قرار جيد وفي توقيت صائب، ذلك الذي اتخذته مفوضية الانتخابات بتمديد فترة التسجيل للناخبين إلى سبعة أيام تبدأ من الأول من ديسمبر إلى السابع منه، وتعديل تاريخ الاقتراع من الخامس من ابريل 2010 إلى 10 ابريل 2010، مما يتيح فرصة وزمناً أوسع لعملية التسجيل للانتخابات، وهي المرحلة الأهم، والتي تحتاج إلى حملة وتعبئة قوية من كافة الأجهزة، والهيئات والمؤسسات والمنظمات ذات الصلة بالتحول الديمقراطي، واشراك غالبية أهل السودان ليدلوا بأصواتهم في صناديق الاقتراع ليختاروا رئيساً للسودان، ونواباً للبرلمان الاتحادي، وولاة أو رؤساء حكومات للولايات ونوابا لمجالس الولايات، انها الانتخابات العامة الأخطر في تاريخ السودان، توازي في أهميتها أول انتخابات عامة أجريت في عام 3591م لأول برلمان منتخب وبالتالي أول حكومة وطنية منتخبة. مصدر الارتياح لسلامة قرار المفوضية القومية للإنتخابات لمد فترة التسجيل، انني سمعت من لجنة مركز التسجيل في الرياض وسط بطء وضعف الإقبال على التسجيل في حي يفترض انه يضم من يصنفون بأنهم أهل خبرة ودراية وتجارب، وعلم وتعليم، وقد نقلت هذه المعلومة المحزنة لاخوة وجيران في حي الرياض، وفوجئت ان بعضهم لا يعرف موقع التسجيل، والبعض فوجئ فعلاً أن موعد الانتخابات العامة اقترب، والبعض الآخر اعتبر ان ذهابه وتسجيله لاسمه، ثم الادلاء بصوته لا يقدم ولا يؤخر، ولأننا نخوض الحراك اليومي في الحياة اليومية ونعيش صميم ما يجري فيها وبوجه خاص السياسة وتفاعلاتها، فقد ادركت حقيقة ومعي غياب المعلومات، والشحذ والتعبئة والتحفيز الحيوي الايجابي، واستبان بوضوح ان التعبئة الاعلامية للتسجيل، ليست اسهماً واشارات واستفهامات في الاذاعة والتلفزيون انما هو الافتقار إلى رؤية وخطة ودفع قوى في كل الاتجاهات بحيث تكون الانتخابات العامة الحاسمة والفاصلة هي قضية الساعة، في البيت والحي، والقرية والمدينة وكل موقع وكل مكان، ويتعين ان تصحو الاحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني من غفوتها، وسباتها واسترخائها في حراك وطني نشط للتوعية والتعريف بالتسجيل والانتخابات، لان معيار الوعي والنضج السياسي في كل بلد يستند إلى معدل التسجيل فكلما ارتفع المعدل حسب ايجابياً ولافتاً، لقد شهدت أول انتخابات عامة في السودان قبل أكثر من نصف قرن اقبالاً واسعاً وقوياً من المواطنين في الارياف والمدن، كانوا يقطعون اميالاً طويلة ويسعون إلى مراكز التسجيل مشياً على الأقدام، لا سيارات ولا بصات، ولا مياه شرب، ويعود فضل ذلك إلى قدرة وتعبئة الاحزاب السياسية وقياداتها ورموزها حيث كانت الليالي السياسية تعبىء الجماهير بالحماسة والانتماء الوطني ليسجلوا اسماءهم وليصوتوا لمن يريدون ان يمثلهم، ولعله في اطار التعبئة والتوعية بالعملية الانتخابية، ان تكون المحاضرة الأولى في كل جامعات ومعاهد السودان عن هذه الانتخابات المهمة والفاصلة وعن التسجيل باعتباره واجباً وطنياً يتعين الاضطلاع به، ليكون بمقدور كل طالب وطالبة التصويت في الانتخابات لأنهم جميعاً وبدون استثناء لم تسبق لهم تجربة التصويت أو المشاركة في الانتخابات، وربما يجوز الاقتراح للمفوضية القومية للانتخابات لانجاح عملية التسجيل واشراك جيل جامعات السودان وهم يمثلون رصيداً كبيراً، ومهماً ارسال فرق للتسجيل في الجامعات، ان في جامعة الخرطوم وحدها أكثر من «03» ألف ناخب وناخبة، وكذلك في جامعة النيلين، وجامعة السودان، والجزيرة وجوبا وام درمان الاسلامية، ان في جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا نحو «0003» طالب وطالبة، هؤلاء يشكلون رصيداً معتبراً يجب تشجيعه والوصول إليه. نقلاً عن صحيفة الرأي العام السودانية 25/11/2009م