أصدرت مؤخراً مجموعة( انترناشيونال كرايسيز) – رئاستها فى بلجيكيا و فى قيادتها شخصيات أمريكية هامة – تقريراً عن السودان قال انه : بعد الانتخابات يتدهور الوضع فى دارفور والجنوب . ونقل التقرير اتهامات من أكثر من جانب : اولاً: اتهامات الحركة الشعبية لحزب المؤتمر الوطني بأنه يسلح مليشيات فى الجنوب لتؤثر على الاستفتاء فى بداية السنة القادمة او(لعرقلته) او لتكون سبباً لإلغائه . ثانياً: اتهامات جورج اطور بأن الحركة الشعبية زورت الانتخابات فى الجنوب و اعلانه التمرد على حكومة سلفاكير و(تأثيرات ذلك على الاستفتاء وحريته ونزاهته). و رغم ان التقرير لم يدعو الجنوبيين للتصويت مع الانفصال قال انه يتوقع ان يفعلوا ذلك ، و لهذا (لا بد من وضع ترتيبات مع الدول المجاورة للسودان لضمان التنفيذ و لمنع وقوع اشتباكات ). و قال التقرير : خلال سنوات كثيرة ارتبطت كثير من الدول المجاورة للسودان بالحرب الاهلية فيه، او تأثرت بها ، لهذا ستتاثر هذه الدول اذا اختار الجنوبيون الانفصال فى سلام و اذا نشبت حرب اهلية اخري . لكن التقرير بين التنفيذ السلمي لاختيار الجنوبيين ، اذا اختاروا الانفصال ، و بين ان يكون الاستفتاء (حراً و عادلاً) و قال ان اتفاقية السلام فى 2005 نصت على ان يكون الاستفتاء (كريديبل) أو موثوق به ، لهذا يقدر الشماليون على ان يقولوا انه اذا لم يكن الاستفتاء موثوق به يكون قد خرق الاتفاقية . و فى نفس الوقت حذر التقرير الدول المجاورة للسودان بأنه اذا أثر الشماليون على الاستفتاء بعرقلته او تزوير نتائجه ، على هذه الدول ان تتحرك لضمان تنفيذ رغبة الجنوبيين و اقترح التقرير على الدول المجاروة اقتراحين: اولاً تتحرك مسبقاً قبل وقت كاف من الاستفتاء و تتصل بالحكومتين فى الخرطوم و جوبا لوضع ترتيبات وضمانات . ثانياً تضع سيناريوهات عن (كل الاحتمالات) بما فذلك حرب اهلية جيدة . ولاحظ التقرير صدر آراء واقعية من حكومتي الخرطوموجوبا حول أهمية اجراء الاستفتاء العادل و الحر لكن قال التقرير ان هذا ليس ضماناً كافياً فيجب ان تكون الدول المجاورة (حذرة) وايضاً المنظمات الاقليمية مثل الاتحاد افريقي و الإيقاد و لابد ان تضمن هذه المنظمات استقلال الجنوب اذا اختار الجنوبيون الاستقلال . وقال التقرير : ستؤثر عودة حرب اهلية او اشتباكات بين الشمال والجنوب على الدول المجاورة بصورة او اخري لهذا يجب ان تضمن الدول هذه اجراء استفتاء عادل وان تحترم نتائجه . وقدم التقرير ملخصات لآراء الدول المجاورة الآتية عن مستقبل جنوب السودان: اولاً كينيا أكبر دولة اقتصادية فى المنطقة و تقدر على الاستفادة من الجنوب كسوق استهلاكي ومصدر للثروات خاصة البترول . فى الماضي كانت قادرة على ان تؤيد الجنوبيين دون ان تستعدي الشماليين ن لكن مؤخراً توترت العلاقات مع الخرطوم وصار تأييدها للجنوبيين واضحاً. ثانياً يوغندا أكثر الدول المجاورة التى تؤيد علناً استقلال الجنوب وتريد منطقة عازلة على حدودا الشمالية . خلال سنوات قلية ماضية تضاعفت ثلاث مرات تجارتها مع جنوب السودان ،ويقول علناً مسئولون فى يوغندا انه يريدون