استاذ.. هاك البلد العجيبة دي.. لتعرف لماذا لن نهلك ابداً. اختنا في ام دوم تذهب الي السعودية قبل شهر.. وابنتها صبية في الطاشرات تتعلق بها وتصحبها.. والصبية تنظر انت اليها فلا تدري ايها يأخذ فؤادك.. ضوء في وجهها ام ضوء في روحها. والصبية تموت هناك.. ماتت صباح العيد.. وصلى عليها تحت الكعبة مليون حاج. المدهش ليس هذا. المدهش هو ان امها جاءت من السعودية في اليوم التالي وجعلت المعزين يشربون العصائر المثلجة.. ثم؟! ثم انطلقت عائدة لتكمل حجها..!! ديل اهلي. ويل .. هم من يريد منهم عرمان ان يتبعوا باقان وسلفا..!! والمشهد بطرفيه الان معاً هو مشهد السودان كله اليوم.. انتخابات وخيار ولمة وبلا لمة!! وعن الانتخابات واقوال الحركة ومطالبتها بكل شئ.. وتهديدها بكل شئ تضج صحف امس. والحركة ترهن تعاونها باجازة قوانين قدمتها للبرلمان.. وقبل العيد بايام نفضح هنا كيف ان الاجتماع السري للحركة في الخميس الثاني من شهر نوفمبر تقول الحركة همساً (ان القوانين السبعة هذه ان هي اجيزت انهدم الشمال .. لهذا يجب ان نصر عليها). و..و. لكن ما لا يحتاج الي قلم ليفضحه هو موقف الحركة الآن. الحركة التي تطلب التسجيل الي درجة ان سلفا يسجل اسمه في جوبا ويدعو الناس. والحركة التي ترفض التسجيل الي درجة ان الجيش يقتل الناس حتى يبتعدوا عن مراكز التسجيل. و..و.. موقف الحركة الحقيقي .. الحقيقي .. الحقيقي .. الذي تكتبه باصابع يدها وتضع عليه توقيعها هو خطاب غريب جداً. وهاتف من الجنوب يحدثنا امس (ISAAC..CHECK YOUR E.MAIL) (اسحق .. افتح بريدك). ونفتح بريدنا لتقع اعيننا على اغرب شئ. خطاب رسمي جداً .. ترسله شخصية رفيعة جداً .. الي شخصيات رفيعة جداً .. وبه اغرب الاوامر .. وبه فضح لحقيقة ما يرقد في فؤاد .. وفي مخطط الحركة. والخطاب نعود اليه صباح الاحد. لكن ما يرسم حقيقة هروب الحركة من الانتخابات هو (حقيقة) حادث اغتيال وزير الزراعة الذي وقع قبل اسبوعين. الوزير / الذي هو الرجل الثالث في الحركة / يتجه الي منطقته (اوربا) التي تقع بين ياي .. ولاينا.. يطلب من حاكم المنطقة هناك ان يحول تسجيل المواطنين هناك الي (ياي) .. منطقة نفوذ كواجي .. الوزير. الرجل حريص على التسجيل لان التسجيل يعني الفوز. والمقعد في السلطة. ومدير المنطقة حين يرفض الامر الغريب هذا يجد نفسه تحت اصابع الجنود.. يربطونه بالحبال الغليظة ثم يلقون به في صندوق عربة. وهنا يبرز الوجه الآخر. المواطنون الذين يشهدون ما تفعله الحركة - والذين امتلأت بطونهم بالف حادث وحديث مشابه - يجدون ان الحديث لم يعد ينفع. والمواطنون هناك يقيمون كميناً لموكب الرجل .. ويتركون ست عربات تعبر حتى اذا جاءت عربة كواجي انهال عليها بالرصاص. والناس هناك الذين اعتقلوا كواجي ليومين كاملين يحدثون القوات التي ارسلها جوبا لطحن المواطنين بالميكروفون ليقسموا بكل معبود ان القوات هذه لا تصل الي كواجي الا وهو جثة .. فأقتربوا .. او يتعدوا .. وابتعدوا. القصة تصبح بيان بالعمل (للحب) الذي تحمله صدور الجنوبيين الان للحركة. وفي جوبا الان لا يستطيع احد ان يرفع صوته بصيحة الحركة الشهيرة (SPLA -OOYAY) لان الناس حرفوها لتصبح (SPLA-WACLA -LAY) ومعناها بلغة النوير (هل الكذاب هو انت؟!). الحركة اذن تحرص على التسجيل الي درجة (الموت). وتهرب من التسجيل الي درجة قتل الناس.. وما يحمله هذا من معنى هو ما يفضحه الصادق المهدي دون قصد.. فالرجل يقترح على الناس ان ينتظروا اعلان قرار الاحزاب حتى الثاني عشر من الشهر هذا (بعد نهاية التسجيل بيوم) .. لينظروا .. فان كان التسجيل يوحي باكتساح الحركة للانتخابات اشتركوا فيها .. وان تكن الاخرى اعلنوا مقاطعة الانتخابات. (2) وكان الظن ان نكتب اليوم عن عودة حسن برقو.. وما تعنيه. فالسيد برقو - الذي يخرج مصارماً متهماً - كما تقول الاشاعات ثم يعود عبر مطار الخرطوم وعبر مانشيتات الصحف انما تعني عودته ان الرجل / الذي يشغل شقيقه منصباً رفيعاً جداً في حكومة ديبي / يحمل رسالة من تشاد. والرسالة .. مضافة الي احداث مرتبكة جداً الان تضرب خليل واصحابه مضافة الي احداث في الدوحة .. مضافة الي احداث في افريقيا الوسطى .. مضافة الي حديث قاله سلفاكير همساً وهو يقدم تقريراً عن نتائج زيارته الي البرلمان الاوروبي .. كل هذا يجعل (لاسلوب) زيارة برقو معنى خاصاً .. لا يسر الحركة ولا يسر خليل. وكنا نريد ان نكتب عن اكتشاف بترول مذهل جنوبكوستي في منطقة (وارات). كنا نريد ان نكتب عن موجة الايدز التي تجعل الجنوب الآن ممراً مختصراً جداً للاخرة. و..و.. كنا نريد هذا كله .. لكن الخطاب المذهل الذي يصل الينا .. والذي يكشف ما يدير الرؤوس يجعلنا نستدير نحن كذلك. نقلاً عن صحيفة الوفاق 3/12/2009م