(لا يُفتى ومالكُ في المدينة).. مقولة تأتي على شاكلة أن آل البيت هم أدرى بالتعبير عن ماضيهم وقراءة مستقبلهم، وسلاطين الولايات الجنوبية الذين جمعهم إفطار رمضاني بمقر النادي الوطني (الأحد) الماضي كفانا وكفى كثيرون الخوض في التبصير والتنوير بما يحمله التاسع من يناير من العام المقبل إعلان انطلاق صافرة التصويت ما بين بقاء السودان دولة واحدة أو شطر شماله عن جنوبه، ولم يخفِ السلاطيِن من التنبيه والتأكيد بأن مواطن الجنوب لو اختار الانفصال عن الشمال فإن دول الجوار لن ترحمه بحسابات منطقية، وقليل الحصافة يقرأ كيف أن بعض الدول تنتظر فرصة فصله للظفر بموارده ومساحته والتحكم في قيادة الدولة التي لن تجد وقتها نصيراً لها، ومن هنا جاء تنبيه رئيس المجلس الأعلى للسلام والوحدة بالإنابة بول ليلي للقيام بنفرة للوحدة التي دعا لها الرئيس البشير واعتبرها مسئولية الجميع للحفاظ على البلاد من التشرذم والتمزق، داعياً السلاطين الجنوبيين بمختلف انتماءاتهم للعمل للوحدة وتقرير مصيرهم من الخرطوم، وقطع ليلي في إفطار جهاز الأمن والمخابرات الوطني بوحدة محلية جبل أولياء لسلاطين الولايات الجنوبية بولاية الخرطوم تحت شعار (لا عاش من يفصلنا) برعاية وتشريف رئيس دائرة أمن ولاية الخرطوم اللواء محمد مختار، قطع أن تصويت الجنوبيين للاستفتاء عبر ترحيلهم للجنوب غير وارد، وقال: إن الجنوبي إذا أراد التصويت للانفصال فعليه التصويت من الخرطوم، وأضاف أن مستقبل الجنوب يصنعه خريجو الجامعات السودانية، وخريجو كينيا ويوغندا، مؤكداً أن نسبة (120%) من الجنوبيين الموجودين بجبل أولياء سيخرجون للتصويت للوحدة. فيما أكد معتمد محلية جبل أولياء محمد بريمة أن من يُحكّم ضميره لن يفكّر في الانفصال، معتبراً لجوء الجنوبيين للشمال ناتج عن قناعتهم أنهم جزء أصيل من السودان، داعياً السلاطين وكل مكونات المجتمع للعمل والتواصل للتبشير بأهمية الوحدة، ناصحاً قيادات الحركة الشعبية بإعطاء الجنوبيين الحرية في تقرير مصيرهم. وأوضح بريمة أن تلت الجنوبيين بالخرطوم موجودين بمحلية جبل أولياء، وأبان أنهم لا يريدون تالف أو ساقط في التصويت للوحدة، ودعا الجنوبيين إلى التحرّك دون توجس، وقال: إن الإفطار ولقاء السلاطين يحمل طعماً خاصاً لكونه كسر الحواجز بين جهاز الأمن والمواطن، داعياً رئيس دائرة أمن ولاية الخرطوم اللواء محمد مختار لأن يواصل الجهاز إقامة مثل هذه المناسبات على مستوى الولاية ليكون الاحتفال بالوحدة بقرى السلام، واعداً بإقامة نادي للسلاطين بجبل أولياء، ومثمناً في ذات الوقت دور جهاز الأمن في حسن تنظيمه للإفطار ومحافظته على أمن البلاد من الاختراقات، مؤكداً بأن النظرة للجهاز والفوارق انتهت، ولكن تكمن الحاجة لتقارب أكثر. وقال نائب الدائرة (50) المجلس التشريعي فيلب طوني: إن الانفصال يعني ذهاب المواطن الجنوبي لدول الجوار وبقائه في حالة يرثا لها. وأشار إلى أن الإنقاذ تميّزت عن باقي الحقب في كونها استطاعت أن تتعايش مع كافة الأديان، واستشهد بمواصلة وتوجيهات الرئيس المستمرة بمواصلة المسيحيين في مختلف مناسباتهم. وأبان فيلب أن الإنقاذ تميّزت بأنها بدأت بشعار (لا إله إلا الله) و(هللويا) وأنها رسخّت القيم الحميدة، مؤكداً أنهم يعيشون في وحدة جاذبة ينبغي العض عليها بالنواجذ، وإن من يريد فصل الشمال عن الجنوب ف(الويل له). وأرسل فيلب رسالة للسلاطين مفادها (إنكم ورثتم السودان موحداً، وأنه عليكم التمسّك ببقائه موحداً). وأكد رئيس مجلس سلاطين جبل أولياء وين جكوب اكوين أن المرحلة القادمة هي مرحلة السلاطين للحفاظ على الوحدة وقال: لو أردنا الانفصال لما جئنا للشمال، واعتبر الوحدة امتحان لتفويت الفرصة على بعض دول الجوار التي تنتظر فرصة الانقضاض على الجنوب، وجزم بالمحافظة والوقوف مع الوحدة وعزا محافظتهم عليها للطبيعة المتسامحة والمتعايشة التي وجدوها من الشمال إبِّان الحرب، وتساءل جكوب قائلاً: الشمال لم يحسسنا أننا غرباء لنأتي فهل يمكن لواعي أن يفوّت فرصة التمسك بهذا النسيج، وهذه اللُحمة المترابطة، وأكد جكوب أن محلية جبل أولياء تمثل ركناً من أركان الوحدة. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 7/9/2010م