«سيتيزين» هي أكثر الصحف الجنوبية تشدداً للانفصال ورئيس تحريرها نيال بول يعتبر من أكثر الانفصاليين تطرفاً. ومن المفارقات ان اثنين من ابرز المفكرين وكتاب الرأي الشماليين الاستاذ محجوب محمد صالح ود. علي إبراهيم اللذين يشاركان بعموديهما اليوميين المترجمين من «الأيام» و«الأخبار» على التوالي محسوبان على الوحدويين المتشددين. عينة من مانشيتات الصفحة الأولى من «سيتيزن» يومي الأحد والاثنين الماضي: اعادة تسمية جنوب السودان بعد الانفصال. بعد الاستفتاء: جنوب السودان تسعى لعملة جديدة. يوم الاحد كتبت ذات الصحيفة تقريراً عن ندوة عقدت في اليوم السابق اشترك فيها وزراء وحكام ولايات ونواب برلمانيون وخبراء دوليون لمناقشة وضع الاقليم فيما بعد الاستفتاء الذي يعتقد على نطاق واسع انه سيؤدي إلى الانفصال، المشاركون في الندوة اجمعوا على ضرورة ابتداع اسم جديد للجنوب وتغيير العملة السارية حالياً في كل انحاء السودان. ? ونسبت الصحيفة إلى اليا ماكون الينق نائب محافظ البنك المركزي ومحافظ بنك جنوب السودان قوله ان على حكومة «الجنوب» ان تفاوض لإعادة الجنيهات السودانية إلى الشمال في حالة الانفصال». ما مصير الجنوبيين الذين يقيمون ويعملون في شمال البلاد إذا انفصل الجنوب؟ وماذا عن الجنوبيين الذين يعملون في حكومة الوحدة الوطنية؟ هل سيعودون إلى الجنوب أم يبقون في الشمال» هذه الاسئلة وكثير غيرها حاول المؤتمرون ان يجيبوا عليها.. وزير الخدمة العامة أوت دينق يرى ان على حكومة الجنوب استباق الاستفتاء وتخطط لافضل الوسائل لاستيعاب الجنوبيين الذين يتوقع ان يفقدوا أعمالهم عندما ينفصل الجنوب وقال «ان جنوبيي الشتات وجنوبي الشمال كثيرون ومتعلمون وسوف يعودون إلى الوطن». إجتماعات يوم السبت تداولت أيضاً تحديات الانفصال الأخرى مثل ترسيم الحدود وترتيبات تقاسم الثروة والموجودات والمرافق المشتركة «تقاسم السلطة طبعاً حسم تلقائياً» وحتى أسعار صرف العمل الجديدة المقترحة. وهكذا يمضي اخواننا الانفصاليون في الجنوب في التخطيط لاوضاع جنوب ما بعد الاستقلال إستباقاً للموعد الفاصل عام «1102م» ورغم تقرير الصحيفة الذي طغى عليه التشاؤم إلا أن الحريصين على ابقاء بلادنا موحدة شماليين وجنوبيين عليهم ان لا يفقدوا الأمل ان تصوت الأغلبية لصالح الوحدة. نقلاً عن صحيفة الرأي العام السودانية 10/12/2009م