان. وأشار إلى المحاولات اليهودية بربط المحرقة بما يحدث في دارفور والى اتهام الأممالمتحدة لإسرائيل في وقت سابق بتهريب أسلحة إلى دارفور. وأكد أبو القاسم أن هناك »852« منظمة تضم 51 ألف عضو تعمل في دارفور وأشار إلى محاولات غربية للمتاجرة بقضية لاجئي دارفور، وتطرق إلى ما أسماه الخطة الصهيونية في دارفور والممثلة في نشر معلومات مضخمة عن المأساة وخطة سياسية تعتمد على تحريك البرلمانيين وتنظيم المظاهرات في أنحاء العالم. وتناول د. معتصم ما نشرته صحيفة العرب اليوم الأردنية عن إعلان المخابرات الأردنية عن قيام شركة إسرائيلية بتهريب السلاح إلى دارفور والتحقيق مع إسرائيلي يدعى داني ياتوب وهو ابن مدير الموساد وعن تورطه في الصفقة. وأكد أبو القاسم أن ما يسمى بتحالف إنقاذ دارفور ابتدره اللوبي الصهيوني الذي ملأ بريد أعضاء الكونغرس بالخطابات عن دارفور وكشف أن ميزانية الحملة تجاوزت 51 مليون دولار. وأكد د. معتصم أن تدخل اللوبي اليهودي في دارفور تهدف إسرائيل من ورائه إلى إحداث شرخ في العلاقات العربية الأمريكية واستدل بتصريح لرئيس جماعة اليهود الزنوج للتلفزيون الإسرائيلي »نأمل أن ترفع نجمة داؤود على القارة السمراء«!!. وبما نشر على موقع أبناء أفريقيا اليهودي »تحولت تشاد الي مركز إسرائيلي تحرص إسرائيل للتواجد فيه«. وتناول أبو القاسم بشيء من التفصيل قصة اليهودي ديفيد إمرى - كوري جنوبي - يحمل جواز سفر أمريكياً قبضت عليه السلطات السودانية في دارفور بمعسكر كلمة يعمل لصالح الوكالة اليهودية الأمريكية العالمية وكان قد قدم محاضرة في 61 ابريل 7002 في ديترويت الأمريكية عن الإبادة الجماعية والتطهير في دارفور وأقر انه استقى معلوماته من لجنة الإنقاذ الدولية وهي المنظمة الثانية الممولة بواسطة الوكالة اليهودية. وعقب رئيس لجنة المياه والأراضي بالبرلمان د. فاروق احمد آدم قائلاً : إن السودان كان واحداً من الدول المرشحة لإقامة دولة إسرائيل بالإضافة إلى كشمير وفلسطين وأضاف أن إسرائيل تحلم بدولة من الفرات إلى النيل والأخير مرسوم على علمها بالتالي السودان ظل يشكل محط أنظار اليهود منذ قديم الزمان والمدخل الثاني لاهتمام إسرائيل بالسودان كان عبر الجنوب إذ يعتقد د. فاروق أن امتداد دور اليهود في الجنوب انتقل إلى دارفور مشيراً إلى أن الرؤية الغربية لحرب دارفور تشكل مدخلاً للاستقطاب والاستدراج وأكد آدم أن دارفور تشكل البوابة الغربية للعالم العربي والإسلامي بينما كانت بغداد تشكل البوابة الشرقية. بينما أشار الباحث بمركز الراصد للدراسات الإستراتيجية والسياسية يوسف السيد اهتمام النرويج بالسودان ووجودها في مفاوضات نيفاشا وابوجا واحتضانها للطالب بجامعة الخرطوم حينذاك - 2791 - شريف حرير الذي درس في النرويج بمركز أكاديمي يديره ضابط إسرائيلي متقاعد ناشط في الموساد واستقر بعدها حرير بالنرويج وأصبح قائداً للاتصالات بجماعات التمرد في دارفور بحسب المتحدث. بعد المداخلات قال رئيس الجلسة إن هذه المعلومات عن وجود علاقة لليهود بالسودان بمثابة بلاغ إلى الناس.