استفتاء حراً و عادل لكنهم سراً يشجعون الانفصال . ثلثاُ مصر و تفضل وحدة السودان وبذلت جهوداً اكثر من الشماليين لتحقيق ذلك ، و كانت عارضت وضع بند الاستفتاء فى اتفاقية السلام ،وضاعفت جهودها لمنع الانفصال وتخاف من ان الجنوب اذا انفصل سيكون غير مستقر و يؤثر على إمدادها من مياه النيل . رابعاً اثيوبيا تؤيد الجنوبيين لكن تحتم عليها مصالحها ان تكون متوازنة بين الشمال والجنوب لهذا فى حذر تريد ان تكون محايدة . فى الماضي مدت الجنوبيين بالسلاح ليحاربوا الحكومة فى الخرطوم الاسلامية التى كانت هددتها ،والآن تريد الاستقرار فى المنطقة ، خاصة بسبب تدهور الوضع فى الصومال ،وبسبب مشكلاتها مع ارتريا والحركات الانفصالية و المعارضة الداخلية . خامساً ليبيا (كالعادة) يدير الرئيس القذافي شخصياً سياسة بلاده نحو السودان وكالعادة تتأرجح آراؤه مع السياسة مرة أيد الانفصال و مرات حذر الجنوبيين من ان تكون لهم دولة مستقلة. سادساً إرتريا ،ولا نعرف اذا كانت تريد للجنوب الانفصال او الاستمرار فى السودان موحد . فى الماضي أيدت الحركة الشعبية بالسلاح لإسقاط حكومة الخرطوم ،لكن مؤخراً أحس الرئيس افورقي بأن بلاده صارت شبه معزولة اقليمياً ودولياً (توتر فى العلاقات مع امريكا) هذا يبدو ان السودان هو الدولة الوحيدة التي يمكن ان يعتمد عليها . وقال التقرير ان الشماليين صاروا مؤخراً يريدون مهادنة الجنوبيين و عدم استعدائهم لكن ليس هناك ما يضمن ان الشماليين لن يحاولوا تأخير او عرقلة الاستفتاء . فى الجانب الآخر ( تريد الحركة الشعبية اعلان الاستقلال من داخل برمان جوبا لا تريد ذلك الدول المجاورة ) لأن الشماليين يقدرون على ان يقول ان الحركة خرقت اتفاق السلام ، لكن اذا وجد الجنوبيين انفسهم فى ركن ضيق سيضطروا لفعلها . وقال التقرير انه اذا خرقت اتفاقية السلام من جانب الشماليين او الجنوبيين سيتعود الحرب و سيؤثر ذلك على الدوال مجاورة و ستكون سبب تدخل جيوش بعضها . وكرر التقرير : لابد من تحاشي هذا. وذلك لأن تحركات المجتمع الدولي (مثل امريكا والدول الأوروبية ومجلس الأمن) ستعتمد على تحركات هذه الدول المجاورة. تعليق: يظلالاتحادأحسن منالتشتت ن ويظل خرق الاتفاق احسن من الاختلاف ،وتظلالشعوب المتحضرة تتقارب اكثر مما تتباعد ،وصارهذاالاتجاه مسئوليةتاريخية و وطنية واخلاقية و دينيةايضاً لأنالكتب السمايةتدعو اليه. تعليق : يتحملالشماليون مسئولية اكبر منالجنوبيين ومسئوليات تاريخية ووطنيةواخلاقية ودينية لأنالشماليين يجبان يعروفوا اكثر مناغلجنوبيين او وحدةالوطن لا صلةلهابحزب اوحاكم (شمالي او جنوبي9 ولأنا لشماليين يقدرون علىمد يد المساعدة لأخوةانهم الجنوبيين. تعليق : ليسسراً ماجاء فىهذاالتقريربأنيوغندا اكثر الدو لالمجاورة تأييداً للانفصال ، بل ت شجع الجنوبيينعليه ،لكنلميقلق التقريرا لسبب الرئيسي هوخوف اليوغنديين (وبقية الافارقةجنوبالصحراء ) منزحف الثقافةالاسلامية العربية التى لننقتقدر قوةفىالارض علىوقفها . حتىاذادخلت دبابات يوغندا جنوبالسودان باسمالدفاع عن أخوانهمالجنوببين. نقلا عن السوداني 29/6/2010