مثل مارس بعض اهل المشروع الحضاري جهدهم لتحويله أداة مطاردة الخصل الشاردة ، حول بعض اهل السودان الجديد مشروعهم الى أداة للدفاع عن الويسكي و جكسا فى خط 6 (وللذين لا يعرفون جكسا فى خط 6 عليهم الاتصال بصديق من جيل الستينات شرط أن يكون من اولاد امدرمان لأن شرح ذلك يمكن ان يعرضنا لعقوبة الاعدام) بلا مناسبة طلع علينا السيد معتصم حاكم (المتورك) من فوق منبر جريدة الشروق المصرية امس الاول معلناً ان الوحدة حالياً غير ممكنة بسبب منع الخمر بالشمال وتطبيق قانون النظام العام على ملابس النساء ! ثم قال – لا فض فوه – انهم سيدعمون انفصال الجنوب مؤقتاً ريثما يعيدون الامورالى نصابها . ساعتها يمكن اعادة لحمة الوطن على أسس جديدة ! بالله كده ! لو ان زعيم الحركة التاريخي دكتور جون قرنق من قبره سمع هرطقات حاكم ونظر للذين جاءوا اليه حاملين لافتاتهم يبشرون بدولة جنوب السودان لأطلق عليهم الرصاص مثل ما أطلقت اول رصاصة فى تاريخ الحركة على الانفصاليين . سيدرك قرنق انهم إنما اغتالوه الآن . القادة التاريخيون لا يموتون و انما يغيبون حين تُغتال مشاريعهم الكبري التى انفقوا حياتهم فى تأسيسها و الدفاع عنها. يقول منصور خالد فى كتابه (جنوب السودان فى المخيلة العربية) ..عندما أطلق جون قرنق على عاصمة السودان الجديد (كوش الجديدة) سعي لتوجيه اشارات . اشارة تقول لأهل الجنوب الذين يبتغون الانفصال ان خياركم هو بين التقوقع فى اقليم استوائي محدود الانتماء و بين الانتماء الى بلد ذي جذور ضاربة فى القدم ، واشارة لأهل الشمال الذين يدعون لهوية سودانية منغلقة على الاسلام و العروبة وتقول ان السودان الذي يجمعنا كلنا هو سودان استيعابي يقبل العروبة والاسلام كما يقبل ارثه النوبي و والمسيحي والافريقي ، ويري فى ذلك إثراء مشتركاً . أرأيتم كيف يمتد بصر المفكرين الى الافاق الرحبة و كيف يقزم السياسيون المشاريع العظيمة ؟! كيف يمكن لمشروع السودان الجديد ان يتحول بين ليلة و ضحاها من مشروع يدافع عن المهمشين و يعبر عن احلامهم لمشروع للدفاع عن المريسة واللائي يرتيدن جكسا فى خط ستة ؟ ليس لدينا مانع ان يواصل الانفصاليون وأتباعهم من الشماليين جهودهم الحثيثة لجعل الانفصال جاذباً . بل سنكون أول المهنئين متي أعلنت دولة الجنوب ، ولكن ليس معقولاً ولا مقبولاً ان يجعلوا السخافات و الأسباب الهايفة اسباباً للإنفصال .فليبحثوا عن ألف سبب يشحذون به اسلحتهم استعداداً لذبح الوطن ، الا تلك ،فهي غير صالحة للاستخدام ، ثم هى لا تليق بمناضلين كافحوا عشرات الستين لاجل الحصول على حقوقهم المشروعة وبالنهاية يكرس كل ذلك لنصرة المريسة و جكسا فى خط ستة ! هل هذه قضايا حقيقية قاتل من اجلها الجنوبيون؟ ان الذين يرجون لمثل هذه الترهات انما يقزمون احلام الجنوبيين و يسفهون مشروعهم حتى مشروع حلمهم بوطن جديد سيصبح بلا قيمة انسانية كبيرة اذا كانت هذه أهدافه . ما يحزننا هو مسارعة الشماليين بالحركة الى التحريض و البحث عن مسوغات للإنفصال لاعلاقة لها بأجندة الجنوبيين الانفصاليين انفسهم . كان العشم ان يصبح الشماليون بالحركة رسل وحدة لا بوم خراب ينعق بالانفصال وكأننا ناقصين انتباهيين جدد ! أكثر ما استغربت له قول السيد معتصم حاكم انهم بعد الانفصال سيسعون لاعادة الوحدة على اسس جديدة! طيب ياخي ما تعملها من هسع ..مفترق البلد عشان تتعب تلمها تاني ليه؟ سأبشر الاخ معتصم أنه إذا قدر للانفصال ان يتحقق فانه لا محالة سيعود أدراجه الى امريكا الوطن البديل وسيرتاح من كل المهام النضالية التى بدأها بالاتحادي الديمقراطي المنادي بوحدة وادي النيل (سابقاً) وانتهي بتقسيم السودان ، أبشره بأنه لن يجد وطناً، لا شمال و لا جنوب ليعمل على اعادة بنائه على أسس جديدة ، سنكون جميعاً وقتها في سودان آخر ما قبل محمد باشا .. سمعتني يا باشا ؟ نقلاً عن الأحداث 21/6/2010