خاص : (سودان سفاري) أوردت اذاعة بعثة الأممالمتحدة في السودان أن قتالاً دامياً شهدته منطقة (أويريال) جنوبي السودان – الاثنين الماضي – كانت نتيجته سقوط ما يجاوز ال(47) قتيلاً ونحو من (17) جريح. القتال بحسب (مرايا إف إم) وقع بين قبيلتي المنداري والدينكا وتسببّت فيه خلافات حول الأبقار والماشية. وقد تزامن القتال الذي تتخوف سلطات مقاطعة (أويريال) من تجدده نظراً لكبر حجم الضحايا واصرار القبيلتين على الثأر بالقضاء على القبيلة الأخرى، تزامن مع حادثة محاولة الاغتيال التي تعرض لها وزير الزراعة بحكومة الجنوب والقيادي البارز بالحركة الشعبية (سامسون كواجي)، وقال أمين عام الحركة الشعبية بأويريال (دوت ملوال) ان الاشتباكات تسببّت في عرقلة ووقف عمليات تسجيل الناخبين بالمنطقة ولم يستطع (دوت) الجزم بما اذا كان من المنتظر على المدى القريب إعادة الاستقرار الى المنطقة واستئناف عمليات تسجيل الناخبين تاركاً الأمر الى قدرة سلطات المقاطعة وحكومة الجنوب في ايجاد حل جذري لهذه المواجهات التي وقعت لمرات عديدة في السابق ولا يوجد ما يحول دون وقوعها مجدداً في المستقبل. وتشير مصادر جنوبية مطلعة في أويريال الى أن هناك جهات معينة في الجيش الشعبي كانت تسعى لإشعال هذه المواجهات بغرض عرقلة عمليات تسجيل الناخبين مدللاً على أن الزيارة التي كان قد قام بها وزير زراعة حكومة الجنوب سامسون كواجي الى قريته ووقع حادث محاولة اغتيال في الطريق كانت ذات صلة بعمليات تسجيل الناخبين الجارية في الجنوب حيث عُرف عن كواجي تطرفه الشديد بشأن فصل الجنوب ومن ثم عدم تحبيذه دخول الانتخابات العامة المرتقبة، ويكشف هذا الوضع المأساوي عن صراع مقيت يجري الآن في أرجاء واسعة في الجنوب يعود غالبه الى أسباب قبلية بدأت تأخذ طابعاً سياسياً وعسكرياً لن يتمكن الجنوبيين في ظله من إقامة دولة أو دخول الانتخابات العامة أو إجراء الاستفتاء. وفي كل هذه الأحداث الدامية فإن أصابع الجيش الشعبي ماثلة للعيان لأنه وببساطة شديدة للغاية فإن صّح ما تزعمه حكومة الجنوب من أن المؤتمر الوطني هو الذي يتسبب في هذه الأحداث لقامت حكومة الجنوب – باذلة الغالي والنفيس – بالإمساك بالجناة، وإجراء تحقيق واسع النطاق لكشف من يقف وراءهم ولاثبات التهمة التي تدعيها، ولكن لما لم يحدث ذلك فإن الأمر يظل مجرد إدعاء بلا مضمون. ومن المهم أن نشير هنا الى أن حكومة جنوب السودان نفسها تقر بأن موجة الاشتباكات القبلية حصدت منذ بداية هذا العام وحده حوالي ال(1863) قتيلاً و(340) جريحاً واختطاف ما يجاوز ال(600) طفل لا يعرف مكانهم حتى الآن، ومع اقرار حكومة الجنوب بهذا الوضع المزري فإنها لم تفعل شيئاً حتى الآن ولا يعتقد أنها ستفعل لوقف العنف، ففي كل مرة يقع الضحايا والجرحى بالمئات ولا يجري تحقيق ولا يحاكم جناه، لتعود المواجهات تتجدد من جديد في دائرة حلزونية مفرغة لا يدري أحد نهاية لها!!