قال د. خليل ابراهيم زعيم حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور المقيم حالياً في الجماهيرية الليبة باستضافة اجتماعية قالت طرابلس انها لا تعتبرها استضافة سياسية، قال انه يرغب في تحويل منبر التفاوض من الدوحة الى طرابلس. وهو مطلب في الواقع ظل بمثابة (حلم) للدكتور خليل بعد أن ضعف وزنه، واحس بأن أي موقف تفاوضي يقفه في الدوحة لا يحقق له طموحاته فلم يجد مناصاً من (الطعن) في الوسطاء، وفي المنبر التفاوضي بدعوي عدم حيدية المنبر والوسطاء وعدم نزاهتهم!! وهي كما هو معروف احدي حجج الطرف الذي يشعر الضعف في موقفه التفاوضي فيرمي الوسطاء بعدم الحيدة ويتهمهم بالانحياز للطرف الآخر. طلب د. خليل – ببساطة شديدة – فيه استحالة، وهي استحالة عبر عنها الموفد الامريكي الخاص (سكوت غرايشن) حين انتهر خليل، ووجه اليه نقداً لاذعاً وتقريعاً شديداً لم يوجه من قبل لمتمرد دارفوري، وكان واضحاً أن (غرايشن) أدرك أن خليل لا يزال في مربع التعنت والعناد غير المبني على منطق قوة أو وزن حقيقي – بل ربما استشعر غرايشن ان خليل يحتمي بطرابلس ويعتقد – بحساباته الخاطئة المعهودة – ان طرابلس ربما تستطيع استحضار المنبر الى الجماهيرية فيجد خليل فرصته في فرض شروط ويفاوض وهو آمن!!. من ناحية أخرى فان بقاء خليل في طرابلس – كل هذه المدة المتطاولة – بدا بالفعل يثير علامات تعجب واستفهام هائلة لدي السلطات السودانية التي ما توقعت قط أن (تغامر) طرابلس بالوقوف هذا الموقف الذي تتضجر منه الخرطوم. اذ ليس سهلاً ولا أمراً عادياً في العلامات الدولية وعلاقات حسن الجوار بين الجيران أن يستضيف جار حامل سلاح ويأويه ولا هو أقنعه بالتفاوض، ولا هو طرده من أراضيه!! وبحسب ما يرد من طرابلس فان القيادة الليبية ربما تطمع وتطمح بالفعل – حتى ولو لم تصرح بذلك صراحة – في أن تنتقل الدوحة إلى طرابلس! وكلنا يعلم رغبات القائد القذافي العارمة في أن يظل الدارفوري والملف التشادي بيديه، وقد رأينا كيف ثارت ثائرة الرجل قبل سنوات حين تدخلت الرياض في طي الخلاف بين أنجمينا والخرطوم. ومن المؤكد أن طرابلس الآن ليست سعيدة بمنبر الدوحة خاصة وان السودان ضرب صفحاً من قبل حين ثبت له أن هجوم خليل على الخرطوم في العاشر من مايو 2008م أسهمت فيه طرابلس بقدر أو بآخر . ولهذا فان القائد القذافي ود. خليل يهمسان بالكثير ويرميان إلى أهداف عديدة وربما كان هذا سبب زيارة مفاجئة قام بها الرئيس التشادي إدريس دبي مؤخراً الى طرابلس في وجود خليل هناك ولكن دبي رفض أي عودة إلى الماضي الذي ولي. ولا شك أن الهمس الدائر بين القذافي وخليل يصعب أن يؤدي إلى نتيجة مفيدة لكليهما فواشنطن تركز جهودها الآن في حل الأزمة ومهتمة بقضية الجنوب ومن الصعب أن تدع الأمور بهذا الشكل وللمتهامسين بلا طائل في طرابلس!.