قبل أيام بدت وسائل الإعلام الأردنية تتداول أنباء عن توقيف عدد من الطلاب الأردنيينبالخرطوم من الجالسين لامتحان الشهادة السودانية لهذا العام التي تجري هذه الأيام، وتضاربت وسائل الإعلام الأردنية في تحديد عدد الموقوفين وأسباب التوقيف، إلا أن الموضوع تحول إلى قضية سياسية كبيرة أحرجت الحكومة الأردنية وتدخل فيها نواب بالبرلمان الأردني، بسبب ضبط بعض الطلاب الأردنيين في "حالات غش". بالمقابل قابلت وزارة التربية والتعليم ولجنة الامتحانات هنا في السودان الموضوع بصمت شديد باستثناء توضيح من عدة كلمات صادر أمس الاول من وزيرة التربية والتعليم د. سعاد عبد الرازق كشفت فيه عن التحفظ على طلاب أجانب، يجلسون لامتحانات الشهادة الثانوية، بعد ضبطهم بحالات غش. وقالت الوزيرة في تعميم صحفي، تلقته (السوداني)، إن لائحة الامتحانات واضحة في التعامل مع مثل هذا السلوك، وأشارت إلى "التحفظ على الطلاب الأجانب" – دون تحديد جنسياتهم. أبرز ما كشفت عنه الصحافة الأردنية أن توقيف الطلاب تم على خلفية خلاف بين طلاب أردنيين فيما بينهم حول أسئلة امتحانات سربت لهم بواسطة سماسرة، هذه الرواية تنفيها وزارة التربية والتعليم في الخرطوم وتقول أن الأسئلة المسربة ليست حقيقية، وأن من سربها للطلاب الأردنيين قام فقط بطباعة ورقة امتحان الشهادة للعام 2011م ثم غير التأريخ ليزعم للطلاب أنها ورقة حديثة، وتقول الوسائل الأردنية أن تلك الأوراق تسببت في خلاف بين الطلاب حينما قام أحد الطلاب بمشاركة الورقة أو الأوراق مع آخرين لم يدفعوا مقابلها للسماسرة. (السوداني) توجهت أمس لمبنى السفارة الأردنيةبالخرطوم والتقت بالمستشار الثقافي بالسفارة الأردنية هشام الشقيرات الذي أوضح للصحيفة أن توقيف الطلاب الأردنيين بدأ بسبعة طلاب حتى وصل العدد لثلاثين طالباً لا زالوا معتقلين، مشيراً إلى أن الشجار الذي حدث بينهم كان في أمر خارج إطار الامتحانات، مؤكداً أنه تم أيضاً القبض على السماسرة السودانيين كما أوضح أن الطلاب المعتقلين لم يكملوا الامتحان، وحول أسباب اختيار الطلاب الأردنيين للسودان للامتحان قال المستشار إن طلابهم اختاروا السودان نسبة لتشابه العادات بين السودان والأردن فضلاً عن العلاقات الحميمية والأخوية التي يعيشونها في السودان وهو بلدهم الثاني، وأشار بأن جزء الطلاب مقيم بالسودان وآخرون جاءوا للامتحانات لأنهم بالأردن فاتت عليهم ثلاث فرص للامتحانات استنفدوها جميعها (لذلك جاءوا للسودان للجلوس للامتحانات هنا وكان قد تم السماح لهم بذلك، ومنهم من جاء عن طريق السماسرة المتواصلين مع بعض الأردنيين هناك ووعدوهم بتسهيل جميع الأمور لهم فيما يخص الجلوس للامتحان، وبذلك اعتمد الطلاب عليهم في تلك التسهيلات والتي حدثت) ويضيف الشقيرات (بعد معرفة الأمر تم اعتقال الطلاب الذين حاولوا ذلك، أما الطلاب الآخرين المعتمدين على أنفسهم والجادين في الحصول على الشهادة باجتهاداتهم الخاصة يواصلون الجلوس للامتحانات، والطلاب المعتقلين فتحت لهم الأردن فرصة للرجوع والجلوس للتوجيهي بالشهر القادم). توضيحات السفير : من جهته قال سفير الأردن بالسودان محمد الفايز ل(السوداني) إن كل شخص يخطئ لابد من معاقبته، ويجب أن يكون العقاب فردياً ولا يشمل جميع الطلاب، وأوضح السفير أنه لم يتوقع اعتقال الطلاب والتحقيق معهم، وأكد أنهم في تواصل مع السلطات السودانية لتجاوز الأمر وإيجاد حلول. النواب الأردنيون : اللافت للنظر في القضية أن نواباً أردنيين حضروا خصيصاً من عمان لمتابعة قضية الطلاب المعتقلين، وحضر كل من النائب مصطفى الرواشدي ونائف الليمون، وأبلغ النائبان "السوداني" أن زيارتهما للسودان جاءت للاطمئنان على أحوال طلابهم الممتحنين للشهادة السودانية، وأبديا أسفهما على ما أثير إعلامياً والتهويل الكبير الذي حدث للموضوع من قبل الإعلام الأردني، وقال الرواشدي (نحن نعتبر السودان الموطن الثاني ونفتخر بالتعليم فيه ومطمئنين على أبنائنا الدارسين فيه)، فيما ذكر الليمون أن ما حدث لم يكن متوقعاً إذ في قانون التربية بالأردن عندما تحدث في الامتحانات حالات غش أو تسريب يتم فصل الطلاب المعنيين بالأمر والقبض على الأشخاص الذين قاموا بتسريب الامتحانات لهم ومعاقبتهم، وأضاف أنهم لا يحبذون استغلال ما حدث من جهات أخرى وأنه بالرغم مما حدث فإن العلاقات بين السودان والأردن كانت وما زالت قوية، وأنهم لم يسمعوا شكاوى من قبل السفارة عن السودان بل سمعنا كل خير عنه وعن تعامل السودانيين معهم وأنهم يحسون بأنهم في ديارهم. نقلاً عن صحيفة السوداني 24/3/2016م