جولة جديدة تشهدها العلاقات السودانية الليبية بعد أن مرت بالعديد من المراحل التي حوت بداخلها العديد من التوترات ولم تخل من الصفاء، فقد نقلت صحيفة الرأي العام في عددها الصادر أمس عن قمة سودانية ليبية ستعقد بطرابلس اليوم بلقاء مشترك بين البشير والقذافي في زيارة تستغرق يومين وعلمت الصحيفة أن الزيارة جاءت بهدف بحث قضية السلام بالسودان وخاصة في دارفور وتطوراتها والتداعيات الأخيرة بالإقليم والتطورات على الساحة السودانية كافة تجئ هذه الزيارة بعد أن شابها شيء من التوتر بين طرابلسوالخرطوم إلى أن وصلت إلى مرحلة إغلاق الحدود بين البلدين من طرف الخرطوم وأبدت طرابلس تفهمها لهذا القرار في تصريح دبلوماسي لها وكانت الخرطوم قد أبدت استياءها لاستضافة طرابلس لخليل إبراهيم الذي تتهمه الحكومة بارتكاب جرائم في حق شعب دارفور إضافة إلى جرائم تتعلق بالإرهاب وغيرها من الجرائم التي نهضت في مواجهته أبان هجومه على أم درمان وأصدرت مذكرة اعتقال في حقه وطالبت البوليس الدولي ((الانتربول)) بإلغاء القبض عليه وتسليمه السلطات السودانية يأتي ذلك وهو موجود في جمهورية مصر العربية ليغادر هذه الأخيرة فوراً ويتجه الى تشاد التي طلبت منه مغادرة أراضيها فوراً وحاصرته في المطار ولم يتسن له الإقامة بها الا سويعات معدودة لينتقل بعدها إلى الجماهيرية الليبية لتكون محطته الأخيرة ولم تفلح كل الزيارات واللقاءات الماكوكية في إخراجه منها فقد زارها وفد أمني رفيع برئاسة مدير جهاز الأمن محمد عطا، ووفد دبلوماسي رفيع ووفود تترى بين الخرطوموطرابلس بيد أن جميعها لم تصل لنتيجة معينة أو بالأحرى أنها لم تحقق النتائج المرجوة منها وهي مغادرة خليل الأراضي الليبية ويري مراقبون أن هذه الزيارة التي يقوم بها الرئيس البشير إلى الجماهيرية تعد انفراجاً جديداً في شكل العلاقة بين البلدين لا سيما وإنها جاءت بعد أن التقي الرئيسان في قمة الساحل والصحراء التي أقيمت مؤخراً بتشاد والتي أعقبتها بعض التطورات على الساحة الأفريقية في أن غاب الرئيس البشير عن قمة كمبالا التي غاب عنها رغماً عن إعلان الدول الإفريقية رفضها لقرار المحكمة الجنائية الدولية بما في ذلك الجماهيرية التي أكدت موقفها الداعم للسودان تجاه القضية الجنائية. لكن القمة التي ستعقد بطرابلس بين الرئيسين يري المراقبون أنها ستكون ذات أهمية اكبر على الساحتين السودانية والليبية إضافة لما لها من تأثير متوقع على القضية الدارفورية التي لم يبتعد الدور الليبي عنها كثيراً بل أن بعض الأوساط لم تستبعد الدعم الليبي لبعض الحركات المسلحة وقد أكدت مصادر أن قوات مناوي حينما انقسمت من حركة عبد الواحد جاءت من ليبيا وهذا ما جعل المراقبون يربطون القضية بالدعم اليبي كما أن وجود خليل وبعض من قواته اليوم في الأراضي الليبية يؤكد ما ذهب المحللون بشان الدعم الليبي لها لاسيما وانها تقدم الإيواء لهم . الطابع الأمني ذكر بعض المحللين السياسيين والمراقبين للعلاقات السودانية الليبية انها تأخذ الطابع الأمني وقال المحلل السياسي أسامة زين العابدين في حديث له مع الحرة أن كل الزيارات بين البلدين ظلت تأخذ الطابع الأمني مبيناً أنه لا يوجد رابط اقتصادي قوى يربط بين البلدين نظراً لاتساع رقعة الصحراء الكبرى وعدم وجود طرق معبدة تربط بين البلدين. كما أن المجالات الاقتصادية لا تكتسب أهمية في ظل عدم وجود نشا\ اقتصادي مشترك بين البلدين لذلك فان كل الزيارات المتبادلة تأخذ الطابع الأمني وعند حفل تنصيب الرئيس البشير شارك وزير الدفاع الليبي، كما ان زيارة الرئيس البشير شارك فيها الفريق أمن محمد عطا مدير عام جهاز الأمن والمخابرات وهذا يؤكد ما ذهب اليه البعض عن شكل العلاقة . على كل فان زيارة الرئيس البشير للجماهيرية ينتظر المراقبون منها أن تضع خارطة طريق جديدة للعلاقات السودانية الليبية بعد أن شاخت ثم فترت والتي تشكل القضية الدارفورية ركناً رشيداً منها كما أن متطلبات خليل إبراهيم بشان منبر الدوحة في إشارة منه لإقامة منبر في طرابلس أمر يستحق المناقشة فهل ستنجح هذه القمة في طي هذه الملفات أم أنها ستكون امتداداً لسابقاتها؟. نقلاً عن صحيفة الحرة 4/8/2010م