لم تكتف واشنطن بالدور المقيت في تفتيت العالم العربي الذي اشرنا اليه في مقال الأربعاء الماضي بأنها عملت على ضرب القوة العربية التي كانت إسرائيل تخشاها فعلاً بعدما خرجت مصر من قواعد اللعبة – العربية بعد اتفاق كامب ديفيد وبالتالي تم تحييد مصر وضب العراق وخنق تلابيب الأردن ونسف استقرار لبنان ومن ثم اتجهت لحصار سوريا والسودان واليمن وما تزال دول الثلاث محاصرة بأخطر مما توقعه الدول ذات السيادة وهو التمزيق والتشرذم الفاعل!! ولكن السودان كشف صموده بيان القمة الرباعية التي انعقدت الاسبوع الماضي مع الرئيس البشير والذي كان عند موقفه لم يتزحزح عنه قيد انملة وصرح بعدها أن ما يحدث في التاسع من يناير القادم ليس نهاية الدنيا ولكن المؤلم انه وفي ذات الوقت الذي تجمع فيه رؤساء عرب في بؤرة العمل العربي الجمعي أرسل الرئيس الأمريكي اوباما رسالة لسلفاكير رئيس حكومة الجنوب يطلب منه إجراء استفتاء حر ونزيه كما قال منطوق الرسالة المنشورة ولكن فحواها الذي لم ينشر أراد أن يقول للعالم أن اوباما اعتبر سلفاكير رئيساً والجنوب دولة تشكل امتداد طبيعياً للمخطط الأمريكي الصهيوني التمزيقي لأكبر قوة عربية مسلمة تجاوزت المخطط الأمريكي الصهيوني بثبات أدهش الصهيونية العالمية في عمق واشنطن. فالسودان الذي خرج منتصراً على شراذم التمرد في صيف العبور هو ذاته السودان الذي أصبح اقتصاده مطمع أمريكا نفسها.. وما زالت لا تجد موطئ قدم الا في سفارتها الجديدة على طريق مدني!! وهو ذات السودان الذي كان يتلقي بالكف ذاته كل مؤتمرات الصهيونية – الأمريكية ويزرع القمح وقصب السكر وينتج ويصدر الايثانول والبترول معاً والآن يصل إلى تصدير الذرة بعد أن فاض الناتج والمنتوج بمليون طن من الاحتياج الفعلي .. وهو ذات السودان الذي زرع في قلب النيل سد مروي وأنتج الكهرباء من الفولة غرباً وحتى بورتسودان شرقاً ومن دنقلا شمالاً وحتى نيالا غرباً ومن ملكال جنوباً وحتى الفولة غرباً مصحوبة بطريق قاري أصبح خيارات لمن أراد السفر بالعربة من بورتسودان وحتى ملكال ومن الفولة حتى دنقلا ومنها حتى نيالا فلقد اتصل الطريق القاري بولايات السودان الشمالي حتى أعالي الجنوب مما جعل (مأفونا) يفكر مجرد تفكير بان يغزو الخرطوم عن طريق الإسفلت!! هو ذات السودان الذي دحر امريكا ويوغندا في الميل (40) فذات الدبابين جاهزون لإعادة الكرة وهم على استعداد الآن فقط في انتظار إشارة القائد الرائد الذي لم يكذب أهله طوال واحد وعشرين عاماً من مسيرة ، وبرغم الحصار استطاعت أن تقدم رئيساً يقف على رأس العالم كثالث شخصية عالمية من مائة شخصية عالمية ليس فيها اوباما المهزوم حتى من مجرد ناسخ انترنت على موقع من الشبكة اسمه ويكليكس!! ولذا فأنه ليس بالغريب أن يراسل أوباما الصفي الحبيب سلفاكير الرئيس القادم للامتداد الأمريكي الصهيوني في القارة الإفريقية هو وإمبراطور الجماجم يورس موسفيني خصوصاً بعد ان تمردت عليه – أي أوباما – كينيا، بالرغم من انها ترعي فصل الجنوب تماماً كما رعت من قبل اتفاق السلام الذي جعل من سلفاكير رجلاً بلا رأس الا القبعة الماسونية التي تحاول الاحتماء بفاولينو. خوفاً من رياك مشار ودينق الور خوفاً من جروح اطور وعبد العزيز الحلو خوفاً من تلفون كوكو! وربما باقان أموم خوفا من لام أكول اجاوين لان معالم الطريق في دويلة الجنوب التي لم تولد بعد قد ضاعت تماماً تحت أقدام جورج اطور القادم من جونقلي وسم الكوبرا القادم من واراب ورياك قلواك وينسي سلفاكير ان هناك ابابكر دينق، وعلي تميم فرتاك، ورياك قاي وجوزيف ملوال.. و ...و..، ومازال سلفاكير يبحث عن رأسه!! والبشير يبدي الشكر للرؤساء ويهرع ليهدر بالشريعة في كلية القادة والأركان. نقلاً عن صحيفة الوفاق 26/12/2010م