لندن الخرطوم 'القدس العربي' من كمال حسن بخيت واحمد المصري: فيما وصلت بطاقات التصويت المطبوعة في بريطانيا لاستفتاء تقرير المصير في جنوب السودان الاربعاء الى جوبا، عاصمة الجنوب، على الرغم من سوء الاحوال الجوية في اوروبا، كشفت صحيفة 'هآرتس' الاسرائيلية امس الاربعاء ان تل أبيب تستعد لفتح سفارة لها في جنوب السودان، في حال انفصاله عقب استفتاء تقرير مصير الجنوب المقرر اجراؤه في كانون الثاني (يناير) المقبل. وقال تسفي بارئيل معلق الشؤون العربية بالصحيفة 'ان اسرائيل تستعد الى تطبيع العلاقات مع جنوب السودان في حال انفصاله'. واكد الكاتب الاسرائيلي 'انه في القريب مع انفصال الجنوب واقامة دولته المستقلة في افريقيا سوف يكون بالفعل لاسرائيل ممثلون هناك'. واوضح بارئيل 'ان التقديرات تشير الى ان جنوب السودان سوف يصبح دولة مستقلة وصديقة مقربة الى اسرائيل بالفعل'. وتأكيدا على مستقبل العلاقات الاسرائيلية الوطيدة مع جنوب السودان في حال انفصاله، استشهد الكاتب الاسرائيلي بتصريحات برنافا مريئل بنجيمان وزير الاعلام في الحكومة السودانية المؤقتة لجنوب السودان، التي قال فيها 'لم لا تكون هناك علاقات دبلوماسية بين الجنوب المستقل وإسرائيل'. واما عن الموقف المصري من تطبيع العلاقات بين اسرائيل وجنوب السودان، استشهد بارئيل باقوال الدكتورة اماني الطويل الخبيرة في شؤون السودان بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية التي اكدت فيها 'ان دخول اسرائيل الى جنوب السودان سيعزز التنمية في الجنوب، الامر الذي سيتسبب في زيادة استهلاك مياه النيل على حساب مصر، كما تخشى مصر من انضمام السودان الى دول حوض النيل التي تطالب بتغيير تقسيم حصة مياه النيل'. وكان اعضاء في الحركة الشعبية اكدوا للقاهرة ان حصتها من مياه النيل لن تنخفض بسبب الانفصال، الا ان نشوء دولة جديدة، حسب مراقبين، سيؤدي تلقائيا لزيادة عدد الدول المطالبة بحصة اكبر، ما قد يضطر القاهرة في النهاية لاعادة التفاض مع دول حوض النيل على ما تعتبره 'حصتها التاريخية'. ويذكر ان زعيم 'الحركة الشعبية لتحرير السودان' التي تحكم إقليمالجنوب سلفاكير ميارديت اكد في تصريحات صحافية سابقة أنه لا يستبعد إقامة 'علاقات جيدة' مع إسرائيل وفتح سفارة لها في جوبا عاصمة الإقليم، في حال اختار الجنوبيون الانفصال في الاستفتاء المقرر مطلع العام المقبل. واعتبر أن الدولة العبرية 'هي عدو للفلسطينيين فقط، وليست عدوا للجنوب'. وقال دنيس كاديما مسؤول شعبة الاستفتاء لدى الاممالمتحدة ل'فرانس برس'، 'اؤكد وصول بطاقات التصويت ومعدات التصويت الى جوبا. لقد ادى البرد (في بريطانيا) الى تأخيرها لبضع ساعات ولكن هذا لن يؤثر على توزيعها'. الى ذلك اعلن ياسر عرمان المسؤول في الحركة الشعبية لتحرير السودان، حركة التمرد الجنوبية السابقة، ان الحركة ستتحول الى حزب سياسي مستقل في شمال السودان بعد انفصال الجنوب، خلال استفتاء 9 كانون الثاني/يناير. وقال عرمان الذي ترشح للرئاسة في نيسان/أبريل الماضي امام الرئيس عمر البشير للصحافيين في الخرطوم ان 'الحركة الشعبية وجدت لتبقى في الشمال وستصبح قوة سياسية يحسب لها حساب. نحن نعتمد على دعم كبير في الشمال. إن رؤية (السودان الجديد) ستظل رؤية الحركة الشعبية في الشمال'. ويدعو الفرع الجنوبي للحركة الشعبية، التي تتولى السلطة في جنوب السودان المتمتع بحكم شبه ذاتي، الى انفصال الجنوب. وفي حال اختار الجنوبيون الانفصال، سيستقل الجنوب في تموز/يوليو. وعندها سيتحول الفرع الشمالي للحركة الشعبية الى حزب سياسي مستقل ويحافظ على هدف تحقيق 'سودان جديد' ديمقراطي وعلماني وفيدرالي وسيعارض الاسلام السياسي الذي يدعو له الرئيس عمر البشير. وقال عرمان ان 'الطريق التي يقترحها الرئيس البشير ليست الطريق التي تقود الى سلام دائم' في شمال السودان، موضحا ان الحزب الجديد في الشمال سيختار رئيسه واسمه وسيكون مستقلا عن الحركة الشعبية في جنوب السودان.