اصطادت «الأهرام اليوم» في حوار نادر عبر هاتف «الثريا» الذي يعمل بالأقمار الاصطناعية؛ العميد قلواك قاي، قائد حركة التمرد على الجيش الشعبي لتحرير السودان بولاية الوحدة، الذي ظل يشكل إزعاجاً وحرجاً للحركة الشعبية، ويزيد من التشكيك في قدرتها على إدارة عملية الاستفتاء والدولة، في حالة اختار مواطنو الجنوب الانفصال عن الشمال، لا سيما لدى القوى الغربية. كان القائد قلواك قاي أحد قادة قوات الحركة الشعبية منذ تأسيسها في العام 1983 وانتقل للعمل في ولاية الوحدة في العام 1986، وخلال انشقاق مجموعة الناصر في العام 1991 بقيادة د. رياك مشار التي خاضت قتالاً شرساً مع قوات الجيش الشعبي خلف قتلى في صفوف الجيش الشعبي تجاوزت أعدادهم القتلى الذين خسرهم الأخير طوال حربه مع القوات المسلحة، وعندما توجت مجموعة الناصر صراعها مع الجيش الشعبي بتوقيع اتفاقية الخرطوم للسلام عام 1999م؛ كان قلواك قاي جزءاً منها، غير أنه عاد إلى الحركة الشعبية وجيشها عام 1999 تحت إمرة اللواء بيتر قديت. «الأهرام اليوم» تحدثت إلى العميد قلواك قاي عن خلافاته مع قيادة الجيش الشعبي وتمرده عليها، وحظوظه المستقبلية سياسياً وعسكرياً. { ما هي الدوافع التي جعلتكم تعلنون تمرداً ضد الجيش الشعبي؟ نحن لم نتمرد نحن مجموعة تغيير! { إذن ما هي مطالبكم؟ إقالة تعبان دينق الحاكم الحالي لولاية الوحدة؛ لأنه لم يفز في الانتخابات التي جرت في أبريل الماضي، بل قام بتزوير إرادة الشعب! { لكن المفوضية أعلنت فوزه؟ تعبان لم يفز بل قام هو بإعلان فوزه في الإذاعة المحلية قبل إعلان المفوضية، الأمر الذي أدى إلى صدام المواطنين مع الشرطة، فقتل (5) من المواطنين جوار مبنى الإذاعة، هذا مؤسف. { إذن ماذا حدث؟ إن الذي حدث هو أن الشرطة أطلقت النار على المواطنين وقتلت خمسة منهم دون أن يحاسبهم أحد إلى الآن. { ولكن..؟ - مقاطعاً: نحن عندما أدركنا أن الأمر قد وصل إلى هذه النقطة استجبنا للمطالب المواطنين، ودفاعاً عن إرادتهم؛ بإعلان حركة التغيير. هي حركة تصحيحية تحت قيادة الفريق جورج أطور التي أعلنها في ولاية جونقلي، أما هنا في ولاية الوحدة فأعتقد أن المواطنين التزموا بالصبر، فهؤلاء ظلوا يطالبون حكومة الجنوب بإقالة تعبان بعد فشله في تحقيق التنمية بالولاية، فمنذ ذلك الوقت، أي في عام 2007م، دفع العديد من السلاطين والشباب والبرلمانيين بمذكرات لسلفاكير مطالبيين فيها بإقالة تعبان دينق، فوعدهم كير بذلك، ولكن فوجئ الناس بأن تعبان لم يذهب، بل عدل دستور الحركة الشعبية ليبقى في منصبه، عدنما فاز د. جوزيف دجتول بمنصب رئيس الحركة بالولاية في عام 2008م، فوفق الدستور الجديد الذي فصل ما بين السلطة السياسية والتنفيذية؛ ضمن تعبان البقاء في منصبه حاكماً للولاية، ثم جاء وعد آخر من «سلفا» للمواطنين بولاية الوحدة أكد فيه عدم ترشيح تعبان في الانتخابات، ولكن فوجئ الناس بترشح (تعبان) وتم تزوير الانتخابات ليعود تعبان حاكماً للولاية، لذا؛ استجابة لمطالب المواطنين؛ لجأنا إلى حمل السلاح ومواجهة حكومة التزوير التي خالفت إرادة المواطنين لتصحيح الأوضاع. { أنتم متهمون بأنكم تعملون لصالح أنجلينا تيج؟ ليست لدينا علاقة بأنجلينا. { ولكن... - مقاطعاً: نحن لا نعمل لصالح أحد، بل نعمل لصالح المواطنين بولاية الوحدة. { إذن ما هي مطالبكم؟ نحن نطالب بإقالة تعبان دينق وإعادة فرز نتائج الانتخابات تحقيقاً للعدالة واحتراماً للديمقراطية وحقوق الإنسان. { إذا لم تُستجب مطالبكم؟ وقتها سنخرج (تعبان) بالقوة من موقعه كحاكم لولاية الوحدة كما أخرج بالقوة في عام 1998م، نحن بمقدورنا أن ندخل ولاية الوحدة في أسابيع إذا قررنا ذلك. { ولكن الجيش الشعبي من طرفه أعلن أن تمردكم انتهى؟ هم دائماً يكذبون، فمن قبل قالوا إن بإمكانهم القبض على جورج أطور خلال أسبوع ولكنهم لم يستطيعوا! { لماذا؟ - لأن الجيش الشعبي لم يكن معهم. ودعني أقول لك الحقيقة، إن الذين يقاتلوننا الآن هم مجموعة صغيرة (مجموعة بحر الغزال) وليس الجيش الشعبي، ففي ولاية الوحدة لم يدخل أبناء جبال النوبة والأنقسنا ميدان القتال، بل إن العديد من قيادات ووحدات الجيش الشعبي منحازون إلى صفوفنا، لذا أقول لك إننا مسيطرون على كافة المواقع في ولاية الوحدة. { أين البترول من هذا الموضوع؟ الحقيقة هي أن عائدات النفط التي حددتها اتفاقية نيفاشا (2%) للولاية المنتجة؛ عززت بقاء تعبان دينق، فحكومة الجنوب ظلت تتمسك ب(تعبان دينق) لأنه يحقق مصالحها، بل لم تستجب لمطالب المواطنين المطالبيين بإقالته.