* إنها امرأة لمع نجمها ضمن مصفوفة كفاح المرأة السودانية اعتذرت قبل نيف من الزمان عن تولي منصب وزيرة للشؤون الاجتماعية لولاية الخرطوم ولتقود الاتحاد العام للمرأة الذي تأسس عام 1991 كنتاج لانطلاق حملات توعوية تثقيفية ساهمت فيها قرابة الألف امرأة طفن ولايات السودان وقراه ونجوعه في الجنوب والشمال غربه وشرقه والتي انطلقت اصلا من مخزون وتراث ورحلة كفاح طويلة عريقة للعمل النسوي تشكلت بداياتها عام 1948م كجمعية للمثقفات وناد نسوي دخل بنشاطاته ودفوعاته للجهاز النقابي عبر نقابة المعلمين في 48 — 1949م وفي عام «1952» قَوِيَّ عودهن فعقدت اللجنة التمهيدية للاتحاد النسائي التي ضمت كل الوان الطيف السياسي النسائي انذاك لتستمر المشاركات النسوية في الشأن العام تقدما وفاعلية. * ونساء السودان الشامخات كثيرات عرفن العمل الطوعي الخيري والانخراط تحت منظمات المجتمع المدني مدفوعات بحاجة حقيقية للوجود على ساحات العمل والدفاع عن الوطن منذ ان كان السودان يرزح تحت نير الاستعمار ولعل ما ميز انشطة وفعاليات نساء السودان انطلاقهن من الموروث السوداني الراسخ الذي يحترم المرأة ويوقرها ويقدمها وكثير من الرجال يتفاخرون بامهاتهم وزوجاتهم واخواتهم ولا غضاضة لاقتران اسماء رجال مميزين واعلام باسمها "كأبو عائشة وأبو امنة" لانها السند والشجرة الظليلة للاسرة ولتربية الابناء مصنع الرجال قيما ومثلا، ولعل من ابرز انجازات اتحاد المرأة تشييده مقرا دائما بجهد وبخبرات المهندسة السودانية اطلق عليه مركز "ماما" يضم كل اوعيتها التنظيمية وبقاعاته الكبرى تقام الدورات التدريبية والانشطة والمؤتمرات على مستوى السودان. * والاتحاد العام للمرأة السودانية قام بتراكم الخبرات والمعارف النسوية رصدنا له كثيرا من النشاطات وبايادي رجاء حسن خليفة امينته العامة بديموميتها وتلاقيها الانساني اخرجت التنظيم من ثوب المحلية للمحيط الدولي بحيازة الصفة الاستشارية للمجلس الاقتصادى الاجتماعى للأمم المتحدة كعلامة مميزة تتيح له تدوير خبراته ومعارفه والاستفادة من تناسقه الاقليمي الاممي بما يخدم النهوض بقدرات المرأة واكسابها الخبرات والمعارف كتنظيم قومي طوعي يعمل من أجل مجتمع تسوده العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات وبتمكين المرأة اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وتقوية روح التضامن والوحدة والحفاظ علي الحقوق والمكتسبات وتحسين الاوضاع المعيشية خاصة في ظل المتغيرات والتحديات على الصعيد الوطنى ولبناء السلام الفعلي. * ان حجز النساء لمقعد بارز وخلال الانتخابات السودانية شكل علامة مميزة لحصاد عمل النساء ليس على صعيد السودان فقط بل على الصعيدين العربي الافريقي وثبت ان نصف المجتمع يمكن ان يكون لاعبا يرمي حجرا في البناء المؤسسي خاصة في القضايا المصيرية. ورجاء حسن خليفة لفتت الانظار بتحركاتها وبتآلف النساء من كل الوان الطيف حولها قادتهن لصناديق الاقتراع بنشاط ملحوظ حيث حققن نسبة ال 25 % مسجلة ايضا نجاحا في اكساب حق الجنسية للنساء المتزوجات من غير السودانيين.. انها امرأة تستحق التقدير كناشطة الاسبوع الماضي كانت حضورا بمدينة جوبا عاصمة الاقليم الجنوبي التقت النائب الاول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب سلفاكيرا في خطوة مقدرة من كيان المرأة للمشاطرة في الهم السوداني الوطني الاستفتاء على مصير الجنوب.. إن مقابلة الرئيس الجنوبي للامينة العامة لاتحاد المرأة السودانية نعتبره نقطة البداية للمهمة "الصعبة السهلة" ليصب جهد النساء وبكل الارث الذي تحمله رجاء ورفيقاتها وخبراتهن التراكمية لتحمل المسؤولية لتتدفق مياه وحدة السودان كوطن واحد. * ان المرأة هي العنصر الاكثر تضررا من الحروب وهي ايضا يمكن ان تمثل اليد الطولى لبناء قواعد الالتحام الحقيقي ليكون السودان واحدا، ذلك لانها تعرف تماما كيف يكون البيت آمنا ومستقرا وجذابا وما هي احتياجات التلاقي بين جسد الوطن، فهل تدعم مؤسسة الرئاسة السودانية الاتحاد العام للمرأة بمعطيات التنمية والثقة لتقوم نساء السودان بتأسيس المدارس والمشافي والشفخانات وببناء القطاطي وتوسيع الحيشان والبيوت الامنة لتكون الوحدة فعلا جاذبة.. المصدر: الشرق 7/6/2010