أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن السلام والاستقرار فى شمال السودان وجنوبه يمثل أولوية إستراتيجية لمصر ، وأن تحقيق مصالح الشعب السوداني فى حفظ الأمن وتعزيز جهود التنمية فى هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ السودان الحديث يمثل أحد أهم أهداف السياسة الخارجية المصرية ، جاء ذلك خلال استقبال أبو الغيط وزير البيئة والتنمية الدولية النرويجي "إيريك زولهايم" ، حيث ركزت المباحثات على الأوضاع فى السودان. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير حسام زكى أن الوزير أبو الغيط شدد على ضرورة تضافر الجهود الدولية لمساعدة الشريكين على التحسب إزاء حدوث أية نتائج سلبية يمكن أن تنجم بعد إجراء الاستفتاء ، مشيراً الي أهمية التوصل إلى توافق بين الشريكين حول شكل العلاقات بينهما بعد الاستفتاء وبغض النظر عن نتائجه، ومؤكداً أهمية أن تتأسس العلاقات على الروابط السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمصالح المشتركة بينهما. وأشار زكي الي أن وزير الخارجية المصري أوضح أن مصر سوف تواصل جهودها لتقريب وجهات النظر بين الشريكين لحل المسائل العالقة وفى مقدمتها موضوعات ترسيم الحدود وتقاسم الثروة وتأمين حرية الحركة للقبائل عبر الحدود علاوة على التوصل إلى تفاهم حول وضعية منطقة إبيى يراعى شواغل الطرفين. وفي سياق آخر قال زكي أن وزير الخارجية المصري أكد على ضرورة عودة دول حوض النيل إلى مائدة المفاوضات للتوصل إلى توافق حول مسودة الاتفاق الإطاري وبما يحقق مصالح كافة الأطراف وفقاً لمبدأ المنفعة للجميع الذى تأسست عليه مبادرة حوض النيل ، وأضاف أن ابو الغيط شرح الوضع المائي فى المنطقة واعتماد مصر التام على حصتها من مياه النيل كشريان للحياة ، ومشيراً إلى وفرة الموارد المائية لدى دول منابع النيل التى يتساقط عليها 1600 مليار متر مكعب ، مشيراً الي أن حصة مصر لا تتعدى 3% من إجمالي الموارد المائية فى المنطقة ، مؤكداً أن المشكلة تكمن فى تحسين إدارة الموارد المائية بدول المنابع لتحقيق الأهداف المنشودة فى المنطقة، والتعاون من أجل تحقيق التنمية لكافة دول الحوض، وأن مصر أدركت ذلك منذ فترة طويلة وتقوم بتقديم خبراتها وإمكاناتها لدعم التنمية فى دول الحوض فى مختلف المجالات. وعلي صعيد آخر أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن الرئيس حسنى مبارك سيصل الى الخرطوم اليوم لعقد قمة مع الرئيس السوداني المشير عمر البشير و العقيد معمر القذافى قائد الثورة الليبية بجانب النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة جنوب السودان الفريق أول سلفاكير ميارديت ، وذلك بهدف دعم جهود الشريكين للتوصل إلى اتفاق حول المسائل العالقة فى تنفيذ اتفاق السلام الشامل.