عند بداية الثمانينيات من القرن الماضي لم يكن يحلم (الجزار) بمقاطعة بانتيو بتصدر أخباره وصوره للصفحات الأولى للصحف في الخرطوم حاملة نبأ وخبرًا عن انشقاق (الجزار) العميد المنشق عن الجيش الشعبي قلواك قاي، الذي تفاجأ مطلع هذا العام بنقله لمصلحة السجون عقب اعتراضه العنيف على العملية الانتخابية المنصرمة، لقب (الجزار) لم يشأ الابتعاد عن العميد قلواك قاي رغماً عن تركه مهنة العمل بالسوق والالتحاق ضابطاً بالجيش الشعبي في العام 1984م بكتيبة ( جاموس) 104 والتي تخرج فيها أيضاً والي الوحدة الحالي تعبان دينق، قاد العميد قلواك قاي عدداً من العمليات العسكرية بالكرمك والناصر وبأعالي النيل، وعمل تحت امرة نائب رئيس حكومة الجنوب د. رياك مشار بغرب النوير في العام 1986م.. ( الإنتباهة) استمعت عبر الهاتف لإفادات كثيرة من العميد قواك شملت أسباب خروجه عن طاعة الجيش الشعبي ورؤيته لما يجري بالساحة الجنوبية وخرجت بإجابات ساخنة: سعادة العميد كيف تقرأ الأحداث بالجنوب بكافة منعطفاتها السياسية والأمنية وغيرها؟ الأحوال بجنوب السودان بصفة عامة غير مقبولة وغير مهضومة لنا، الحركة أصبح همها حكم الجنوب بأي من الأساليب حتى وإن قتلت وعذبت ونهبت، وإذا رغبت في التأكد من ذلك فعليك الذهاب بنفسك للجنوب لترى بعينك ما تفعله الحركة هناك، فمثلاً بولاية الوحدة تعبان دينق هو كل شيء (لو داير تشرب مويه تقول يا «تعبان») هذا كله يعني أن تعبان يمتلك الآن المال والسلطة وكل شيء بولاية الوحدة، وحتى حكومة الجنوب نفسها لا تستطيع اليوم الوقوف في وجهه أو محاسبته أو مساءلته. لكن الوالي تعبان دينق فاز بالمنصب منتخباً في العملية الانتخابية الأخيرة.. لماذا لا تقبلون بالنتائج؟ أولاً تعبان لم يفز بالنتائج بل الفائز هو التزوير والتلاعب والأساليب الفاسدة، الفائز الحقيقي بالاقتراع هو المرشح المستقل إنجلينا تينج، وثانياً الحركة أجبزت المواطنين على التصويت لمرشحيها بالإكراه والترهيب وصادرت حقهم في التعبير عن رغباتهم واضرب لك مثلاً: معظم الناس أدلوا بأصواتهم للرئيس البشير لكنهم قاموا بتزوير تلك الأصوات وترحيلها عبر مدرعاتهم لجهات أخرى. حكومة الجنوب قامت قبل قبل عدة أيام بالعفو عنكم ورحبت أيضاً بعودتكم لصفوف الجيش الشعبي؟ يا أخي نحن لم نخرج من الجيش الشعبي بعد أخذ الإذن من حكومة الجنوب حتى تعفو عنا ولم نرتكب جرماً يستحق العفو، نحن لسنا مجرمين بل نطالب بحقوق أهلنا البسطاء الذين أذهقت أرواحهم، وخرجنا بمحض إرادتنا تاركين خلف ظهورنا السلطة والمكانة العسكرية الرفيعة لغياب العدالة بالجنوب، (عيالي) وزوجتي في الأسر الآن (الناس ديل ما بنفع معاهم إلا حمل السلاح ولغة البندقية)، نحن قادة كبار وواجبنا غير الدفاع عن أمتنا وشعبنا رفض الظلم وتحقيق العدالة، لذا لن نتراجع عن أهدافنا تلك أبداً. إذًا هنالك مطالب محددة تتضح من خلال حديثك السابق رهاناً لعودتكم وقبول التفاوض مع حكومة الجنوب؟ نعم بالتأكيد.. هنالك مطالب على رأسها إزاحة تعبان دينق وإحالته لمحاكمة فورية وإجراء تحقيق دقيق في نتائج الانتخابات بولاية الوحدة وتحقيق العدالة بإتاحة المشاركة في حكم الجنوب لكافة الجنوبيين، وحل حكومة الجنوب الحالية وتشكيلها من جديد على أسس المواطنة وليس القبلية والمصالح، بجانب اقتلاع الفساد الدائر بالجنوب ومحاسبة كل المتورطين فيه. مقاطعة.. عذراً سعادة العميد لكن هذه أضغاث أحلام لن تتأتى لك ولن تحدث أبداً؟ ( يازول انت داير توريني نحن بنحلم بشنو) قلت لك إننا ضباط كبار ولا يوجد بالجنوب من لا يعرف قلواك قاي ( ونحنا ما بنحلم لأننا ما بنوم أصلاً نحنا بنقاتل ونعرف البندقية مع كل من يتلاعب بمصير ومصالح وحياة المواطن الجنوبي) وأقول (الناس ديل قتلوا 100 نفر وزيادة في بانتيو بدون أسباب دا مش إجرام) ( نحن ضباط أحرار ولازم نعمل للمواطن الجنوبي). ولم يتضح حتى الآن اتجاهات المواطن قادة الحركة الشعبية الآن غير مضمون ولا توجد ضمانات كافية بنزاهته.. المواطن الجنوبي حر في التصويت لما يشاء لكن قادة الحركة الآن يقودون ضغوطاً عالية للتأثير على نتائج الاستفتاء لذلك لا ضمانات إطلاقاً لحرية تعبير المواطن الجنوبي في الاستفتاء المقبل. العديد من القادة العسكريين الكبار بالجيش الشعبي خرجوا عن طاعته مثل الفريق جورج أطور لماذا؟ نعم.. قادة كبار خرجوا لأن الجيش الشعبي أمانة لحماية البلاد بعد اتفاق السلام الشامل وليس جهة عسكرية لتحقيق المكاسب السياسية وحل مشكلات قادة الحركة الشعبية السياسية والقبلية، نحن مثل القوات المسلحة ندافع عن السودان ولا ندافع عن قادة المؤتمر الوطني مثلاً! لكن قادة الحركة الشعبية يتلاعبون بسياسات الجيش الشعبي لتحقيق مصالحهم الخاصة أو عندما يدفعوا بجنود الجيش الشعبي لمقاتلتنا يرفضون لأننا إخوان ورسالتنا واحدة. هنالك اتهامات تطول القادة المنشقين من الجيش الشعبي بتلقي دعومات من جهات للعمل ضد حكومة الجنوب أو كما تقول هي؟ هذا الحديث غير صحيح على الإطلاق لأننا خرجنا عن الفساد والهيمنة القبلية والظلم مقاتلين، ودائماً ما تسعى الحركة لاتهام أناس كثر مثل المؤتمر الوطني بدعمنا، وهذا كذب من الحركة الشعبية حتى تصرف الأنظار عن كشف تلاعبها بالجنوب وفشلها، أنا شخصياً لست في حاجة لدعم من أي جهة لديّ المال والجميع يعرفون ذلك، ولدي أكثر من 20 ألف جندي أصرف عليهم من حُر مالي ويقاتلون معي من أجل المواطن الجنوبي لتحقيق العدل، وأتحدى من يقدم إثباتًا بتلقينا لدعومات من أي جهة. نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 12/10/2010م