خطاب رئيس الجمهورية أمام الهيئة التشريعية القومية (المجلس الوطني ومجلس الولايات) في فاتحة المداولات للدورة الجديدة حملت جملة من البشريات والالتزامات لإنقاذ البلاد من السيناريو الأسوأ حال وقوع الانفصال عقب إجراء الاستفتاء وتعهد بحماية وحدة السودان وان الاستفتاء (أن نمضي على هذا المنهج المتسق من الوفاء بالترتيبات فان الاستفتاء الذي تنشده ولا نرى عاصما من إهداره الا بالتوافق على الحكمة والرشد الضامنين لنزاهته وسلامته والمؤسسين على استشعار المسئولية الجماعية حيال إجرائه بحرية لأزيغ عنها هو بكل قدره التاريخي أبعد ما يكون رهناً بطرف دون آخر أو مسئولية جهة دون أخرى اذا أردنا له أن يفضي إلى سلام دائم واستقرار مستدام ولا يبقي غير التذكير بأننا على اقتناع تام برجاحة الوحدة خياراً لدي أهلنا في الجنوب اذا ما أتيحت لهم الفرصة العادلة والحرية الكاملة للاختيار لأن المنطق الصحيح لا يقول بغير الوحدة سبيلاً يسلكه الجنوب في مسيرة بحثه عن الأمن والاستقرار، الرئيس بشر بأن مراجعة شاملة بما يحقق تحمل مهام حماية الوطن في أمنه القومي من خلال توزيع المسئولية بين الجيش الشعبي والقوات المسلحة من خلال تقوية القوات المشتركة المدمجة ووصف الجيش الشعبي بانه مكون أساسي من مكونات الجيش الوطني (لأول مرة) وتعهد بان يتم تنفيذ برامج ومشروعات تنموية من الميزانية القومية والمنح الخارجية حتى ولو تجاوز نسبة ال 100% من عائدات النفط .. بشر البشير بانتاج الدواء بطاقة 250ألف طن وأنه سيتصدي لكل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الوطن والانتقاص من عزته وسيادته ولاسيما المرجفين الذين يعدون المسرح الدولي لذبح وحدة السودان وجعل المحكمة الدولية فتوة بالوكالة ينصبه الأغنياء ليعاقبوا به الفقراء في أفريقيا والدول النامية) انتهي. اذا الرئيس البشير يقدم الحقائق المجردة ويتنبأ بأن الأمل قائماً في أن تظل الوحدة الوطنية قائمة وأن الانفصال الذي تظهر آثاره على الاقتصاد الوطني منذ الآن قبل وقوعه يتطلب التعبئة وشحذ الهمم وجواراً جاداً بالقلوب المفتوحة بعيداً عن الأجندات الجهوية والحزبية والشخصية والتحدي الكبير أمام هذه البشريات البحث عن الحلول وهزيمة التيارات الانفصالية التي سارت على طريق الكفر بالوحدة وأن الأمل في بناء وطن متحد متجاوز للمحن وهي مدعومة من بعض القوى العظمي أوروبا وأمريكا وهي منحازة لانفصال الجنوب وتعمل لانتقال ألعدوي إلى دارفور والمناطق الأخرى المتوترة وتهدف الدولية أي جعل أرض المليون ميل مربع دويلات صغيرة ثم نهب ثرواتها ..رغم أن التآمر الدولي بلغ درجات متقدمة قبل توجيه الضربة للسودان الا أن أبناء السودان الذين وقعوا في أحضان القوى الدولية هم الذين يشجعون أمريكا وأوربا للمضي في مخططات تجزئة السودان وطمس هويته ووحدته ولا يعلمون أن هذه الأرض بكل حضارتها وثقافتها وتنوعها للعرقيات والديانات واللهجات والشعارات والتمازج والتداخل دون فواصل حدودية وموانع مذهبية أو طائفية ربما يذهب إلى غياهب التاريخ ويمح من الخارطة الدولية في مطلع عام 2011م وتتقلص المساحة وتنقص الثروة ويقل السكان .. أن الذين قدموا السودان للمستعمر لاغتصاب الأرض وثروات السودان لا يعنيه فصول سيناريوهات الأسوأ والفظائع التي قد تتعرض لها البلاد .. نحن لأنشك في أن التيارات الوطنية القادمة بإبقاء السودان وترفض الاستقواء بالأجنبي وتعمل لتعزيز الوحدة عليها أن تدعم عوامل الوحدة وعبور المرحلة بحكمة في هذا الامتحان الصعب وترجمة البشريات للسيد رئيس الجمهورية إلى برامج ميدانية وإصابة الهدف والغاية وأن ننتقل إلى أرض الواقع وإبطال قنبلة الفتنة التي قد تشعل الحرب ويتمزق السودان ارباً ارباً ويصبح لقمة سائغة للقوى التي ظلت تتربص به منذ سنوات باعتباره واحد من اغني دول العالم بموارده الطبيعية وان يظل بلداً ضعيفاً متوتراً .. وهل ينقذ الرئيس البشير البلاد من السيناريو الأسوأ. نقلاً عن صحيفة أخبار اليوم 19/10/2010م