يفرض موضوع تسليح الجيش اللبناني نفسه بقوه، على طاولة مجلس الوزراء غدا، وعلى اجتماع هيئة الحوار الوطني بعد غد، فيما شدد مصدر عسكري روسي على استمرار بلاده دعم الجيش اللبناني بكل طلباته دون شرط، ووفق القوانين الدولية المعروفة. وقال المصدر: نحن جديون عندما نرى أن الدولة اللبنانية جدية في تطوير قدرات الجيش، مذكرة بالهبات الروسية المقدمة للبنان والتي تضمنت مقاتلات نفاثة من طراز «ميغ29»، قبل أن يتم استبدالها بمروحيات «24إم.آي» بطلب مباشر من الرئيس ميشال سليمان. وأوضح أن طياري سلاح الجو اللبناني سيبدأون تدريباتهم في موسكو مطلع العام الدراسي الروسي، تمهيدا لتحديد موعد تسليم المروحيات، معلنا لموقع «ناوليبانون»، عن استعداد موسكو لدرس أي طلبات تسليح تأتيها من الحكومة اللبنانية لدعم وتجهيز الجيش، لافتا الى أن هذا الأمر سيكون جزءا أساسيا من محادثات رئيس الحكومة سعد الحريري خلال زيارته المرتقبة الى موسكو بعد شهر رمضان. وبقي السجال دائرا حول القرائن والمعطيات التي قدمها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، حول اتهام اسرائيل بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري الا ان رئيس الحكومة ظل معتصما بالصيام عن إعطاء رأي حاسم وواضح في هذا الموضوع، داعيا الى ضرورة التهدئة والارتقاء بالخطاب السياسي من درك السباب والتخوين والتكذيب الى الكلمة الطيبة، كما ارادها الرئيس الراحل. وطالب حزب الله بضرورة استدعاء ومحاكمة شهود الزور لكشف مشغليهم، داعيا الى تشكيل لجنة لبنانية لمتابعة ملف المحكمة، وأكد الوزير محمد فنيش ان تجاهل شهود الزور يطعن بمصداقية من يدعي أنه حريص على معرفة الحقيقة وكشف المجرمين والوصول الى العدالة. وقال: يجب التعامل مع هذه القضية بجدية، لمعرفة مَنْ مِنْ هؤلاء الشهود والجهة التي تقف وراءهم والأشخاص، ومن له هدف في أن يضلل التحقيق طيلة أربع سنوات، وإبعاده عن مساره الصحيح ورأى أن قرائن نصر الله تصل الى مستوى وضع إسرائيل موضع الإدانة إلا أنه إذا تم التعامل معها بجدية. ولفت فنيش الى أن العدو الإسرائيلي عاجز في الميدان عن المواجهة رغم المناورات والاستعدادات، حيث أن تهديداته لا تؤثر قيد أنملة في الصميم وعزم المقاومين واستعدادهم وجهوزيتهم، وأنه سيخوض مواجهة أقسى بكثير من حرب يوليو من المقاومة إذا قرر العدوان. وأضاف: نحن لا نخشى تهديدات إسرائيل ونحن على يقظة من نواياها، معربا عن قلقه من الضغوط الخارجية المثيرة للانقسام، في ظل هذا الحجم من العملاء، مؤكدا الحرص على إبقاء لبنان منيعا بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة. وشدد رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك، على أن الحزب لن يقبل بتشويه صورة وسمعة المقاومة التي أعطت العزة والكرامة للبنان والعرب وكل الشرفاء في العالم، ورأى أن من واجبه أن يدافع عن نفسه عندما تكون الهجمة عليه من طريق المحكمة الدولية أو غيرها. وجدد يزبك المطالبة بتشكيل لجنة لبنانية لمتابعة ملف المحكمة، معربا عن استعداد الحزب لتقديم كل ما لديه للجنة في هذا الشأن، مشيرا الى عدم الثقة بالمحكمة، نتيجة استبعادها فرضية قيام إسرائيل بارتكاب جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ونتيجة أدائها ومسارها خلال السنوات الماضية، وتلاعب الإدارة الأميركية بها، مؤكدا أن لبنان ليس العراق ولن نقبل بإحداث الفتنة فيه. ورأى وزير الدولة يوسف سعادة، ان ردود الفعل على المؤتمر الصحفي للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، كانت تعليقات سخيفة وغير مقبولة الى حد أن البعض حاول المرافعة عن إسرائيل دون أن يدري، وقال: هناك خطأ فادح واستراتيجي وقعت فيه المحكمة خلال فترة التحقيق، سواء عن حُسن أو سوء نية. وأضاف: إذا ارادوا ان نعطي الثقة للحكومة، فيجب محاسبة الذين اخطأوا. وقال مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق: إن المعطيات بالصوت والصورة التي قدمها نصر الله صدمت إسرائيل وكشفت حجم ما تشكل من خطر على الاستقرار والأمن والسيادة في لبنان، وأشاد الى أن هذه المعطيات أعطت فرصة كبرى لتصويب مسار التحقيق وأي تجاهل لها يعني إصرارا على المسار الخاطئ وعلى مشاريع الفتنة الإسرائيلية، وأضاف: أن الذين يصرون على استبعاد فرضية اسرائيل يفضحون أنفسهم ويعمقون عزلتهم لأن إسرائيل باتت متهمة. وقال: إن معبر الخروج من مشاريع الفتنة الإسرائيلية، هو استدعاء الضباط والمسؤولين الإسرائيليين الذين حركوا شبكات التجسس، والذين اداروا «الأواكس» غرفة العمليات الجوية فوق سماء بيروت، واستدعاء شهود الزور مع مصنعيهم ومشغليهم، وهكذا نكون حمينا لبنان من أن تجره إسرائيل إلى الهاوية. المصدر: الوطن القطرية 17/8/2010