رغم أنهم أطفال لم يخالفوا القانون, ولم يرتكبوا أي ذنب أو جريمة, ويصنفون كلاجئين جاءوا من السودان واريتريا فإن السلطات الإسرائيلية وضعتهم في سجون عتاة المجرمين. وذلك حتي يتم البت في أمرهم, وألقت مسئولية رعايتهم علي عاتق إدارة السجون بدلا من وزارة الرفاه المنوط بها مثل هذه الأمور, وبسبب البيروقراطية فإن هناك أكثر من90 طفلا سودانيا واريتريا تتراوح أعمارهم بين13 و17 عاما موجودون في سجن جفعون في الوقت الذي تتوافر فيه أماكن إقامة في بيوت الضيافة, وفي عنبر رقم6 تجد هؤلاء الأطفال وقد تمددوا علي أسرة من دورين داخل الزنزانات كل منهم شارد الذهن لا يدري ما هو مصيره, الجدران مليئة بكتابات ورسومات للسجناء الذين كانوا هناك قبلهم. أحد الأطفال كتب علي جدار زنزانته يقول: أريد أن أري أمي مرة أخري, وهؤلاء الأطفال السجناء لا يتحدثون كثيرا, لكن ما يخطونه أو يكتبونه علي الجدران يعبر بصدق عما يجول بخاطرهم وعن اشتياق كل منهم لوالده ووالدته, وعلي جدران الزنزانات تجد أيضا رسومات وأرقام تليفونات وعبارات بالانجليزية مثلERITREASWEETBUTNOEAT وعنبر6 الخاص بصغار السن في سجن جفعون بمنطقة معسياهو يضم بين جنباته أطفالا لم يقدموا لأي محاكمة يقفون صباح كل يوم في طابور لإحصاء عددهم, وقد سمحت إدارة السجون الإسرائيلية لمحررة صحيفة معاريف ليئات شيلزينجر بلقاء هؤلاء الأطفال والتحدث معهم تقول المحررة: في يوليو2009 قررت السلطات الإسرائيلية نقل مسئولية استيعاب هؤلاء الأطفال ورعايتهم الي إدارة السجون رغم انهم غير مذنبين, ولا يوجد أي سبب لحبسهم حيث اصبحوا نزلاء ولشهور طويلة في مكان مخصص للسجناء الجنائيين ولا يلائم استقبال الأطفال مطلقا وهنا كما تقول المحررة ضاعت المسئولية بين الوزارات الإسرائيلية التي تلقي كل منها بالمسئولية علي الأخري, وفي النهاية وللتخلص من هؤلاء الأطفال تم إلقاء مسئوليتهم علي إدارة سجون غير المؤهلة لمثل هذه الرعاية, والأطفال يمكثون في الزنزانات المغلقة نحو16 ساعة يوميا, في كل زنزانة ستة أطفال يتكلمون فيما بينهم من خلال الأسلاك أو ثقوب الأبواب الحديدية, وحينما طلبت المحررة التحدث معهم قفزوا جميعا من فوق الأسرة ووقفوا في طابور كل منهم يريد أن يروي قصته, يقول أحدهم ويدعي إيكالو14 سنة, لا توجد لي عائلة هنا لقد حضرت لإسرائيل بمفردي غادرت المنزل بدون أي شيء ودون أن يكون معي نقود وأشعر بقلق علي والدي ووالدتي, وفي سجن جفعون توجد غرفة تستخدم كفصل دراسي يتعلم فيه هؤلاء الأطفال اللغة العبرية, وبين الأطفال السجناء توجد ست فتيات يجلسن بمفردهن في عنبر النساء وهن يحصلن علي عدد ساعات تعليم أقل من الأطفال الذكور, وفي سجن جفعون يوجد أيضا فناء للتنزه وهو عبارة عن غرفة صغيرة لها سقف علي هيئة شبكة حديدية, وغير متاح ممارسة ألعاب الكرة أو أي أنشطة بدنية, النشاط الوحيد المتاح للأطفال هو الرقص والغناء باللغة التيجرية التي تستدعيها ضابطة التعليم من الانترنت.. أما الألعاب والملابس والأحذية التي يستخدمها الأطفال تأتي من بعض المتبرعين, وأثناء الاحتفال بأعياد ميلاد هؤلاء الأطفال يتم غناء أغنية عيد الميلاد باللغة العبرية. وجزء من الأطفال يصل إسرائيل مع والديه لكن الغالبية منهم يأتون بمفردهم, وعلي مدي السنوات الخمس الماضية دخل إسرائيل500 طفل من هؤلاء بمعدل100 طفل كل عام يوجد منهم اليوم في السجون نحو90 طفلا, والأطفال أقل من12 عاما يتم ارسالهم للاقامة مع بعض الأسر الإسرائيلية عن طريق وزارة الرفاه. المصدر: الاهرام 22/9/2010