التأم شمل العرب «استثنائياً» في سرت الليبية فوحدتهم قاعة الاجتماعات الكبرى التي احتضنت 15 زعيماً عربياً أملاً في أن تكون جمعتهم انطلاقة تفعيلية لعمل عربي مشترك بهيكلية جديدة, تخترقها الأولويات والمشتركات والقضايا الكبرى التي تحدد مصير الأمة. سورية كما هي دائماً كانت في هذا الشأن فطرحت إنشاء فضاء عربي واسع يتشارك العرب بمفرداته الصغيرة والكبيرة بدءاً من حرية تنقل الأشخاص والبضائع مروراً بتفعيل المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي والارتقاء به إلى مستويات أعلى من حيث التمثيل. انبثقت رؤية سورية من تاريخها القديم الحافل بدعوات مماثلة لوحدة عربية اقتصادية واجتماعية تنقل العرب إلى واجهة أكثر تحصيناً وتنتشل القضايا المصيرية من وحول التشتت وتفرضها بقالب نظيف من تجاوزات لوثت ما كان يجب أن يبقى طاهراً. قواعد تشكيل أرضيات صلبة إذا ما اتفق عربياً على إعطائها طابعاً قانونياً محكم القواعد والضوابط لا يترك منفذاً للمشككين بواقعيتها لإقحام أنفسهم في مجتمع متوحد حول تفاهماته وقيمه. الآمال تغزو قلب الشارع العربي بإمكانية نصرة قضاياه السياسية والاقتصادية فهو ينتظر بارقة أمل تمحو وعوداً كبيرة أطلقت من قمم عربية ثم ذهبت أدراج الرياح كما ينتظر إنتاج وحدة عربية تطول أقطاب المجتمع العربي بكامله, ما يجعل المعضلات كافة قابلة للحل داخل حدود الوطن العربي دون إتاحة الفرصة لغرباء يسعون فقط إلى تعميق الانقسام وتغذيته. بانتظار كلمة الفصل سواء في سرت أو فيما يليها, تبقى الاستثناءات الكبرى منوطة بالرغبة الصادقة بإحلال عمل جاد يمحو سنوات من العبث بمفردات العمل العربي المشترك, ويترك الباب مفتوحاً أمام تقنية شاملة لكل مفصل في هذا المجال. قد يبدو موعد القطاف ليس بقريب لكن الآمال الإيجابية تقفز إلى الأمام لتكوّن مدخل تفاؤل لعمل عربي موحد الرؤى والأفكار وتعمل تحت مظلته مؤسسات تتجاوز كونها جزءاً من صورة لا تتحرك. المصدر: تشرين السورية 10/10/2010