قَلّل وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي من الأطروحات الجارية بحثاً عن إمكانية الوصول لحكم كونفدرالي بين شمال وجنوب السودان ، وأكد أن ما يجري بين الطرفين هو من أجل تنفيذ اتفاقية السلام بإجراء الاستفتاء ، وأنّ الذين يطرحون الكونفيدرالية بديلاً عن الانفصال يطرحون أفكاراً للحوار خارج أروقة التفاوض الذي يجري الآن. ونَفَى كرتي في لقاء صحفي أجرته معه صحيفة الشرق الاوسط أن تَكون الحكومة السودانية تَأخّرت في العمل من أجل الوحدة الجاذبة ، وعَدّد بعض المشاريع والبرامج التنموية والإصلاحات التي قامت بها الحكومة السودانية في جنوب السودان. وقال كرتي إن الوقت الآن للعمل لمرحلة ما بعد الاستفتاء حتى إذا تعذّر الوصول للوحدة ، فمن الأفضل ألاّ تنتهي اتفاقية السلام بحرب ، وأن يكون "طلاقاً سلمياً". وأشار كرتي إلى أن النفط يحتاج لاتفاقٍ خاصٍ بين الشريكين ، وأضاف "معلوم أن (70%) من النفط يستخرج من جنوب السودان وأن أنابيب ومصافي البترول ومنصات التصدير كلها في شمال السودان ، مما يقتضي اتفاقاً على تعاون ولو إلى فترة يتفق عليها الطرفان من أجل فائدتهما ، فهذه موارد مشتركة والاستفادة منها بوضعها الحالي يقتضي اتفاقاً هادئاً لا يرتبط في مداه الزمني بانتهاء اتفاقية السلام. وَوَصَفَ كرتي اتهامات الإبادة الجماعية من المحكمة الجنائية الدولية للرئيس البشير بأنّها قضيّة سياسيّة منذ بدايتها ، وليست قانوني ة، ونفى قدرة المحكمة وقراراتها في التأثير على البشير أو إعاقة حركته. وقال كرتي" لقد ترك المدعي العام مهمته القانونية البحتة وأصبح يطرق باب الدول وكل من له علاقة بإشانة سمعة السودان" ، واستبعد تأثير القرار على حركة البشير، وقال إنّ الرئيس يستطيع أن يسافر إلى أيّ مكان ولن تستطيع المحكمة الجنائية أو أيّ كائن من كان أن يمنع الرئيس من الحركة إلى أيِّ مكان، وعن عدم زيارة البشير لأيِّ من دول أوروبا قال كرتي ماذا يَفعل الرئيس في دول الاتحاد الأوروبي مع كل هذه المواقف السالبة ، وفي كل الحالات فالإتصال بسفراء ومبعوثي الاتحاد متوافر وكذلك مع أمريكا ، وهناك وسائل للحوار دون السفر إلى أوروبا ، ولو نظرنا للرؤساء في كل الدول فمن الذي يزرع الدنيا شرقاً وغرباً، إن التواصل ليس بالضرورة أن يكون بالأشخاص. وقال كرتي إنّ القرار الحكومة السودانية بإغلاق الحدود مع ليبيا، ليس له أبعاد سياسيّة ، أو مرتبط بوجود خليل إبراهيم ، وأوضح أنّ القرار يعود لمساعٍ سودانية خالصة ، للحد من عمليات التهريب والانفراط الجمركي ، وأشار أنّ السودان قبل التوضيحات التي جاءته من ليبيا بشأن وجود خليل بها، وإن هناك أملاً لإلحاقه بالتفاوض. وأشار كرتي لتصريحه حول علاقة مصر بالسودان، وقال إن ما طالب به هو مزيد من التنسيق على مستوى التخطيط الاستراتيجي لقضايا تهم البلدين مثل وحدة السودان والمياه ، وأكد أن في ذلك تأميناً لمصر كما هو تأمين للسودان. أكّد كرتي أنّ العلاقة مع إيران تحت ضوء الشمس، والجميع يعلم أن هناك تعاوناً قديماً بين البلدين ومصالح مشتركة لم تتعد المصالح الاقتصادية ، وأضاف "ليس هنالك ما يخفى في علاقة بين دولتين تفصل بينهما آلاف الكيلومترات".