بقلم: عبد المحمود نور الدائم الكرنكي زار مجلس الأمن السودان, بينما تجاهل كل المناطق الساخنة التي تهدد الأمن الدولي من غزة الي أفغانستان الي العراق الي الباكستان زيارة مجلس الامن السودان صفارة انذار زائفة بأن السودان أخطر قضية أمنية اليوم في السياسة الدولية. كان يجب أن تستقبل المظاهرات المليونية وفد مجلس الأمن في كل مكان, تعلن رفض (الجنائية) ورفض التدخل السافر في الشأن السوداني, كان يجب أن تستقبلهم وتودعهم حشود الجنوبيين المؤيدين للوحدة لقد تحدث رئيس الوفد عن عدم توفر الأمن في دارفور, وذلك في تصريح أعده سيادته في مكتبه بنيويورك قبل أن يغادر الي السودان ليري بعينيه أن دارفور زرعت (250) ألف فدان هذا الموسم اعداد الخطابات الرسمية والتصريحات المسبقة قبل رؤية الواقع السوداني , ممارسة اعتادها السياسيون والمسئولون الغربيون قبل زيارتهم السودان. لم يتحدث رئيس وفد مجلس الأمن عن جدول زمني لانسحاب القوات الدولية من السودان بعد الاستفتاء. وقد قدمت تلك القوات بموجب اتفاقية نيفاشا ولم يهتم سيادته بأن استمرار تلك القوات الدولية بعد الاستفتاء علي ارض السودان مهدد أمني للسودان ومحرض علي نشوء أنشطة مقاومة مضادة لم يتحدث سيادته عن التزام المانحين ب 23% فقط مما التزموا به في مؤتمر أوسلو لاعمار ما دمرته الحرب وذلك يعني عمليا دعم الانفصال . سكت وفد مجلس الأمن عن افتقاد الجنوب الواضح لمقومات الدولة. كما صمت عن انقلاب امريكا علي اتفاقية نيفاشا واعلانها تأييد الانفصال. كما صمت عن خروج الحركة الشعبية علي اتفاقية نيفاشا باعلان الانفصال والعمل بنشاط لتحقيقه وملاحقة الوحدويين الجنوبيين وقمعهم وحظرهم صمت وفد مجلس الأمن عن خروج الحركة الشعبية علي الدستور الانتقالي وبروتوكول أبيي وقرار التحكيم الدولي في لاهاي بشأن نزاع أبيي. كل ذلك يؤسس لتفجير وحدة السودان وأمن السودان يؤسس لحرب اهلية أخطر من سابقاتها. لكل ذلك انعكاسات واسعة النطاق علي أمن دول المنطقة برًاً وجوًاً وبحراً. وفد مجلس الأمن الذي زار السودان أسقط من حسابه أمن السودان.