بعد شهور على انتهاء الانتخابات العراقية لا تزال ازمة تشكيل الحكومة تراوح مكانها رغم كل الجهود الأميركية المبذولة للحل،والواضح ان التدخلات الأميركية الحثيثة لن تستطيع وحدها ايجاد حل ولا حتى مشروع للحل يرضي جميع الكتل العراقية المتنافسة على السلطة. اما في الجانب العراقي فإن تمسك كل كتلة بشروطها يزيد الأمور تعقيدا ويشير الى أن حل أزمة تشكيل الحكومة ما زال بعيدا، خصوصا أن التطورات الجارية تدل على ان العراقيين والى جانبهم الأميركيون ليسوا وحدهم من يلعب على الساحة العراقية بل هناك جهات اقليمية أخرى لها تأثير كبير على بعض الأطراف العراقية،وهذا ليس تحليلا وانما يستند الى اعترافات العديد من المسؤولين العراقيين، وبالتالي فإن التدخلات الخارجية الدولية والإقليمية هي من ستوجد في النهاية الحل للمشكلة ذلك الحل الذي قد لا يخدم المصلحة العراقية ولا مصالح الكتل وانما سيكون حلا يأخذ بعين الاعتبار مصالح الجهات الخارجية، اما بالنسبة لأبناء البلد الغارق في التوترات السياسية والأمنية فسيكتفون بإعطاه موافقتهم على الحل الموضوع لهم لأسباب كثيرة يكفي ان تكون الرغبة بعراق آمن ومستقر بلا مفخخات وقنابل واغتيالات على رأسها.وهنا لا بد من الإشارة الى أن وعد العراقيين ولو بطريقة مبطنة وغير مباشرة باستقرار نسبي وليس كاملا ربما يكون من اهم الأسس التي سيعتمد عليها الدوليون والإقليميون في وضعهم لحل الأزمة العراقية. فشل الأطراف العراقية في التوصل الى حل ازمة تشكيل الحكومة واعترافات تلك الاطراف بمدى التأثيرات الدولية والإقليمية في الحل والاتهامات المتبادلة بين اعضاء الكتل بالرضوخ للخارج والتبعية الإقليمية وغير الإقليمية وايضا فشل الحراك الأميركي المكثف في المساعدة على ايجاد «الحكومة المنتظرة»، والأهم الرسالة السرية التي ارسلها الرئيس الاميركي باراك اوباما الى المرجع الشيعي في العراق السيد علي السيستاني طالبا مساعدته في البحث عن الحل، كل هذه الأمور تشير الى ان الأميركيين قد اضافوا فشلا آخر الى قاموسهم وهو الفشل السياسي الذي ولد من رحم الفشل العسكري بطريقة تدفع الى القول بأن المؤثرين في الساحة العراقية هم من يملكون القدرة على تغيير المعطيات ميدانيا، وحتما ان من يملك الميدان والقدرة على تغيير المعطيات على الارض في العراق ليس الجيش الأميركي. المصدر: الوطن القطرية 10/8/2010