قال الدكتور لام أكول أجاوين زعيم الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي عقب لقاء مغلق مطول جمعه بزعيم الحركة – بعد طول جفاء و خلاف معروف – أنه و زعيم الحركة قد اتفقا على توحيد الجنوبيين ! و حرص أكول على حذره المعروف و لزم الصمت حيال تفاصيل اللقاء و مآلاته , اكتفي بإظهار عودة التفاهم بينه وبين رفاقه فى الحركة مع إبقاء كل طرف على حركته. و ما من شك أن تفاصيل اللقاء سوف تظهر لاحقاً- ان لم تكن الآن قد ظهرت بالكامل. وما من شك ايضاً ان الدكتور لام كان هو الطرف المطلوب ، إذ أنه و بفعل العلاقة غير الجيدة التى كانت سمه بينه و بين الحركة الشعبية منذ نحو عام و نيف لم يكن ليسعي للقاء زعيم الحركة فى ظروف كهذه وبالصورة العاجلة التى جرت ،و قد تبين بالفعل ان زعيم الحركة الفريق كير بادر بدعوة أكول على خلفية نصيحة ربما وردته من جهات دولية معينة و هى أمور لا تخفيها الحركة عادة لإيمانها بأن أصدقائها فى الخارج من القوى الدولية المختلفة (طلباتهم أوامر) . غير ان سؤالاً يطرق الأذهان بشدة هاهنا و هو ما صحة ما أدلي به د. لام أكول من ان الهدف من اللقاء هو توحيد الجنوبيين؟ الواقع ان د. اكول لا يخلو من ذكاء وقاد كما هو معروف عنه ، فالرجل من القادة القلائل - الذين يعدون على أصابع اليد الواحدة - فى الحركة الشعبية تاريخياً الذين يتمتعون بحس سياسي ذكي ،و لهذا فان تصريحاته بشأن توحيد الجنوبيين كانت (غطاءاً جيداً) للقاء و فى ذات الوقت أعطت المراقبين براحاً للتفسير و التأويل ؛ فالموقف الذى يواجهه الجنوب في الوقت الراهن والأسابيع القليلة المقبلة موقف مفصلي و خطير يتشكل على أساسه تاريخه ويتحدد مصيره وهى أمور إستراتيجية يصعب التهاون بشأنها و لهذا فان ما يُستشف من ما قاله أكول هو ان زعيم الحركة الشعبية - بدافع النصائح التى وردته من أصدقائه فى الخارج - يود بالفعل إيجاد أفضل أرضية سياسية للمرحلة المقبلة و لطالما قيل ان د. اكول ربما ينال مقعداً مرموقاً (نائب ثانٍ لرئيس الحركة و رئيس حكومة الجنوب) فان من السهل استنتاج ان قوى خارجية بعينها قد بلورت رؤاها على ان قيام دولة جنوبية فى غضون أسابيع قد تصاحبه مخاطر جمة اذا لم يكن من بين قادة الجنوب – منذ الآن و قبل الاستفتاء – قادة أذكياء و ساسة يتمتعون بصفات رجل الدولة المتوازن الصبور. و غني عن القول ان د. أكول فيه صفات السياسي الحصيف و رجل الدولة المتوازن و وجوده بين دست القيادة ضروري و واحد من أهم اشتراطات نشوء الدولة الجنوبية أو ان التوازن القبلي (دينكا / نوير/ شلك) بات ضرورياً لضمان دولة جنوبية مستقرة منذ البداية. و لعل هذا بمثابة رسالة الى أمين عام الحركة الشعبية باقان أموم الذى لا يتمتع بذات ما يتمتع به أكول بداهة من ثم فانه لا يمكن ان يكون ممثلاً مناسباً للشلك ! أنها دون شك قسمة سلطة مبكرة فى الجنوب !