أعلن الجيش السوداني ان «جيش تحرير السودان»، الجماعة المتمردة الوحيدة في إقليم درافور التي وقعت اتفاق سلام مع الخرطوم، بات هدفا عسكريا الآن وذلك بعدما أشار إلى أن قوات من حركة التمرد تتجه إلى الجنوب الذي يستعد للانفصال، في وقت حمل ممثل حكومة جنوب السودان في الشرق الأوسط وجامعة الدول العربية فرمينا مكويت منار الخرطوم مسؤولية مطالبة احتمال الانفصال. وقال الناطق باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد في تصريحات صحافية امس ان «جزءا كبيرا من قوات زعيم جماعة جيش تحرير السودان ميني ميناوي ترك المناطق المخصصة له بموجب الاتفاق ومعه أسلحة ومركبات ويتجه نحو الجنوب». وأردف: «ستكون أي اشتباكات بين الجيش السوداني وجيش تحرير السودان بمثابة ضربة عنيفة لعملية السلام المتعثرة في دارفور في ظل تشكك الجماعات المتمردة أخرى في استعداد الخرطوم لاحترام أي اتفاق يوقع». وقال خالد ان الجيش السوداني «بات يعتبرهم هدفا ويبحث عنهم وسيشتبك معهم». وأضاف أن «جيش تحرير السودان يعتزم الانضمام مرة أخرى لحلفائه المتمردين السابقين في الجنوب». ونفى المتمردون أن تكون قواتهم تتجه نحو الجنوب. وقال الناطق باسم «جيش تحرير السودان» عادل محجوب ان تحركات القوات «إدارية بحتة». وأوضح أن «الهجوم على قوات جيش تحرير السودان سيعتبر اعلان حرب». ومن بين ثلاث جماعات متمردة في دارفور شاركت في محادثات السلام في العاصمة النيجيرية أبوجا في 2006 كان «جيش تحرير السودان» الفصيل الوحيد الذي وقع الاتفاق. ولا تزال الجماعات الأخرى تحارب الحكومة غرب السودان. انفصال الجنوب من جهة اخرى، قالت مسؤولة رفيعة المستوى في الحزب الحاكم بجنوب السودان إنه لا حاجة لتأجيل الاستفتاء على استقلال الجنوب والمقرر إجراؤه في التاسع من يناير. واتهمت آن إيتو، المسؤولة البارزة في «الحركة الشعبية لتحرير السودان» والوزيرة في حكومة الجنوب حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم في الخرطوم بمحاولة تأجيل الاستفتاء. بدوره، برر ممثل حكومة جنوب السودان في الشرق الأوسط وجامعة الدول العربية فرمينا مكويت منار في تصريحات خاصة ل«البيان» مطالبة الكثير من الجنوبيين بانفصال الجنوب عن الشمال بما وصفه «تلكؤ حزب المؤتمر الوطني في تنفيذ اتفاقية السلام الشامل كاملة». مؤكداً أن هذا «أدى إلى نتائج سلبية على وحدة السودان، خاصة أن هناك كثيرا من القضايا المهمة مازالت عالقة وذلك في الوقت الذي يطرح فيه حزب المؤتمر الوطني الحاكم مشروع الوحدة ويعمل له بقوة». وأضاف: «أخشى أن يكون هذا العمل في الوقت الضائع»، مشدداً بأنه «مهما كانت نتيجة الاستفتاء سيظل الشعب السوداني في الشمال والجنوب شعبا واحدا، ولو حدث انفصال نعتبره من جانبنا انفصالا سياسيا فقط». القاهرة- دار الإعلام العربية والوكالات