اذن هي حالة الثقة تسود بين الاحزاب السياسية تجول دون احداث توافق حقيقي حول الازمة السودانية وقضايا كثيرة عالقة في مقدمتها قضية الاستفتاء المثل السوداني القائل (جابو فزع بقي وجع) ينطبق علي ما يجري الان في الساحة السياسية من الدعوات التي ظلت تطلقها الاحزاب السياسية لضرورة الالتقاء والتفاكر حول قضية الاستفتاء ولكن لتقاطع الاجندة السياسية بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية واحزاب المعارضة اصبحت الطريقة التي تجمع اهل الازمة في حد ذاتها اشكالا واصبحت وجعا لقضية الاستفتاء التي تزداد كل يوم تعقيدا وبالتالي تحتاج بصورة اكبر لتوافق بين الاحزاب السياسية خاصة شريكي الحكم. اصل الحكاية هي دعوة اطلقها المؤتمر الوطني الشهر الماضي للقوي السياسية للقاء والاجتماع مع رئيس الجمهورية المشير عمر البشير من اجل التفاكر حول قضية الاستفتاء والخروج برؤية موحدة من شأنها ان تجعل الاستفتاء يجري في اجواء أمنة ورحبت قوي المعارضة تحالف جوبا بالفكرة من حيث الشكل لكنها رفضت المضمون وطالبت بضرورة اشراكها في وضع اجندة هذا اللقاء وان يشمل هذا اللقاء جميع القوي السياسية وان يتم اضافة قضايا غير الاستفتاء منها ازمة دارفور والتحول الديمقراطي ولكن المؤتمر الوطني اجل اللقاء الي ان جدده القيادي بالحزب البروفيسور ابراهيم غندور باعلانه بأن حزبه قدم دعوته للقوي السياسية للقاء مع الرئيس البشير ببيت الضيافة بالخرطوم وسيناقش اللقاء قضية الاستفتاء. الحركة تقاطع وسددت الحركة الشعبية ضربة موجعة للقاء المرتقب باعلانها مقاطعة هذا الاجتماع مرجعة هذا القرار لعدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه مع المؤتمر الوطني حول كيفية التحضير والقضايا التي ستتناقش واوضح بيان صادر منها ان اجتماع المكتب السياسي للحركة رأي ان اللقاء الذي دعا اليه المؤتمر الوطني سيعقد بنفس الطريقة السابقة وهو اقرب لاجتماع لقيادة المؤتمر الوطني منه لاجتماع مشترك بين القوي السياسية يمكن الجميع من تحقيق اجماع والخروج برؤية مشتركة واشار البيان لتأسف الحركة الشعبية لعدم تمكنها من المشاركة في لقاءات قادمة يحضر لها بطريقة جيدة ترضي جميع الاطراف. ويري البعض ان غياب الحركة الشعبية عن الاجتماع المزمع عقده سيترك اثرا بالغا وقد يضيف مزيدا من التوتر بين الشريكين خاصة في قضية الاستفتاء وان حضور الحركة مهم لانها تمثل ركيزة اساسية في عملية الاستفتاء وهي الجهة التي يجب الاتفاق معها علي ايجاد حلول للاشكالات التي تحيط بعملية تقرير مصير الجنوب. في سياق متصل قال الامين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر ان موقف حزبه تجاه المقاطعة لم يتغير وقال الشعبي لن يشارك في الاجتماع. وبرر المسؤول السياسي ل(الشعبي مقاطعة حزبه بعدم اشراكه في التحضير للاجتماع وجدول اعماله واعتبر ان المقصود من الدعوة الحشد السياسي قاطعا بان الاجتماع لن يخاطب اصول الازمة في قضية العلاقة بين الشمال والجنوب وسيكون مجرد كرنفال. اما الحزب الشيوعي فقد جدد تمسكه بقراره بمقاطعة هذا اللقاء لانه يمثل مهرجانا سياسيا علي حد وصف القيادي بالحزب صديق يوسف الذي قال ل(السوداني) انهم يدعون لعقد مؤتمر ينافس القضايا التي تهم الوطن وان يجري حوار عميق حولها بين مختلف الاحزاب السياسية وتخضع هذه القضايا لمختصين لوضع حلول للاشكالات وبعد ذلك يحصل اجماع سياسي بين القوي السياسية نتيجة هذا الحوار. وفي ذات الاتجاه جاء ايضا قرار حزب الامة القومي باعلانه مقاطعة الاجتماع وعزم رئيس الحزب الامام الصادق المهدي ارسال خطاب لمؤسسة الرئاسة حول قضية الاستفتاء وقالت القيادية بالحزب د. مريم الصادق ل(السوداني) ان قرار المقاطعة جاء نتيجة ان الاجتماع صار في وضع المناورة السياسية بين الشريكين في ظل الاستقطاب الذي وصفته بالخطير في قضية حساسة مثل الاستفتاء واشارت الي أن لقاء في ظل هذه الاجواء لن يخرج باشياء ايجابية ومن غير المفيد المشاركة فيه بجانب عدم اشراك الاحزاب في التحضير ووضع اجندة اللقاء. مشاركة الاتحادي الديمقراطي الاصل وفي ذات السياق اكد البروفيسور بخاري الجعلي القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل في حديث ل(السوداني) امس مشاركة الحزب في اللقاء التشاوري الذي دعت له الرئاسة لبحث قضايا الاستفتاء مشيراً الي ان الحزب يهدف الي المساهمة في حل قضايا السودان لتجنيب البلاد من المخاطر. (الوطني) يغضب وفي الضفة الاخري نجد ان المؤتمر الوطني قد اعتبر مقاطعة الاحزاب للقاء دعا له رئيس الدولة امرا غير مقبول ويمثل عدم نضوج سياسي من احزاب المعارضة وعدم احترام لرأس الدولة وقال القيادي بالحزب د. ربيع عبد العاطي في حديث ل(السوداني) ان هذه المقاطعة تعبر عن اختلال في التركيبة السياسية لهذه الاحزاب خاصة وان القضية محل النقاش الاستفتاء هي قضية قومية تهم جميع افراد الشعب السوداني واشار الي أن الحركة الشعبية وقعت في خطا اذا اعتقدت ان قضية الاستفتاء شأن يهمها فقط وانما هي قضية تهم وتؤثر علي السودان وحتي دول المنطقة. واعتبر عبد العاطي ان المشاركة في لقاء مهم كهذا واجب حتي يتم الخروج برؤية لاجراء استفتاء يرضي كافة الاطراف ويجب أن لا يتم التنازع بالقضايا الوطنية وادخال الاجندة السياسية فيها. ..........اذن هي حالة عدم الثقة تسود بين الاحزاب السياسية تحول دون احداث توافق حقيقي حول الازمة السودانية وقضايا كثيرة عالقة في مقدمتها قضية الاستفتاء التي تمثل قنبلة تتربص بمستقبل السودان والاغلبية تنتظر من الاحزاب السياسية ان تتوافق علي ازالة الخطر واعلاء شأن المصالح الوطنية. نقلا عن صحيفة السوداني السودانية 19/8/2010م