قيام دولة قطر، أمس، بإيداع نسخة رسمية من الاتفاق بين دولة إريتريا وجمهورية جيبوتي لحل الخلاف الحدودي بشكل نهائي لدى الجامعة العربية، والذي تعهدتا فيه إلى دولة قطر ببذل جهود الوساطة لإيجاد حل للخلاف الحدودي بين بلديهما بالطرق السلمية، هو تتويج لنجاح دبلوماسي قطري بإقليم القرن الإفريقي، ونزع لفتيل واحدة من أزماته، وإسهاما في إحلال الأمن والاستقرار في مداخل مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وهو ما نأمل أن يقود تاليا إلى إطلاق مشاريع تنموية مشتركة بين البلدين، وتوثيق عرى التعاون بين شعبين عمق التواصل بينهما تاريخي وعريق، إذ إن السلام والاستقرار هما الأرض الخصبة لانطلاق التنمية وتعزيز أواصر التعاون الاقتصادي، واجتذاب الاستثمارات، كما أن إيمان دولة قطر بأهمية ترجيح كفة الطرق السلمية في معالجة مثل هذه القضايا يكسب الدوحة احتراما وتقديرا دوليين. ولذلك تزداد ثقتنا بأن التاريخ سوف يسجل لدولة قطر بحروف من نور توجهها لتبريد قضايا هذا الإقليم، بدءا من دورها النشط في أزمة وتداعيات قضية دارفور، والذي مازالت قطر تبني فيه على نجاحات جوهرية وغير مسبوقة أحرزتها، ويحدث ذلك في الوقت الذي يغيب فيه الدور العربي غيابا فادحا، بالرغم من الأهمية الجيوبولوتيكية لهذا الإقليم، وبالرغم من كونه خط تماس جغرافيا لا غنى من ايلائه اهتماما نوعيا، وبالرغم من أن جيبوتي بلد عربي عضو بجامعة الدول العربية، وأيضا بالرغم من أن الطرف الآخر من قضية الخلاف الحدودي هو إريتريا البلد الذي تجمع الأمة به الكثير من الوشائج والأواصر والصداقة.