بعد تعثر وتأجيل متكرر بدأت مفاوضات الدوحة المرتقبة بين الحكومة وحركات دارفور المسلحة أعمالها يوم الأربعاء الماضي بجلسة افتتاحية ومشاورات تنسيقية, عقب التئام مؤتمر تمهيدي ل(المجتمع المدني الدارفوري) الذي أكد علي دور رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جان بينج, الذي يشارك في المفاوضات, بينما وصف رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني المناخ الحالي بالمهيأ أكثر من أي وقت مضي للوصول إلي سلام عادل وشامل في دارفور ومن ناحيته عبر الوسيط المشترك للاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة جبريل باسولي عن تقديره للجهود التي تبذلها قطر من أجل قضية السلام في دارفور في ذات المناسبة. وأمن نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي علي الدور القطري في المفاوضات وأشار رئيس الوفد الحكومي للمفاوضات د. أمين حسن عمر إلي تجاوب الحكومة مع كل الجهود الرامية لدعوات السلام في دارفور بما يسهم في تحقيق التنمية وزيادة الخدمات وتحسين الوضع الإنساني والأمني. وعقد الأربعاء اجتماعا ليوم واحد اشتركت فيه معظم الحركات الدارفورية وممثلون عن الحكومة السودانية, فضلا عن ممثلين من اللجنة الوزارية العربية المعنية بعملية السلام في دارفور واللجنة الدولية التي تضم الأممالمتحدة علي أن تنطلق المفاوضات الجدية بعد عيد الاضحي. مشاركة مفاجئة أكد عضو كتلة سلام دارفور بالمجلس الوطني محمد عبد الله ل(الرائد) مشاركة كل من حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور في جولة المفاوضات الحالية ويبدو أن هذه المشاركة جاءت بعد جهود عديدة لإشراك الحركات في المفاوضات منها الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية القطري لتشاد, وزيارتي مستشار رئيس الجمهورية د. غازي صلاح الدين لكل من انجمينا وباريس, ولقاؤه في الأخيرة بوزير خارجيتها برنارد كوشنير جيث بحث معه القضايا ذات الاهتمام المتصل بالعملية السلمية في دارفور ومنها بحسب المراقبين المطالبة بالضغط علي نور للحاق بركب المفاوضات وتشر بعض التحليلات إلي محدودية فرص لحاق الحركات المسلحة بمفاوضات الدوحة, وهذا ما نبهت إليه الوساطة مؤخرا بقولها بوجوب انطلاق عملية التفاوض وانضمام الرافضين إليها لأنهم لن ينتظروا إلي الأبد. مشاركة الحركات المسلحة من عدمها اعتبرتها المحاضرة بالمراكز القومي للدراسات الدبلوماسية د.نوال مختار عدم رغبة منها في التوصل إلي حل, وأضافت عدم اتفاق الحركات ومطالبتها بالنسبة للحكومة غير مقولة وغير منطقية, وعدت هذا السبب بجانب عدم الممارسة ضغوط كافية علي الحركات من قبل الوسطاء,عله لتعطيل المفاوضات في المواعيد السابقة, وزادت الحركات أيضا ليس لها أي اجتماع علي القضايا مع الحكومة مما يعطي فرصة للمناورة. إشراك المجتمع المدني سبق جولة المفوضات الحالية مؤتمر تمهيدي للمجتمع المدني الدارفوري في قطر, حيث أخري وزير الدولة للشؤون الخارجية بقطر احمد بن عبد الله آل محمود والوسيط الإفريقي المشترك جبريل باسولي محادثات بشأن الإعداد لمفاوضات السلام حول دارفور بالتشاور مع الحركات المسلحة وممثلي المجتمع المدني الدارفوري وأصدرت لجنة الوساطة بيانا يؤكد استمرار الوساطة في التعاون الوثيق مع كافة الأطراف المعنية والشركاء الدوليين مع كافة الإقليميين لتحقيق السام النهائي ووضع حد لمعاناة أهل دارفور. المشكلة التي برزت هي تحديد من هو المجتمع المدني الدارفوري, فالمجتمع المدني