لم يقف كيل الاتهامات بين دولتي السودان بدعم ومساندة كل دولة معارضة بلدها، بالرغم من تحسن العلاقات بين البلدين في الآونة الاخيرة ليتواصل عرض اسطوانة أن الخرطوم تدعم معارضة جوبا بالمال و العتاد والعكس صحيح، مع اقتناع كلا الحكومتين بجوبا و الخرطوم بدعم معارضة الدولة الاخرى .. بينما يكون العكس لدى حديثهما السياسي عندما يلتقيا في المناسبات التى تجمعهما ليتدثر كل منهما بعباءة الحرص على مصلحة الآخر ودونكم ما أعلنته جوبا في أكثر من مناسبة وكذلك حكومة الخرطوم بشأن تقديمها للدعم والايواء لقوات التمرد المعارضة السودانية على اراضيها ، و دائماً ما تلمح بأن السودان يأوي معارضيها على أراضيه،غير أنها تتحاشى اثارة الأمر حفاظاً على العلاقات الثنائية بين البلدين. 2 في الوقت الذي تمضي فيه العق بين الدوين بصورة طيبة كشفت مصادر مطلعة لألون أمس الأول عن اجتماع انعقد بجوبا نهاية الاسبوع الماضي ضم مسئولين في حكومة الجنوب وقيادات ما يسمى بالجيش الشعبي قطاع الشمال و ناقش الاجتماع احتياجات القوات ودعمها اللوجستي من سيارات معدات واسلحة و ذخائر ووقود و تشوين غذائي و كيفية وصول كل ذلك في سرية تامة لمنطقة جبال النوبة لأغراض عمليات الصيف و خلص الاجتماع بحسب المصادر للتوجيه بوضع خطة تفصيلية وذات سرية عالية لإنفاذ تلك الترتيبات وحضر اجتماع من جانب دولة الجنوب كل من وزير الدفاع و مدير جهاز الامن و الاستخبارات، و من جانب المتمردين ياسر عرمان و اللواء عزت كوكو قائدة عمليات الفرقة الاولى جبال النوبة و العميد اسطفانوس ناصر، و أضاف المصادر إن ذات المجموعة انضمت لاجتماع آخر انعقد وسط حراسة مشددة من الاستخبارات اليوغندية في منزل مالك عقار بمنقطة بقلوبي بيوغندا ضم مالك عقار وياسر عرمان وعزت كوكو والطيب خليفة ومبارك اردول و بثينة ابراهيم ديار وجواهر سليمان و ممثلين من الحكومة اليوغندية و غاب عن الاجتماع عبد العزيز الحلو المتواجد بجوبا و جقود قائد أركان ما يسمى بالجيش الشعبي قطاع لشمال تواجده بجبال النوبة. 3 وكانت جوبا قد اشارت بأصابعها نحو الخرطوم في أكثر من مناسبة إبان الصراع الدائر بين الحكومة والمعارضة بدولة الجنوب انها تدعم قوات مشار المعارضة، على الرغم من تحسن العلاقات بين البلدين في الآونة الاخيرة, بعد اللقاء الجامع بين قطاع لشمال وجوبا الكرة الآن في ملعب الاخيرة إما ان تعود للمربع الاول دعم القطاع وإما أن تغلق الباب في وجه المعارضة و لربما كان اللقاء أبعد مما جاء في الاخبار. (ألوان) بدورها سعت إلى استنطاق الخبير في الشأن الجنوبي السوداني د. مهدي دهب و الذي وصف العلاقة بين الدولتين بأنها تشبه بتواؤم سيامي اذا قاموا بعملية جراحية لفصلهما يعيش واحد و يتوفى الآخر واضاف بالقول: بين الدولتين تداخلات شتى، يأتي على رأسها الحركة الشعبية الحزب الحاكم بدولة الجنوب لانها لم يحسم علاقتها مع قطاع الشمال. ويرى دهب ان طبيعة العلاقة الواقعية يجب ان تتختلي عن الحركات المسلحة في السودان و ان تلتفت دولة الجنوب لمصالحها ويقول دهب: الحركة الشعبية بالجنوب عقب اجتماعها مع قطاع الشمال اثبتت عدم قدرتها على التخلي عن علاقاتها بالحركة الشعبية قطاع الشمال و الحال يشبه لحد كبير عدم قدرة المؤتمر الوطني عن الاستغناء عن انصاره في جنوب السودان منبهاً الى ان عدم قدرة النظامين إلى التدخلات الطبيعية بينهما. محدثنا دهب وجد وصفة للعلاقات بين الأنظمة و المعارضة بين الدولتين بأن يتعاملا مع الحركات بحسم حتى تنعم الدول بالاستقرار. 4 من جانبه قال الخبير الامني اللواء معاش حسن بيومي في حديثه لألون أمس: لدى تحفظات حول مصدر الخبر مضيفاً: ما حدث يعتبر عبثاً لأني اعتقد وراء ذلك الخبر جهات معينة تريد ان تخلق اجواء متوترة بين الدولتين. بيومي لم يستبعد ان يكون قطاع الشمال وراء بث الخبر وله بعده، إلا ان بيومي عاد وقال ان الاجواء العامة في دولة الجنوب تسمح بعقد اجتماعات ويمكن ان توجد جماعات في حكومة الجنوب تدعم قطاع الشمال لا سيما ان الجنوب يعيش في حالة سيولة و بلد وصفت بالفاشلة، ووصف الحديث عن انعقاد الاجتماع بعمل استخباري متمكن. و ألمح بأن تكون اسرائيل وراء ذلك، جوبا اكتفت بالصمت ولم تبدي رأيها فيما نشر منذ اكثر من ثلاث اسابيع بأن جوبا احتضنت اجتماعاً لقطاع الشمال تبحث فيه امكانية دعمها للقطاع و استعدادها لخوض حرب الصيف الجاري ولمزيد من التأكد اتصتلت (الوان) بالسفير الذي اعتذار بلطف لأنه في اجتماع ولا يستطيع التحدث لتبقى جوبا الوحيدة التى لا تملك طلاسم ما يدور في أرضها. نقلا عن صحيفة ألوان 16/3/2016م