جاء في الاخبار يوم الاحد 30/5 ان الأجهزة الأمنية منعت ثلاثة من زعماء المعارضة من السفر الي كمبالا لحضور مؤتمر هناك تعقده المحكمة الجنائية علي أساس تعديل ميثاق روما المفروض من جملة الدول وعلي رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية التي ترفض هذه المحكمة أصلاً ولا تعترف لأي جهة مهما كانت أن تقوم بمحاكمة مواطنيها. فمثلا مجرموها الذين ارتكبوا جرائم حرب في العراق تمت محاكتهم في المحاكم الامريكية وتمت تبرئة بعضهم ومحاكمة قتلة سجن (أبو غريب) باحكام غاية في الضحك!! المهم أن هذه المحكمة المنكورة حتي من أهلها لم تجد مكانا تعقد فيه مؤتمر لها الا كمبالا ولم تجد بعضا من الذين يقدمون أوراق العمل لها الا بعض من أعضاء احزاب المعارضة مثل الدكتورة مريم الصادق وممثل للحزب الشيوعي السوداني وثالث بمثل الاتحادي الديمقراطي (الأصل) وكان سقوطه مدويا في الانتخابات الماضية (وسط أهله)!! ولقد قبل هؤلاء السودانيون مولدا وأصلا وفعلا وانتماء الدعوة بل واستخرجوا وثائقهم الرسمية للذهاب الي هناك في وقت يرفض السودان كله المحكمة الجائية بل ويدينها بكلياتها ولا أظن احزاب الدعوين الثلاثة تقبل بالجنائية او بمحاكمة مواطن سوداني خارج اراضي السودان وهذا الذي أعرفه عن الاتحادي الديمقراطي (الاصل) الذي يرفض تماما فكرة الجنائية ويرفض محاكمة أي سوداني مهما كانت درجة فعله خارج الأراضي السودانية. ولكن الفعلة التي قام بها هؤلاء الثلاثة والتي قبض علي (حلقوهما) رجال الأمن فمنعوا هؤلاء الثلاثة من السفر يجب الا تمر هكذا مرور الكرام لا من أحزاب المجموعة التي قررت السفر ولا من جانب الشعب أو الاجهزة التي منعتهم وانا هنا لا أستعدي أحداً علي أحد ولكني يعرف عني أن المساس بثوابت الانقاذ وقادتها ينال مني وعندها لا أتردد في أن يخرج القلم عن طوره واللفظ عن معناه وان كنت لا ألجأ... لمثل هذا!! الا قليلا قليلاً!! ان القبول بمجرد الدعوة للسفر والمشاركة في مؤتمر الجنائية مساس بالشرعية الغالبة التي أعطاها الشعب السوداني للرئيس البشير وأن مجرد التفكير في السفر باعداد وثائقه مع قبول هذه الدعوة مساس بهذا الثابت في سياسة السودان وهو ثابت رفضته كل الأحزاب وكل الناس فأين ومتي أتت الشجاعة لهؤلاء الثلاثة للخروج علي اجماع الأمة والشعب؟! ويكفي الرئيس أن بيعته التي تمت يوم الخميس الماضي تحكي بيعة امتدت يوم حصل الرئيس البشير علي ثلثي أصوات المقترعين السودانيين و7 ملايين من 10 ملايين ويوم أن جاءت افريقيا كلها علي قلب رجل واحد.. تجلس الي جانب الرئيس في الهيئة التشريعية القومية تبايعه رئيسا لجمهورية السودان وهي بيعة وافق العالم كله عليها بالحضور الشخصي والتمثيل. فان الأممالمتحدة حضرت وبأعلي مستوياتها وأن الاتحاد الافريقي حضر برئاسته وممثليه (الفرد والمشترك). وصحيح أن تمثيل الدول العربية لم يكن بالمستوي المطلوب ولكنه وجود يقبل ومجلس الأمن فذكر هنا أن قد رد تقرير مدعي الجنائية المصاب بلعنة الجنرالات فرجع خائبا.. يقطر وجهه خجلاً. ونعود فنقول ما بال الاخوة والاخوات الذين حاولوا المركب الصعب والانقاذ تعرف كيف ترد عن وجهها الصعب من الأمر وكيف تصفح حتي تدمي!! نقلا عن صحيفة الأهرام السودانية 3/6/2010م