بأدائه القسم يوم الخميس 27 مايو 2010م يكون السيد الرئيس المشير عمر حسن احمد البشير قد دخل فعليا في الجمهورية الرابعة لنظام الانقاذ وكما ذكرت سابقا وأكرر كثيرا كانت الجمهورية الأولي حينما أعلن بيان الانقلاب في يونيو 1989م وتزعم نظاما ثوريا سلطويا واقتصائيا احترازايا والثانية عقب دستور 1998م (دستور التوالي) الذي فتح الباب نحو عملية تطور ديمقراطي محدود ثم الجمهورية الثالثة عقب دستور 2005م الذي جاء كوليد شرعي لاتفاقية نيفاشا واتي فتحت الباب علي مصراعيه لجميع القوي السياسية والأحزاب للدخول في العمليو السياسية وعلي رأسها الحركة الشعبية التي تحولت بفضل اتفاقية السلام الي كيان سياسي يحكم الجنوب في شيه نظام كونفدرالي ورغم ذلك فأنها تتطلع الي قيام دولة اذا صوت الجنوبيون للانفصال لا قدر الله.. الجمهورية الرابعو للبشير ونظام حكمه جاءت عبر صندوق الانتخاب لا بالاحتراب أو الانقلاب بصندوق الذخيرة بعكس الجمهورية الأولي ورغم تشكك المعارضين حول نزاهة هذه الانتخابات لكنها أصبحت أمراً واقعاً يتعين التعامل معها بكثير من الجدية والمسؤولية من الجميع فهي علي الاقل افضل من كثير من أنظمة عربية وافريقية واسيوية وعالمثالثية التي مازالت ترزح تحت الانظمة الأحادية الديكتاتورية ولم تطور نفسها كما السودان وان كان السودانيون يفضلونها ديمقراطية كاملة الدسم وليست ديمقراطية ناقصة (نص كم). فالسوداانيون يعشقون الحرية والممارسة الديمقراطية ولا يصدقون أكذوبة أن الديكتاتورية هي الافضل والأكثر انجازاً.. مهما يكن فان أكبر تحديات جمهورية البشير الرابعة تتمثل في حدة البلاد وتداعيات الانفصال اذا وقع لا قدر الله ومشكلة دارفور.. الاقتصاد والبطالة والفقر وحسن توظيف الموارد.. ترسيخ الاصلاح السياسي والتحول الديمقراطي والحكم الراشد والعدل والتساوي بين المواطنين.. التوافق الوطني والاستقرار .. محاربة الفساد.. اصلاح الخدمة المدنية وتكريس ودعم التعليم النوعي والصحة اضافة لقضايا أخري.. وكما حدث للجنرال الفرنسي ديغول الذي تزعم الجمهورية الرابعة بين أعوام 1946م و1958م ثم الجمهورية الخامسة التي استقال علي أثرها عام 1969م بعد الاستفتاء علي الاصلاحات الدستورية اثر مظاهرات الطلاب والعمال الشهيرة عام 1968م وفشل في الحصول علي النسبة التي طلبها وأصر عليها فان الرئيس البشير سيواجة جمهورية خامسة حاسمة مثل الجنرال ديغول عند الاستفتاء وذلك في يناير القادم والذي سيحدد مصير السودان توحداً أو انفصالاً لأول مرة في تاريخه فالأفضل له ألا يكتب في تاريخ السودان الذي ستقرأه الأجيال القادمة أنه أول رئيس سوداني انفصل الجنوب في عهده.. نريدها جمهورية خامسة أفضل من سابقاتها وديمقراطية كاملة الدسم. نقلا عن صحيفة السوداني السودانية 30/5/2010م