دعوة غربية تلك التي اطلقتها الحركة الشعبية لترحيل النازحين من الاقاليم والولايات الجنوبية في الشمال ولو كانت عبارة الملصق او اعلان الصحفي تقول للنازح الجنوبي بالشمال (عد الي وطنك) لكانت العبارة اخف قدرا من تلك. الهواجس التي باتت الي حقيقة فاضحة وهي عنصرية الحركة الشعبية ووضوح نهجها الانفصالي بصورة لم يعد من الممكن تلبيسها بلا من القول وسقط من المبررات لم تعد قيادات الحركة في حاجة للتواري خلف تصريحاته أو اسباغ نوع من المداهنة السياسية أو لعب ادوار هنا للخروج بمكاسب أكبر. في ظني واعتقادي الخاص ان الحركة الشعبية حركة عنصرية ومزاجية وانفصالية ولكن لن تجد من الجرأة والشجاعة ما يجعلها تفتح الباب واسعاً امام انفصال الجنوب وتوصيت الجنوبيين للانفصال أو الاستقلال كما يحلو لبعض عنصرييها التلفظ بذلك سبباً بسيط وهي عدم قدرتها علي مواجهة التحديات الجنوبية لدولة مقدما يمكن القول بفشلها وجعلها نموذجا لدولة فاشلة وبدائية. وخذوا هذا الكلام بكل ابعاده تريد الحركة من الشمال دفع فاتورة الحرب والسلام وتحميله تبعة تمرد الجنوبيين علي كل الحكومات الوطنية منذ الاستقلال وحتي الان برغم انف نيفاشا التي نقلت لنا التمرد للداخل... كثير من قيادات الحركة العنصرية لا تحس بالانتماء لوطن اسمه السودان وتري فيه وطناً للجلابة والعرب والمسلمين وهي في اجندة الغربيين والمتعلمين خسارة كبيرة وهي اكبر خميرة عكننة تمر علي حكومة البشير منذ الانقلاب علي العهد الحزبي ولذلك لابد من وجود الحركة في الشمال والجنوب وايقاظها للنعرات العنصرية التي يمكن لها أن تهدم وطن بحجم السودان ولا احتاج هنا لحشد الامثلة فهي ظاهرة وحاضرة في مجالس الشماليين ساسة ومواطنين. لذلك لن يهدأ لها بال حتي المعبد علي راس الوطن وبصراحة كده ستعمل علي ان تخربها وتقعد علي تلها (لا محالة) ان استطاعت لذلك سبيلا.. اذا فلا غرابة أن تطلق مثل هذه الشعارات المحرضة (عد لوطنك لتختار والابقي تعديله.. عد لتجبر علي الاختيار). نقلا عن صحيفة الحرة السودانية 31/8/2010م