أعلنت السلطات الاميركية، اول من امس، اعتقال 10 اشخاص متهمين بالتجسس لحساب روسيا، فيما سارعت موسكو الى التنديد ب «المزاعم الاميركية»، معتبرة ان «لا اساس لها» وأن اهدافها «مغرضة». ويواجه الموقوفون احكاما بالسجن لمدة تصل الى 25 عاما بتهمة التجسس فضلا عن تبييض الاموال بالنسبة لتسعة منهم. ومثل خمسة من الموقوفين العشرة الاحد، امام قاض فيديرالي في نيويورك امر بابقائهم قيد الاعتقال. ولم يوجه القاضي جيمس كوت التهمة رسميا حتى الان الى خمسة منهم، هم: سينثيا وريتشارد مورفي وخوان لازارو وفيلي بيليز وآنا تشابمن غير انه رفض اطلاقهم بكفالة بسبب «مخاطر فرار» الموقوفين. ويقول المشتبه فيهم انهم اميركيون او كنديون او بيروفيون، حسب ما ورد في الشكويين اللتين رفعتا بحقهم من دون ان تحدد جنسياتهم الحقيقية. وفي نيقوسيا، اعتقلت الشرطة القبرصية رجلا يشتبه في ان له علاقة بال 10. واعتقل الكندي روبرت كريستوفر ميتسوس (54 عاما) في مطار لارنكا، بينما كان يستعد للتوجه الى بودابست صباح امس، لان اسمه كان على لائحة الاشخاص المطلوبين. وقال الناطق باسم الشرطة، ان ميتسوس مثل امام محكمة في لارنكا وتبين انه كندي يحمل ايضا الجنسية الاميركية. وتم الافراج عنه بعد ان دفع كفالة بلغت قيمتها 20 الف يورو بانتظار ترحيله. وابلغت الشرطة المحكمة ان الولاياتالمتحدة تلاحق ميتسوس بتهمة التجسس لمصلحة روسيا ولمشاركته في تبييض 40 الف دولار (32.800 دولار). وفي موسكو، اعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان «في رأينا فان هذه المزاعم لا اساس لها وان وراءها اهدافا مغرضة». واضاف: «لا نفهم الاسباب التي دفعت وزارة العدل الاميركية الى القيام بتصريحات علنية بأسلوب قصص الجواسيس الذي كان سائدا ابان الحرب الباردة». وتابع البيان «على اي حال، من المؤسف للغاية ان يحدث كل ذلك في خضم اعادة اطلاق العلاقات التي اعلنت عنها الادارة الاميركية نفسها». واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في القدس، انه ينتظر «توضيحات»، ساخرا من توقيت الاعلان عن اعتقال العشرة حيث انه جاء بعد ايام فقط على زيارة الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف للولايات المتحدة. وقال: «تم اختيار توقيت الاعلان بعناية خاصة». والشكوى بحق بعض هؤلاء «الجواسيس» توحي بانهم لم يتمكنوا فعليا من اتمام «المهمة» الموكلة اليهم والقاضية باختراق الاوساط القريبة من الادارة الاميركية. وجاء في الشكوى الأميركية، ان «المركز في موسكو طلب من سينثيا مورفي عام 2010 السعي للحصول على وظيفة يمكن ان تضعها على اتصال بمصادر في الحكومة الاميركية، غير ان مجموعة متآمري في نيوجرسي، ردت بان مورفي تخشى ان تطلب منها تفاصيل دقيقة حول مسارها المهني». واوضح ممثل النيابة العامة ان النيابة ستطلع الحكومة الروسية على الوضع. وجرت حملة الاعتقالات تتويجا لتحقيق اجراه «اف بي اي» على مدى نحو 10 سنوات. واوضحت الشرطة الاميركية، انه بعد تلقيهم تدريبا لدى جهاز الاستخبارات الروسي، كان «العملاء السريون يتسلمون هوية مزورة»، مشيرة الى انهم «كانوا يعملون في غالب الاحيان ازواجا، وكان لديهم في غالب الاحيان اطفال، ما يسمح لهم بترسيخ» غطائهم. وقبل القيام بالاعتقالات، تسلل عناصر «اف بي اي» سرا الى شقق هؤلاء «الجواسيس» في نيويورك وبوسطن وسياتل لالتقاط صور ونسخ اقراص صلبة، كما قاموا بملاحقتهم ومراقبتهم والتنصت عليهم، وتحدثوا اليهم حتى مدعين انهم عملاء من الحكومة الروسية. وكشف المحققون عن ترسانة من وسائل الاتصال، مثل تقنية تشفير المعطيات في صور يتم بثها في ما بعد على مواقع عادية على الانترنت او عبر الموجات القصيرة مباشرة الى موسكو. وكان العملاء يلقبون الشخصيات المستهدفة التي كانوا يسعون لاتصال بها «ببغاء» او «هرا» او «مزارعا» وهي يمكن ان تكون «مستشارا سابقا لدى احد النواب» او «مسؤولا ماليا كبيرا في نيويورك». لكن «اف بي اي» اشار الى انه رغم وسائل التخفي المتطورة والمتنوعة المستخدمة، الا ان العملاء لم ينجحوا في جمع معلومات مهمة. ورأى خبراء روس، ان الاعتقالات قد تلجم تحسن العلاقات، لكن هذه الفضيحة لن تؤدي الى توقف عملية التقارب. وفي السياق نفسه، اعلنت الحكومتان البريطانية والايرلندية، أمس، انهما تحققان في احتمال استخدام جوازات بريطانية وايرلندية مزورة من بعض الاشخاص المعتقلين. واعلن ناطق باسم الخارجية الايرلندية «ان اقرارا خطيا وضعه مكتب اف بي آي في اطار شبكة تجسس لحساب روسيا، يتضمن اشارة الى جواز ايرلندي مزور». واضاف: «نحاول الحصول على توضيح رسمي لهذا التقرير». وفي لندن، اعلنت ناطقة باسم وزارة الخارجية ايضا ان عمليات تدقيق تجري حول استخدام جوازات بريطانية مزورة. وقالت: «اننا ندرس الامر». المصدر: الرأي الكويتية 30/6/2010