طالبت الحكومة السودانية الولاياتالمتحدة بالتفريق بين قضية العدالة والمحكمة الجنائية بالاضافة لتصحيح موقفها تجاه ما يسمي بالمحكمة الجنائية التي ترفضها واشنطن مؤكدة ان الموقف غير مقبول وغير مفهوم وقالت في حال استمرار واشنطن في هذه السياسات المزدوجة يمكن ان تؤثر علي العلاقة بين البلدين. واوضح دكتور غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية ومسؤول ملف دارفور في تصريحات صحفية امس بديوان الحكم الاتحادي عقب لقائه المبعوث الامريكي الخاص بالسودان اسكوت غرايشن ان الموقف الذي اتخذته امريكا عبر تصريحات بعض مسؤوليات عن الجنائية موقف غير مقبول ومفهوم. مشيرا الي ان الولاياتالمتحدة تقف موقفا مبدئيا تجاه الجنائية بيد انه قال ان موقفها الاخير غير ذلك باستغلالها موقف المحكمة ضد السودان واعلن غازي عن قبولهم لاي مساهمات تأتي من بعثة اليوناميد او الدول التي يمكن ان تساهم بنية حسنة في الاستراتيجية المتعلقة بتحقيق السلام بالاقليم . موضحا ان الاستراتيجية ستكون اقرب للمواطنين بالاضافة للمؤسسات الرسمية والشعبية حتي لا تختزل عملية السلام بالتفاوض مع بعض الحركات المسلحة وزاد قائلا لقد رأينا أن اختزال العملية التفاوضية مع الحركات المسلحة قد لا يوفر ارضية واسعة لذا لابد من الانتقال لمرحلة التشاور مبينا ان الاستراتيجية تهدف للعمل في مجال التنمية والتأمين والاقتصاد حتي تمنح المواطنين فرصة العودة لقراهم واكد غازي دعم الولاياتالمتحدة للمشروعات التنموية التي يمكن ان يستفيد منها المواطنون ووصف صلاح الدين عمليات التفاوض بالمهمة مطالبا بان لا تنتهي المفاوضات بمقايضة ضيقة بين الحكومة والحركات المسلحة وتهمل المؤسسات والمواطنين معربا عن امله في ان تكون المفاوضات الموسعة في الداخل عبر تلمس ملامح التسوية بالاشارة لتقرير امبيكي واضاف غازي اننا اخبرنا الوساطة بالدوحة بعدم وجود اسباب لامتداد المفاوضات الي ما لا نهاية. ومن جهة انتنقد دكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية الموقف الامريكي المتذبذب تجاه السودان واصفا له بغير الاخلاقي وتنقصه المصداقية بيد انه لم يبد استغرابه لمواقفها موضحا انها استجابت للوبيات تتحكم فيها مبينا ان هذا الموقف يتعارض مع زعم امريكا لمحاولتها لتحقيق السلام في السودان. وقال نافع في تصريحات صحفية امس عقب لقائه غرايشن ان امريكا هي التي استثنت نفسها من الجنائية لكي تحمي عساكرها وقواتها الذين يقتلون الابرياء في فلسطين وافغانستان والعراق وتحرم في ذات الوقت علي الاخرين ان يحفظوا الامن ويقوموا السيادة في السودان مدللاُ علي ذلك اخلاق الغربيين عامة لانهم يمتازون بعدم المبدأ والمنطق . وطالب نافع المجتمع الدولي والاممالمتحدة بالعمل مع كل القوي بالداخل لتطبيق اتفاقية السلام واجراء الاستفتاء بالاضافة لتسهيل عملية تسجيل الناخبين حتي يكون التصويت للاستفتاء حرا وغير متأثر باي تدخل من قوات الحركة الشعبية او اغراء او ارهاب او غيرها من الاشياء التي صاحبت الانتخابات واردف قائلا حتي تكون نتيجة الاستفتاء تعبيرا حقيقيا للجنوبيين. واشاد بالجهود التي تقوم بها الاممالمتحدة في هذا الشأن بيد انه ابدي تطلعه بوجود دعم امريكي حقيقي بجانب الدعم الشخصي من المبعوث الامريكي علي ان يكون الاقتراع للاستفتاء يعبر تعبيرا حقيقيا عن الجنوبيين في علاقاتهم مع بقية السودان ويؤمن علي الوحدة واستدرك قائلا نحن واثقون اذا تم الاستفتاء بحرية ونزاهة سيكون اختيار الجنوبيين للوحدة. من جانبه ابدي المبعوث الامريكي اسكوت غرايشن تفاؤله بما توصل اليه الشريكان من اتفاقيات لتنفيذ ما تبقي من بنود اتفاقية السلام واصفا الوقت المتبقي لاجراء استفتاء حق تقرير مصير الجنوب بالحرج واعدا بتوظيف اموال المانحين واموال التعويضات لصالح المواطنين . نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 19/7/2010م