الخرطوم 'القدس العربي' من كمال حسن بخيت: استأنف المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في جوبا أمس، اجتماعاتهما لمناقشة قضايا ما بعد الاستفتاء ممثلة في المواطنة والجنسية والإقامة في ما بعد الاستفتاء، واستمع الاجتماع إلى آراء عددٍ من الخبراء في هذا المجال. وقال باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية، إن المواطنين الشماليين في جنوب السودان يجب أن يواصلوا حياتهم الطبيعية في حال تم ترجيح خيار الوحدة أو الانفصال، على أن تتم نفس المعاملة بالنسبة للمواطنين الجنوبيين الذين يعيشون في الشمال. وأبدى أموم في تصريحات للصحافيين عقب الاجتماع تفاؤله بالتوصل إلى تفاهمات حول هذه القضايا، واصفاً الروح التي تسيطر على المناقشات بالإيجابية. إلى ذلك كشف د. محمد يوسف المصطفى القيادي بقطاع الشمال في الحركة الشعبية عن مساعٍ يبذلها القطاع لحمل الحركة على إصدار موجهات واضحة لكوادرها للوقوف مع فكرة السودان الجديد الذي يقوم على الوحدة. واعتبر ان الانفصال اذا حدث فلن يكون حلاً لا لقضية التهميش أو الحرب والسلام والتنمية. وأكد المصطفى في تصريحات صحافية أنّ انفصال السودان اذا وقع فسيكون كارثياً على الشمال والجنوب معاً، وأضاف انه يُعد هزيمة سياسية وفكرية للحركة التي سلخت حوالي عشرين عاماً في النضال من أجل سودان موحد على أسس جديدة. ووصف المصطفى من ينادي بالانفصال بأنه مرتد مائة بالمائة، وقال: اذا قال اي قيادي في الحركة أنّ الانفصال هو الحل للمشكلة فإنه يعتبر قد ارتكب خيانة بينة وهزم فكرة الحركة. وأضاف أن الحركة تتحمل تبعات أخلاقية عن الانفصال تتمثل في تخليها عن المهمشين غير الجنوبيين الذين حاربوا معها وناصروها، وأشار إلى أنه من حق السودانيين أن يسألوا الحركة التي تحكم الجنوب عن دورها في اقناع الجنوبيين بالسودان الجديد. وأكّد المصطفى أنّ قطاع الشمال سيعاني من تبعات مرارة الهزيمة السياسية إذا حدث الانفصال، وأضاف: الهزيمة ستجعل الكثيرين ينفضون وسيحدث انكماش للعضوية. من ناحيتها أكّدَت المفوضية القومية للاستفتاء، حياديتها في قضيتي الوحدة والانفصال، وقالت إنّها لن تتدخل وليست معنية بنتائج العملية سواء كَانت للوحدة أو الانفصال، وأضافت بأنها لا تملك حق التدخل في القضية، وحصرت مهمتها في إدارة العملية بطريقة آمنة وشفافة بصرف النظر عن الداعين للوحدة أو الانفصال، ووعدت بإتاحة الفرصة الصريحة للمنادين بالخيارين. وقالت سعاد إبراهيم عيسى عضو مفوضية الاستفتاء، عقب لقاء جمع أعضاء المفوضية مع سكوت غرايشون المبعوث الأمريكي للسودان بفندق السلام روتانا أمس، إنَّ غرايشون وعد بالدعم والمساعدة، وأشارت للصحَافيين الى أن أعضاء المفوضية سينخرطون في اجتماعات مُكثّفة لتحديد حجم الحاجة التي ترفعها للمبعوث الامريكي في اجتماع ينعقد قريباً، وأوضحت أن غرايشون دعا أعضاء المفوضية الى الإسراع للبدء والترتيب للعملية في أقرب وقت، فَضْلاً عن العمل (ليل نهار) لإنجاز العملية، وشَدّدَ غرايشون على ضرورة أن ترضي المفوضية الطرفين (الجنوبي والشمالي) وأن تنجز المهمة بكل صدقٍ وأمانةٍ وشفافيةٍ.