بحسي د. نوال لا يعبر عن الحركات و قالت ان الفهم الصحيح للقضايا يجب أن يكون بغير الاستغلال للسياسة والسلاح كما تفعل الحركات من باب المزايدات والانتقام لأن بعضها كان إسلامي التوجه, ولهذا لم تتوقع المحاضرة نجاح الجولة الحالية. واختلف محمد عبد الله مع د. نوال وأعرب عن تفاؤله بنجاح الجولة نسبة لمشاركة أكبر حركتين فيها مع المجتمع المدني المجتمع المدني خارج دائرة الحركات, وعموما هنالك قبائل في دارفور إذا مثلوا حقيقة فهذا عامل لنجاح المفاوضات وأكد عبد الله علي لبس مفهوم (المجتمع المدني الدارفوري) وانتمائه لأي من الحكومة أو الحركات, وهذا ما ذهب إليه أستاذ العلوم السياسية د. ادم محمد احمد بل وأشار إلي أن ليس مفهوم (المجتمع المدني الدرافوري) سيدفع بالحركات لرفض الشراكة في جولة التفاوض وقال ل(الرائد) لا أحد استشير من هيئات ومنظمات دارفور رغم توصية تقرير أمبيكي بأهميتها, وأمبيكي يعلم بهذا, لكنه يعاني من الضغوط الممارسة عليه ومقترحاته لم تأت من تلقاء لجنته. وأكد المبعوث الأمريكي للسودان اسكوت غرايشون في مقابلته الإعلامية الجمعة الماضية بالبيت الأبيض علي دور المجتمع المدني الدارفوري, ووصفه بالدور المساعد له دور في إيقاف العنف ضد النوع ويعمل علي تحريك دارفور من الوضع المظلم الحالي سريعا لكن غرايشون نوه إلي أن الدوحة لست هي المكان الوحيد للمجتمع المدني وأنها في المقام الأول للمحادثات ووقف إطلاق النار. وأشار غرايشون بدور المرأة والشباب في المجتمع المدني: لو ساعدنا علي تحسين الأوضاع النسائية فستتحسن الأوضاع, والشباب له دور في ذلك, ووعد المسؤول الأمريكي بدعم جولة الدوحة الحالية ومواصلة العمل والحديث والتواصل مع المجتمع المدني خلالها. وكانت مصادر ذكرت أن ممثلي المجتمع المدني لن يشاركوا مباشرة في مفاوضات السلام بل سينقسمون إلي مجموعات ويقدمون توصيات يؤخذ بها في المفاوضات وأقيمت ورش عمل في دارفور لاختيار هؤلاء الممثلين بهدف إشراك المجتمع المدني في عملية السلام, ليرسو الخيار علي نساء ومثقفين وممثلي جاليات في الخارج واعترضت فيما سبق حركة العدل والمساواة علي مبدأ مشاركة المجتمع المدني في محادثات مفاوضات السلام, رغم غيابه عن العملية السلمية. هل تنجح الوساطة؟ مع انطلاقة التفاوض, يبرز تساؤل مهم حول إمكانية نجاح الوساطة (القطرية والافروأممية) بعد المحاولات الفاشلة السابقة, وفي ظل تشكيك العديد من المؤولين في الاتحاد الإفريقي في مقدرة جبريل باسولي علي التعامل مع الأزمة, حيث تمثل في عدم تعاون رئيس (البعثة المشتركة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي في السودان) السابق رودلف أدادا معه, وخلاف رئيس لجنه حكماء أفريقيا للسودان ثابو امبيكي معه. (الرائد) حملت التساؤل لمحمد عبد الله فأكد عليه وأشار لصعوبات تتصل بالوساطة (القطرية والافرواممية), وطالبها ببذل المزيد من الجهد والتحرك والتنسيق لتوحيد المنبر التفاوضي والأجندة المبحوثة فيه كتباعد رؤية خليل ونور: لابد لباسولي أن يبذل مزيدا من الجهد والوساطة لم تبذل الجهد الكافي. وابدي د.ادم محمد أحمد تشاؤمه من نجاح الجولة الحالية: لا أري لها نجاحا, بسبب الاختلاف حول من هو المجتمع المدني الدارفوري ومقترح المحاكم المختلطة المرفوض من الحركات والتي بدورها ترفض التوحيد, واتهم المحلل الوساطة (القطرية والافرواممية) بالضعف, قائلا باحتياجها للتقوية بأن تلعب دول مثل الولاياتالمتحدة وفرنسا والاتحاد الأوربي أدوارا أكثر وضوحاً.