أدان مجلس الأمن الدولي الاثنين موجة الهجمات وحوادث الاختطاف التي تنفذها مجموعات مسلحة في مخيم (كلمة) للاجئين في دارفور الأمر الذي أدى إلى تفاقم التوترات هناك. وناقش المجلس الوضع في مخيم (كلمة) بولاية جنوب دارفور، والذي شهد تدهورا عقب سلسلة متلاحقة من الهجمات التي استهدفت أفراد مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي المكلفة بحماية اللاجئين. وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين، الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن للشهر الحالي، يؤكد أعضاء مجلس الأمن الحاجة إلى أن يكون المخيم منزوع السلاح وكذلك المخيمات الأخرى للنازحين داخليا في دارفور. وأضاف: انهم يدينون أى هجمات ضد عمال الإغاثة الإنسانية، وأفراد الأممالمتحدة في دارفور ويعربون عن قلقهم العميق إزاء حوادث الاختطاف والترويع. وأوضح السفير الروسي أن مجلس الامن دعا الحكومة السودانية إلى احترام التزاماتها بالسماح لأعمال الإغاثة بالوصول إلى المخيمات في دارفور بسهولة حتى يتمكنوا من القيام بعملهم و مساعدة اللاجئين. وقال دفع الله الحاج علي عثمان المندوب الدائم الجديد للسودان لدى الأممالمتحدة إلى أن الحكومة السودانية أعلنت أنها ستستمر في السماح لجميع المنظمات بتقديم الإغاثة لمعسكرات النازحين، وعن تعاونها التام. وأضاف: هنالك جهود مشتركة وثيقة بين ممثل الأمين العام ابراهيم جمباري في السودان مع السلطات المختصة أثمرت عن تأمين وصول الإغاثة إلى المعسكرات المعنية في دارفور. وهنالك رضا تام من المجلس وجميع أفراد المجلس وأعضائه عن التعاون الذي تم في الآونة الأخيرة فيما يتعلق بإيصال مواد الإغاثة وتأمين سلامة العاملين في اليوناميد. وأشار السفير السوداني الذي تحدث إلى الصحفيين في أعقاب الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الاثنين بشأن دارفور إلى العلاقة بين السودان والأممالمتحدة فوصفها بأنها وطيدة ووثيقة، وفقا لما ذكرته إذاعة الأممالمتحدة في موقعها الإلكتروني. وتابع: هناك تعاون مستمر بين السودان والأممالمتحدة. الأممالمتحدة تضطلع بدور مهم وتجد كل التعاون من حكومة السودان في هذا الإطار، خاصة بعد أن أعلنت الحكومة الاستراتيجية الجديدة لحل النزاع في دارفور. وهي تعني أن النزاع سوف يصل إلى نهايته بعد إشراك جميع الأطراف المعنية بدارفور، ومنها منظمات المجتمع المدني، والبرلمانات المنتخبة ديمقراطيا حديثا، ورؤساء القبائل. وأكد السفير السوداني أنه من غير الطبيعي أن يتم التوصل إلى اتفاق سلام شامل ومستدام دون إشراك جميع الأطراف في دارفور، مشيرا إلى أن الأممالمتحدة تعمل مع الحكومة في هذا الإطار. وكانت الأممالمتحدة أدانت الهجمات التي شنتها مجموعات متمردة أفريفية متصارعة ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة عقب اختطاف اثنين من مستشاري الشرطة في مخيم (كلمة). ويضم مخيم (كلمة) حوالي 82 ألف لاجئ. ويمنع عمال الإغاثة الإنسانية التابعين للمنظمات غير الحكومية ووكالات الأممالمتحدة من دخول المخيم من حين لآخر بسبب القتال. وأودى القتال الدائر في دارفور بين القوات الحكومية والعديد من المجموعات الأفريقية المتمردة منذ عام 2003 بحياة أكثر من 300 ألف شخص، وتحويل 2,5 مليون آخرين إلى لاجئين. المصدر: القدس العربي 25/8/2010