كمال حسن بخيت/الخرطوم 'القدس العربي': شَرعت الرئاسة السودانية في توجيه دعوات للقوى السياسية كافة، للمُشاركة في اللقاء التفاكري المقرر انعقاده السبت المقبل حول نزاهة الاستفتاء وأولوية الوحدة الطوعية. فيما وَقّع المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بجوبا أمس، وثيقة تتضمن المبادئ العامة لمفاوضات الشريكين حول المسائل الرئيسية التي ينبغي تسويتها لضمان انتقال سلمي بعد الاستفتاء على استقلال الجنوب. وأَكّدَ الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي، ترحيب حزبه وقبوله المشاركة عقب لقائه البشير أمس وقال للصحافيين، إنّ الحزب يُرحِّب بالفكرة وسيُشارك في اللقاء عبر مندوبين بالرؤى التي يراها وسيلةً صَحيحةً لضمان نزاهة الاستفتاء وترجيح كفة الوحدة الطوعية وتجنيب البلاد تجدد الحرب ورفض الإفصاح عن فحواها، وقال إنه سيعلن اليوم عن رؤيته حول القضايا المصيرية التي تواجه البلاد عبر مؤتمر صحافي، وألمح إلى أنّها تتجاوز الخلافات وتتفق حول المصالح القومية. ودعا المهدي القوى السياسية كافة للمشاركة في اللقاء، ولفت إلى أنّ القضية قومية، وأضاف: لا يجب خلط القضايا الخلافية بالقومية، وأعْرب عن أمله في تلبية الجميع الدعوة، سيما وأنّ القضية تخص المصلحة الوطنية العليا. وكان الرئيس البشير قد إلتقى أمس الأول في لقاء مماثل بمحمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي 'الأصل'، ووجّه له ذات الدعوة، ويتوقّع أن يلتقي اليوم محمد إبراهيم نقد زعيم الحزب الشيوعي لذات الغرض. إلى ذلك اتفق المؤتمر الوطني والحركة الشعبية على العمل من أجل إحلال سلام دائم أياً كانت نتيجة الاستفتاء. وأعْلن الجانبان في الوثيقة أنهما يشتركان في العمل من أجل (مستقبل مزدهر لجميع السودانيين، بدلاً عَن مستقبل مثقل بمحن الماضي). وقال مطرف صديق عضو وفد المؤتمر الوطني إنّ التوصل إلى إتفاق حول المسائل الاستراتيجية (يضمن نتيجة سلمية للاستفتاء - بغض النظر عن خيار أهل الجنوب). ورَحّب ثامبو امبيكي رئيس جنوب أفريقيا السابق الذي يتابع المباحثات ممثلاً للاتحاد الأفريقي بالتوقيع على الوثيقة، وقال: (هذا يبرهن التزام الطرفين بمناقشة هذه الرهانات بالجدية والإلحاح اللازمين)، واتفق الطرفان على استئناف المفاوضات في 27 يوليو الحالي. الى ذلك حذر دي ديشان مستشار الرئيس السوداني من أن قيام الاستفتاء تحت رعاية الحركة الشعبية لن يكون نزيهاً ولا عادلاً كما هو الحال في الانتخابات الأخيرة - على حد تعبيره - وأكّد أنّه لا يدعم الانفصال لأنّه يعني الطلاق بين طرفي الوطن الواحد، وتساءل عن جاهزية الدولة والإقليم والعالم لعواقبه. وشَدّد ديشان في ورشة عمل حول (مخاطر وتداعيات الانفصال) نَظّمها المركز العالمي للدراسات الأفريقية بقاعة الشهيد الزبير أمس، على أنّ المهم هو تحديد الهوية والأفضل أن يقول الناس إنهم سودانيون وليس غير ذلك في بلد متعدد الثقافات، ونبّه ديشان لوجود مشاكل وقتل في الجنوب، وحذّر من أن انفصال الجنوب سيخلق مشاكل داخله وسيقود لصراعات إقليمية. من جانبها، نَبّهت السفيرة فايزة حسن أحمد، إلى أن الحديث عن الانفصال والوحدة الآن عبارة عن عموميات دون الدخول في تفاصيل كل منهما وشرحه للناخب الجنوبي، وطالبت بأن يكون هنالك توضيح لتفاصيل الخيار المطروح ومخاطر وفوائد كل منهما. وأجمع المتحدثون في الندوة على دور الدول العُظمى ودول الجوار في عملية الوحدة أو الانفصال وتَأثيرها وتَأثُّرها بها، وأشاروا لتغيير الموقف الأمريكي من قضية الحفاظ على الوحدة إلى دعم الانفصال لأنّها كانت تعتقد أنّ نيفاشا ستحلل هيمنة المركز والحركة الإسلامية.